مباحثات معقدة في فيينا حول الملف النووي الإيراني
مباحثات معقدة في فيينا حول الملف النووي الإيرانيمباحثات معقدة في فيينا حول الملف النووي الإيراني

مباحثات معقدة في فيينا حول الملف النووي الإيراني

فيينا- تواصل القوى العظمى وإيران الخميس في فيينا محادثات معقدة وصعبة على أمل التوصل إلى حل لخلافاتهما حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

والتقى ممثلو إيران ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) عند الساعة 09,00 تغ، وذلك غداة لقاء ثلاثي استمر حتى وقت متأخر الأربعاء بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون.

والاتفاق الذي يسعى إليه جميع الأطراف سيكون تاريخيا فهو سيضمن أن يلتزم البرنامج النووي الإيراني بأهداف مدنية بحتة لقاء رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية واقتصادها.

وسيضع مثل هذا الاتفاق حدا للخلاف الذي يلقي بظلاله على العلاقات الدولية منذ مطلع العقد الأول في هذه الألفية عندما بدأت الدول الكبرى وأيضا إسرائيل ودول الخليج تشتبه بأن إيران تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي.

وأتاحت المفاوضات المكثفة التي أطلقت في كانون الثاني/يناير إحراز تقدم.

ويبدو أنه تم إحراز تقدم في تغيير تصميم مفاعل تبنيه إيران في اراك للحد من إنتاج البلوتونيوم فيه وكذلك على صعيد ضمان عمليات تفتيش أكبر وحصر الأنشطة في منشأة فوردو المحصنة.

وقد يتم التوصل إلى اتفاق أيضا حول تعزيز وتيرة عمليات التفتيش التي يجريها في إيران مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقطة الخلاف الأساسية تبقى قدرات إيران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووي في حال الوصول إلى درجات عالية من النقاء في التخصيب.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس لوسائل الإعلام الإيرانية إن الحوار بين الأطراف بات موجها نحو "البحث عن حل بدلا من دراسة المشاكل بعناية".

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى مساء الأربعاء عند حديثه حول سير المفاوضات: "لن يتم الاتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق حول كل النقاط ويمكن أن ينهار كل شيء بسبب الخلاف حول 2% من الملف مع أننا متفقون على 98% منه".

وأضاف المسؤول الأمريكي: "الجميع يعمل بجد.. إنها مفاوضات معقدة بشكل لا يوصف وتدخل في التفاصيل إلى حد كبير، إذ تتم إضافة صفحات ملحقة كاملة لأي سطر في كل اتفاق سياسي لأن التفاصيل حاسمة بشكل كبير".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2013 توصلت إيران ومجموعة 5+1 إلى اتفاق مرحلي وأمهلت نفسها حتى 20 تموز/يوليو للتوصل إلى اتفاق دائم، إلا أنها لم تتمكن من ذلك ما دفعها إلى تأجيل المهلة إلى 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع اقتراب موعد المهلة اقترحت طهران إمكانية تمديد جديد لكن ظريف غير رأيه الخميس.

وقال ظريف: "ما زال هناك 40 يوما قبل انتهاء المهلة ولا يعتقد أي من المفاوضين أن التمديد سيكون مناسبا، إننا نشاطر هذا الرأي بشأن التمديد ونعتقد أن ذلك لا يستحق حتى عناء التفكير به".

إلا أن الدبلوماسية الأمريكية تفضل عدم الحديث عن تمديد "في الوقت الحالي"، إذ تعتبر واشنطن أن "المهل تساعد على اتخاذ قرارات صعبة ونحن أمامنا قرارات صعبة فعلا".

وترى إيران أن اتفاقا سريعا يعني الأمل في نهوض اقتصادي.

ويعتبر التوصل إلى اتفاق سريع مهما أيضا بالنسبة إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يمكن أن يواجه بعد الانتخابات التشريعية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر مجلس شيوخ بغالبية من المعارضة التي تشكك في جدوى الاتفاق مع إيران.

ويخشى عدد متزايد من المحللين عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق بحلول 24 تشرين الثاني/نوفمبر، فهم يرون أن المفاوضات يمكن أن تستمر بعد اتفاق "مرحلي" يشمل التقدم الأولي الذي تم تحقيقه".

وقال ظريف إن الخبراء التقنيين من الجانبين سيلتقون اعتبارا من الأسبوع المقبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com