أردوغان يستضيء بـ"قنديل" لعبور نفق الانتخابات فائزًا من الجولة الأولى
أردوغان يستضيء بـ"قنديل" لعبور نفق الانتخابات فائزًا من الجولة الأولىأردوغان يستضيء بـ"قنديل" لعبور نفق الانتخابات فائزًا من الجولة الأولى

أردوغان يستضيء بـ"قنديل" لعبور نفق الانتخابات فائزًا من الجولة الأولى

يسابق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الزمن كي ينقل "بشرى" جديدة وطازجة إلى ناخبيه، بشأن "انتصار وشيك" في جبال قنديل، شمال العراق، حيث يتحصن قادة حزب العمال الكردستاني ومقاتلوه.

ويبدو أن أردوغان بات يراهن في حملته الانتخابية على "جبال قنديل"، طمعًا في الفوز، من الجولة الأولى، في الانتخابات المبكرة، المقررة في 24 حزيران/ يونيو الجاري، كي لا يضطر إلى جولة الإعادة.

ويأمل أردوغان في الفوز بالجولة الأولى بنسبة 50%، وسط مخاوف لدى حزب العدالة والتنمية، من التفاف المعارضة حول مرشح واحد، في جولة الإعادة الفاصلة بعدها بأسبوعين.

ورغم أن الرئيس التركي حقق، منذ مطلع السنة الجارية، "انتصارين" في عفرين ومنبج السوريتين، بيد أن استطلاعات الرأي تقول إن الاقتصاد هو مصدر القلق الرئيس للناخبين، في ظل انخفاض الليرة إلى مستويات قياسية أمام الدولار، ووصول التضخم إلى أكثر من 10%.

ولا تخلو خطابات الرئيس التركي الأخيرة من الحديث عن عمليات جيشه في جبال قنديل، إذ قال اليوم الإثنين إن بلاده "ستجفف "مستنقع الإرهاب" في منطقة قنديل شمال العراق، تمامًا كما فعلت في عفرين السورية.

وجاءت تصريحات أردوغان بعد يوم من صدور بيان للجيش التركي، قال فيه إن "مقاتلات تركية شنت غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل، أسفرت عن تدمير 14 هدفًا".

وينفذ الجيش التركي منذ نحو ربع قرن غارات على مواقع للحزب الكردستاني شمال العراق، بما في ذلك جبال قنديل، دون تحقيق أي نتائج فعلية، لكن العملية هذه المرة، يصاحبها "الطبل والزمر"، بحسب تعبير مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية محرم إينجه، في إشارة إلى الضجة الإعلامية والدعائية التي تفوق جدوى العملية.

وانتقد إينجه هذا الضجيج المصاحب للعملية التركية، موضحًا بنبرة ساخرة: "لنقل أنكم تودون تنفيذ عملية عسكرية في قنديل، هل تعلنون عن ذلك بالطبل والمزمار؟".

واعتبر مرشح حزب الشعب الجمهوري -أعرق الأحزاب التركية التي تأسست على يد مصطفى كمال (أتارتورك)- أن أردوغان "ليس همه تنفيذ عملية ضد التنظيم في قنديل بل تحقيق مكاسب انتخابية".

ويرى محللون سياسيون أن أردوغان "تعود، خلال السنوات الماضية، مواجهة مرشحين ضعفاء، كان يهزمهم دون عناء"، لكن محرم إينجه "يبدو خصمًا شرسًا لا يستسلم بسهولة".

وتقع جبال قنديل على بعد 120 إلى 150 كم شمال مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وتمتد من الأطراف الجنوبية الشرقية من تركيا إلى الحدود مع إيران.

ويتمركز عناصر حزب العمال الكردستاني في تلك المناطق، شديدة الوعورة في جبال قنديل التي تشكل حصنًا منيعًا لهم، فهي معروفة بالأشجار الكثيقة والوديان العميقة والكهوف التي تشكل ملاذًا طبيعيًا للاحتماء من الغارات التركية.

ويشهد جنوب شرق تركيا مواجهات شبه يومية بين قوات الأمن والمقاتلين الأكراد، وتقول تركيا إن المقاتلين ينطلقون من تلك الجبال الوعرة لتنفيذ عملياتهم ضد أفراد الجيش والشرطة والأمن داخل تركيا.

ويرى خبراء عسكريون أن الغارات العسكرية التركية الجديدة في تلك المناطق الوعرة لن تكون نتائجها أفضل من سابقاتها، مشيرين إلى أن جبال قنديل يعد مكانًا مثاليًا لحزب العمال الكردستاني لشن "حرب عصابات" ضد الجانب التركي.

وأوضح الخبراء أن شن عملية برية، كذلك، "محفوفة بالمخاطر"، على عكس عملية عفرين، نظرًا لتضاريس المنطقة القاسية، مؤكدين أن الجنود الأتراك "سيكونون صيدًا سهلًا للمقاتلين الأكراد بسبب خبرتهم ومعرفتهم بتلك التضاريس".

وأظهر مسح أجرته مؤسسة سونار هذا الأسبوع أن نسبة الدعم لأردوغان تسجل 48%، وهي أقل مما يحتاجه لتفادي دخول جولة ثانية، في حين منح الاستطلاع نفسه المركز الثاني لمحرم إينجه بنسبة تأييد تصل إلى 31%.

ويتنافس في الانتخابات التركية، إلى جانب كل من أردوغان وإينجه، السياسي الكردي صلاح الدين ديمرتاش، عن حزب الشعوب الديمقراطي، و"تَمَل قَره مُلا أوغلو" عن حزب السعادة، ودوغو برينجك عن حزب الوطن، ومرال أكشنر عن حزب الصالح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com