تركيا تتوعد أكرادها بعد مظاهرات دعم لكوباني
تركيا تتوعد أكرادها بعد مظاهرات دعم لكوبانيتركيا تتوعد أكرادها بعد مظاهرات دعم لكوباني

تركيا تتوعد أكرادها بعد مظاهرات دعم لكوباني

أنقرة ـ أثارت المظاهرات الكردية التي عمت مدنا جنوب شرق تركيا دعما لكوباني غضب المسؤوليين الأتراك الذين أطلقوا تصريحات نارية تهدد بنسف عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني الذي خاض حربا في البلاد لنحو ثلاثة عقود.

وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، بشير أطالاي، في تعقيبه على المظاهرات الأخيرة إن حكومة بلاده ستظل تعمل كما هي دائماً وفقاً للقانون، وسيتم إجراء كل ما يتوجب فعله وفقاً للقانون.

وتوعد أطالاي في المؤتمر الصحفي الذي عقده الجمعة في المركز الرئيسي للحزب بأنقرة، بإنزال أشد العقوبات بحق من وصفهم بالجناة والمخربين ومنظمي الشغب، مشدداً على أن الحكومة ستكون حازمة في ذلك.

وتأتي هذه النبرة التركية العالية في أعقاب اضطرابات شهدتها ولاية بينغول التركية الخميس والتي أدت إلى مقتل ضابطي شرطة بالرصاص.

وشهدت عدة مدن تركية اشتباكات بين أكراد غاضبين من حصار تنظيم الدولة الاسلامية لأكراد سوريا مع قوات الأمن التركية وإسلاميين أصوليين.

واستمر القتال العنيف في مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية القريبة من الحدود حيث أغضب هجوم الدولة الإسلامية المستمر عليها منذ ثلاثة أسابيع الأقلية الكردية في تركيا وعددها 15 مليون نسمة. ويريد الأكراد أن تتدخل أنقرة عسكريا للتصدي للإسلاميين المتشددين.

ودوت أصداء طلقات الرصاص عبر الحدود ودعا مسؤول عسكري كردي إلى تكثيف الضربات الجوية التي يوجهها تحالف تقوده الولايات المتحدة والتي أبطأت زحف مقاتلي الدولة الإسلامية صوب المدينة.

وقال وزير الداخلية التركي إفكان علاء في مؤتمر صحفي إن مصير كوباني أثار هذا الأسبوع اضطرابات في أكثر من ثلث أقاليم البلاد مما أسفر عن مقتل 31 شخصا.

وأضاف في العاصمة أنقرة "ما الذي يمكن أن يبرر العنف وقتل الناس والهجمات على جنود الجيش والشرطة؟ ما فائدة السياسة إذن؟"

وتابع أن معظم القتلى سقطوا في اشتباكات بين مجموعات متناحرة وأن أكثر من ألف شخص اعتقلوا.

وتنذر إراقة الدماء بإحياء انقسامات عرقية غائرة في تركيا وإفشال عملية سلام تهدف إلى نزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وقالت وكالة دوغان للأنباء إن مسلحين مجهولين قتلوا ضابطي شرطة وأصابوا ضابطا كبيرا ورجل شرطة آخر بإصابات خطيرة أمس الخميس عندما أطلقوا عليهم نيران بنادق آلية أثناء تفقدهم الأضرار التي لحقت بمتاجر في إقليم بنجول في شرق البلاد.

وأضافت الوكالة أن أربعة من المهاجمين قتلوا في وقت لاحق وألقي القبض على اثنين آخرين بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف ضابط الشرطة البارز فيما يعد أول محاولة اغتيال من نوعها منذ مقتل ضابط شرطة كبير في مدينة ديار بكر عام 2001.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو للصحفيين اليوم إن "ارهابيين" نفذوا الهجوم دون ان يقدم مزيدا من التفاصيل.

وشهد اقليم غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا جانبا من أسوأ أعمال العنف الليلة الماضية عندما قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 آخرون في اشتباكات بين متظاهرين متضامنين مع أكراد كوباني وجماعات مناهضة لهم.

وقال حسين جليك النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في غازي عنتاب "لا يمكن أن يكون هناك تفسير منطقي لتصرفات من يقولون إنهم يخشون وقوع كارثة في كوباني فيما يدفعون بلادهم إلى كارثة." كما ألقى بنفس القدر من اللوم على الجماعات الكردية التي تحتج دفاعا عن المدينة السورية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم أيضا استهداف ضباط شرطة في هجمات بإقليم سيرت بجنوب شرق تركيا وفي إقليم مرسين الجنوبي وإقليم تونجلي الشرقي كما هوجمت مبان حكومية منها مقرات للشرطة.

ودعا صلاح الدين دميرتاش زعيم حزب الشعب الديمقراطي الكردي أمس إلى الهدوء وسلمية المظاهرات.

وكانت عملية السلام الوليدة مع الأكراد والتي يقودها الرئيس رجب طيب إردوغان قد ساعدت في إزالة قدر من المرارة التي خلفتها ثلاثة عقود من صراع راح ضحيته 40 ألف شخص لكن الاشتباكات الأخيرة تنذر بفتح جراح قديمة.

وأثار أيضا وصول الدولة الاسلامية إلى حدود تركيا المخاوف من حدوث اضطرابات بين نسبة ضئيلة من الأتراك الأصوليين المتعاطفين مع المقاتلين المتشددين.

ورفض حزب (هدى-بار) الإسلامي التركي اليوم الجمعة تلميحات بأنه يدعم الدولة الاسلامية واتهم أنصار حزب الشعب الديمقراطي الكردي باستهدافه.

وقال الحزب "يعلم الجميع جيدا أن هدى-بار لا يدعم داعش (الدولة الاسلامية)... لا توجد اشتباكات بين حزب الشعب الديمقراطي وهدى-بار لكن هناك هجمات مستمرة من جانب واحد علينا."

وحذر داود أوغلو في تصريحات يوم الأربعاء من إفساد مساعي التوصل إلى سلام دائم.

وقال في كلمة بأنقرة "حين لا يكون هناك نظام عام لا تكون هناك عملية سلام ولا يكون هناك شيء."

وتتعرض تركيا إلى ضغوط متزايدة من جماعات كردية ومن حلفائها في الغرب أيضا بسبب رفضها التدخل عسكريا لوقف تقدم الدولة الاسلامية في كوباني.

ويصر المسؤولون الأتراك على أنهم لن ينجرفوا إلى عمل منفرد يلقي بهم في أتون الحرب الأهلية السورية المريرة التي تسببت في تدفق أكثر من 1.2 لاجئ سوري إلى أراضيهم.

ودعا المسؤولون الأكراد أنقرة إلى السماح بعبور الأسلحة والمقاتلين إلى كوباني لكن المسؤولين الأتراك يترددون في مساعدة الأكراد المدافعين عن المدينة بسبب صلاتهم القوية بحزب العمال الكردستاني الذي ما زالت تركيا والولايات المتحدة وأوروبا تصنفه على أنه منظمة إرهابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com