الكرديات يظهرن "شجاعة أسطورية" في كوباني ضد داعش

وتفيد تقارير واردة من المدينة أن النساء الكرديات مصممات على القتال، دون هوادة، ضد التنظيم، إذ قضى بعضهن في اشتباكات مع مسلحي التنظيم، بينما أنهت أخريات حياتهن، بطلقة أخيرة بقيت في حوزتهن، كي لا يقعن أسيرات بأيدي التنظيم المتطرف.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قيادية في وحدات حماية المرأة الكردية اقتحمت تجمعا لعناصر التنظيم عند الاطراف الشرقية لمدينة كوباني، واشتبكت معهم، وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها، قبل أن تفجر نفسها بقنبلة.

ومعركة كوباني ليست الأولى التي أظهرت بسالة المقاتلات الكرديات، فمنذ أكثر من سنة حملن البنادق وتوجهن، جنبا إلى جنب مع المقاتلين الأكراد، إلى الصفوف الأمامية على الجبهات المشتعلة في القامشلي ورأس العين وعفرين شمال سوريا.

وتميزت تلك الشابات، اللواتي يشكلن نحو ثلث مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ببسالتهن في القتال دفاعاً عن القرى والبلدات الكردية التي بات تنظيم داعش على مشارفها .

واستمدت وحدات حماية الشعب هذه الأيديولوجيا القتالية من حزب العمال الكردستاني الذي يضم في صفوفه أعدادا من النساء اللواتي حاربن، إلى جانب المقاتلين الشباب، الجيش التركي لنحو ثلاثة عقود.

وتنظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لهذه الوحدات بعين الريبة وتشبهها بالمنظمات الإرهابية. ولكن البعض يرى أن وحدات حماية الشعب هي المجموعات الأكفأ في قتال المليشيات الإسلامية، على الرغم من افتقارها الى الدعم الدولي بسبب ارتباطاتها بحزب العمال الكردستاني.

ونفى ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب أن يكون سبب عدم حصول قواته على دعم غربي هو موقفها القريب من حزب العمال الكردستاني، موضحا: "نحن قريبون من حزب العمال الكردستاني ايديولوجيا فقط، ولكننا من الناحية التنظيمية مستقلون عنهم تماما".

وأضاف خليل: " أعتقد أن السبب في نقص الدعم هو أن سياسة الدول الغربية لا تقوم على دعم المناطق ذات الإدارة شبه الذاتية"، التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية التي تشهد المعارك حاليا.

ويصل عديد النساء في وحدات حماية الشعب إلى نحو 35 % من مجموع القوات الذي يصل تعدادها إلى نحو 40 ألف مقاتل، ويتلقين تدريبا عسكريا لمدة 4 أسابيع يتعلمن خلاله استعمال الأسلحة ورمي القذائف، إضافة إلى استعمال بندقية كلاشنكوف الروسية الشهيرة.

وإثناء فترة التدريب يتلقين أيضا تعليما سياسيا يتضمن تاريخ الثورات الكردية وبعض الافكار والتجارب النضالية على مستوى العالم.

وأغلب المقاتلات غير متزوجات، ولكن قليلا منهن متزوجات وأمهات، حسب مصادر في وحدات حماية الشعب.

وتقاتل عائلات كردية بكامل أفرادها تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة كوباني الحدودية مع تركيا في مقاومة شرسة لمنع تقدم التنظيم نحو أحياء المدينة التي وقعت بعضها تحت سيطرته.

وفي ذات السياق، أكد الناشط الكردي بولات جان، رفض الاكراد لأي تدخل تركي بري.

وقال جان "هناك المئات من الاخوات والاخوة والآباء والابناء والاقارب الذين يقاتلون جنبا الى جنب مسلحي داعش".

وأضاف "أنا نفسي أشارك في المعارك مع اثنين من أخوتي، وكذلك العديد من أبناء العائلة من أولاد العمومة والأخوال".

ويدافع الاكراد بشراسة عن ثالث المدن الكردية في سوريا التي باتت شبه خالية من سكانها منذ بدء الهجوم عليها في 16 ايلول/سبتمبر.

وتمكن تنظيم "الدولة الاسلامية" مساء الاثنين من دخول كوباني من الجهة الشرقية وسيطر على بعض الاحياء قبل ان يعود ويتراجع قليلا تحت وطأة حرب الشوارع التي خاضها المقاتلون الأكراد. كما امتدت المعارك الى الاطراف الجنوبية والغربية للمدينة.

وأشار جان إلى أن "وحدات حماية الشعب" لا تملك كمية كبيرة من "الأسلحة المتطورة، وخصوصا مضادات الدبابات والمدرعات"، مضيفا "الذخيرة قليلة، ولكنها لن تنفذ. غنمنا كمية جيدة من الأسلحة من داعش".

وانتقد الناشط الكردي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اعتبر أن "كوباني على وشك السقوط"، واتهم اردوغان بانه "يدعم بكل ما أوتي من قوة داعش ويدفعها للهجوم على كوباني حتى يظهر هو مثل المنقذ".

وأشار إلى أن هناك "العديد من المدن السورية الحدودية مع تركيا محتلة من داعش مثل جرابلس وتل أبيض، وبوابة كلا المدينيتين مفتوحة مع تركيا".

وبين تركيا والاكراد الاتراك تاريخ طويل من المواجهات انعكس عداء بين الاكراد السوريين والسلطات التركية.

واعتبر جان أن "لا نية لأردوغان بمحاربة داعش. هو يريد أن يضعنا بين خيارين: الاحتلال الداعشي أو الاحتلال الاردوغاني".

كما انتقد الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي العربي على مواقع الدولة الاسلامية، معتبرا انها "تضرب المواقع والتمركزات البعيدة عن الجبهة الامامية".

ونفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الثلاثاء سلسلة غارات على مواقع لتنظيم "الدولة الاسلامية" لا سيما جنوب وشرق عين العرب.