محللون: القدس وغزة مفردات لحملة أردوغان الانتخابية
محللون: القدس وغزة مفردات لحملة أردوغان الانتخابيةمحللون: القدس وغزة مفردات لحملة أردوغان الانتخابية

محللون: القدس وغزة مفردات لحملة أردوغان الانتخابية

استثمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على نحو مثالي، تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عبر "التصعيد الكلامي" المتواصل ضد إسرائيل؛ بهدف تأمين نسبة عالية من أصوات ناخبيه في الانتخابات المبكرة، المقررة، يوم 24 حزيران/ يونيو المقبل.

وبلغ هذا التصعيد حدًا غير مسبوق خلال القمة الإسلامية التي عقدت، أمس الجمعة، في العاصمة التركية إسطنبول، وخصصت لقضية القدس.

ويرى محللون سياسيون أن أحداث غزة "المؤلمة"، جاءت على طبق من ذهب لأردوغان، الذي وجد في القدس مفردة مناسبة في حملته الانتخابية لتجييش القاعدة الشعبية البسيطة التي تتأثر بخطاباته النارية، من دون أن تشغل نفسها عناء البحث عن مدى صدقية ما يتفوه به "رئيسها الشجاع".

ورأى المحللون أن هذا التصعيد الذي تزامن مع القمة الإسلامية، من شأنه أن يعزز رصيد أردوغان بين أنصاره الذين ينتمون، في غالبيتهم، إلى أوساط المتدينين وفقراء الأرياف البعيدة، من ذوي النوايا الطيبة الذين يتعاطفون بعفوية، مع القضايا الإنسانية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ورجح المحللون أن أردوغان سيسعى إلى المزيد من "العنتريات" حتى موعد الانتخابات، مشيرين إلى أن ما يروج له الرئيس التركي يقع في خانة "حق يراد به باطل"، ذلك أن من يحتل عفرين السورية، ويزج الصحافيين والقضاة والنواب والضباط في السجون، لمجرد الشبهة، ويضيق الخناق على الصحافة، ويتهم كل خصومه السياسيين بـ"الإرهاب"، لا يمكن له أن يدافع بكل هذه الحمية عن غزة الجريحة.

ويحفل سجل العلاقات بين تركيا والدولة العبرية، والتي تعود إلى العام 1949، بالكثير من السجال والخلاف الدبلوماسي، غير أن العلاقات العسكرية والتجارية الاستراتيجية تبقى ثابتة، وقائمة على إيقاع تلك "التوترات الصورية".

وفي أعقاب أحداث غزة الأخيرة، أمرت أنقرة السفير الإسرائيلي بالمغادرة لمدة غير محددة، واستدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور، فيما أمرت إسرائيل القنصل التركي في القدس بالمغادرة لفترة غير محددة كذلك، وتحول تويتر إلى مسرح لسجال حاد بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبالرغم من هذا "التنابز بالألقاب"، الذي يهدأ حينًا، ويصعد أحيانًا، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية في عام 2017، حيث اشترت سلعًا بحوالي 3.4 مليار دولار تقريبًا.

وكان وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون، قال في تصريحات سابقة، ردًا على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع تركيا: "لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا، وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين".

ولاحظ المحللون السياسيون أن ثمة مفارقة في سلوك أردوغان السياسي، فهو يقدم نفسه كزعيم للعالم السني، لكنه في نفس الوقت، يحافظ على علاقاته مع إسرائيل، ويسعى لإدخال بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، ويعد حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، رغم الخلافات الشكلية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الخميس، فإن الأمم المتحدة فتحت تحقيقًا ضد تركيا؛ بشبهة بيع عتاد إلكتروني إسرائيلي لإيران.

وأضاف التقرير، أن الإمارات هي التي تسببت بإجراء التحقيق الدولي، وذلك بعد أن ضبطت في أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2017، إرسالية عتاد إلكتروني من تركيا إلى إيران، بينها مكثفات كهربائية كان يمنع بيعها لإيران، بموجب قرار مجلس الأمن.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com