"واشنطن بوست": سفارة ترامب في القدس صفقة "شراء فوري مع تقسيط باهظ طويل الأمد"
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل سفارته إلى القدس، بأنه جزء من "دبلوماسية الشراء الفوري والدفع لاحقًا"، وهي السياسة الخارجية التي تنفذها الإدارة الحالية ثم تترك أثمانها وتبعاتها للإدارات الأمريكية اللاحقة.
ويأتي التقرير الأمريكي قبل ساعات من مراسم تدشين المقر الجديد للسفارة الأمريكية في القدس، وهو المقرر بعد ظهر اليوم الإثنين، وسط مشاعر غضب عربية وإسلامية ستكلف الإدارات التي تعقب ترامب مشاكل سياسية وأمنية ومالية كبيرة، حسب الصحيفة.
إجراء تاريخي
وتضيف الصحيفة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بأنه إجراء تاريخي مُثقل بالتفجيرات المحتملة، وبالتكاليف مؤجلة الدفع، فما يفعله ترامب في موضوع القدس ومقترحاته لحلّ القضية الفلسطينية، يمثّل استعراضات داخلية يريد منها ترامب، أن يُثبت أنه ملتزم بتنفيذ وعوده الانتخابية، دون أن يأبه لتكاليف هذه الاستعراضات على الإدارات اللاحقة.
فكلاهما نقل السفارة، وصفقة حل المشكلة الأصعب في الشرق الأوسط بما سمي "صفقة القرن"، تمثلان في حقيقة الأمر دبلوماسية "الشراء الفوري مقابل التقسيط الباهظ، المؤجل،" كما قالت واشنطن بوست.
المقر الدائم
وأضافت أن ما دفعته الحكومة الأمريكية لتحويل مبنى القنصلية الصغير في القدس إلى مقر للسفارة بطاقم جزئي، وصل إلى 400 مليون دولار حتى الآن.
أما بناء مقر كامل للسفارة فإنه سيكلف أضعاف هذا المبلغ، ويستغرق أكثر من عشر سنوات، ما يعني أن كلفته ستكون مؤجلة الدفع، وتتحملها الإدارات اللاحقة التي ستسكن البيت الأبيض بعد أن يغادر ترامب.
ولن تقتصر الكلفة المؤجلة على مبنى السفارة، بل ستشمل المشاكل المتفجرة، التي سيزرعها ترامب في المنطقة نتيجة "صفقة القرن"، التي لن تنفذ لكنها ستخلق أوضاعًا إقليمية مرشحة للانفجار في أي لحظة، كما قالت الصحيفة.
ترامب يشيد
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، بنقل السفارة الأمريكية المرتقب إلى القدس، معتبرا أن ذلك يشكل "يوماً عظيماً لإسرائيل".
وأعلن ترامب عبر تغريدة له على موقع "تويتر" اليوم، "أن التمهيد للحفل الذي سيبدأ الساعة التاسعة قد بدأ بالفعل"، مشيرا إلى أن شبكة فوكس التلفزيونية التي يحرص على متابعتها كل صباح ستبث الحفل بشكل مباشر".
بينما لم يأت ترامب على ذكر أعمال العنف الدامية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، احتجاجا على قرار نقل السفارة، والتي تخللها استشهاد العشرات من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال.
