ما السر وراء غياب رد الفعل الروسي إزاء استهداف حلفائها في سوريا؟
ما السر وراء غياب رد الفعل الروسي إزاء استهداف حلفائها في سوريا؟ما السر وراء غياب رد الفعل الروسي إزاء استهداف حلفائها في سوريا؟

ما السر وراء غياب رد الفعل الروسي إزاء استهداف حلفائها في سوريا؟

يضع الصمت الروسي المستمر إزاء استهداف قوات حليفة داخل سوريا، من حين إلى آخر، عبر غارات يرجح أن تكون إسرائيلية، علامات استفهام حول مستقبل هذا التحالف، في وقت يفترض فيه أن تعمل القوات الروسية جنبًا إلى جنب بجوار قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية الموالية لطهران، وتحمل الأهداف ذاتها، وعلى رأسها حماية نظام بشار الأسد ومنع سقوطه بواسطة الميليشيات المعارضة.

وفي أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، تصاعدت حدة التوتر عقب شن غارات جديدة، أمس الثلاثاء، يعتقد أن سلاح الجو الإسرائيلي يقف وراءها، استهدفت مواقع جنوبي العاصمة السورية، وأفادت تقارير بأن الغارات شملت مخازن سلاح في منطقة "الكسوة" بريف دمشق، وسط أنباء عن سقوط قتلى إيرانيين، قبل أن يطير نتنياهو إلى موسكو فجر الأربعاء ليناقش مع الرئيس الروسي استمرار التنسيق العسكري بين البلدين بشأن سوريا.

وعلى خلفية غموض الموقف الروسي وامتناع موسكو عن القيام بأي رد فعل تجاه الغارات التي تشنها إسرائيل بشكل دوري، يشير اللواء احتياط غيورا آيلاند، رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، إلى أن موسكو غير منزعجة من الغارات الإسرائيلية التي تطال أهدافًا إيرانية في سوريا، مضيفًا: "يمكن النظر إلى الأمر على المدى الطويل.. لدينا تناقض في المصالح بين روسيا وإيران بشكل جوهري".

وأشار آيلاند في حوار له مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، إلى أنه على الرغم من الشراكة الإيرانية – الروسية بشأن سوريا، والموقف المشترك الرامي لضمان بقاء نظام الأسد في دمشق، بيد أن المصالح الخاصة بكل طرف منهما على المدى البعيد مختلفة بشكل كلي.

وذكر آيلاند، الذي تولى سابقًا منصب رئاسة شعبة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية، أن الرئيس الروسي "لا يأسف على قيام إسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية داخل سوريا، ولكن لو أدرك الروس أن المناوشات بين إسرائيل وإيران ستمس باستقرار نظام بشار الأسد، يمكنهم في هذه الحالة تغيير سياساتهم".

ويعتقد آيلاند أن موسكو ستمارس ضغوطًا كبيرة على طهران لوقف تلك المناوشات لو كان الأمر سيؤثر على استقرار نظام الأسد في دمشق، مشيرًا إلى أن تلك النقطة ستكون حاضرة خلال الاجتماع بين بوتين وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء، إذ سيحاول نتنياهو أن يدفع موسكو في تجاه الضغط على إيران.

وتطرق آيلاند لاحتمالات فرض عقوبات أمريكية على إيران عقب الانسحاب من الاتفاق، وما يعنيه ذلك من حدوث حالة من الزخم التي قد تسقط النظام الإيراني في النهاية، وقال إن هناك سياساتٍ ممنهجةً اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وربما أيضًا ظلت قائمة في بداية عهد الرئيس السابق باراك أوباما، تقوم على محاولة تغيير النظام في طهران. وقال: "لم يفلح هذا الأمر، ويبدو أنه لن يحدث في المستقبل المنظور لسببين، الأول يعود لقوة الحرس الثوري والشرطة الإيرانية الداخلية، إذ يمتلكان القدرة على احباط أي تمرد.

وحول السبب الثاني يقول آيلاند، إن النظام الإيراني "يحظى بدعم واسع على المستوى الشعبي فيما يتعلق بالاتفاق النووي، كما أن الشعب الإيراني يعتقد أن هذا الاتفاق حق من حقوق بلاده، ويعتقد أنه اتفاق جيد، وأن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بخطوة غير عادلة، لذا من غير المتوقع على الأقل في القريب العاجل، أن يحدث تغيير للنظام الإيراني"، على حد قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com