أوباما يتبنى الطريق العسكري متلذذا بدعم منتقديه
أوباما يتبنى الطريق العسكري متلذذا بدعم منتقديهأوباما يتبنى الطريق العسكري متلذذا بدعم منتقديه

أوباما يتبنى الطريق العسكري متلذذا بدعم منتقديه

"الزعامة الأمريكية هي الثابت الوحيد في عالم غير مؤكد. أمريكا هي زعيمة العالم في الكفاح من أجل إضعاف وتدمير المجموعة الإرهابية المعروفة باسم الدولة الإسلامية".

قبل فترة قليلة لم يكن أحد في الولايات المتحدة يتصور أن باراك أوباما سينطق بهذه الكلمات خلال كلمته التقليدية على أمواج الإذاعة. فطوال فصل الصيف ظل الرئيس الأمريكي يتعرض للانتقاد صراحة، لتردده المزمن إزاء الأزمات المتعددة في العالم، من غزة إلى العراق، مرورا بأوكرانيا.

ومع ذلك ففي يوم السبت الماضي، وهو يردد على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ما قاله من قبل، ارتدى باراك أوباما بدلته الجديدة كقائد للحرب، على رأس تحالف ما انفك يتوسع، تتمثل مهمته في تدمير التهديد القادم من المتطرفين. "التحول" جذري بالنسبة لرئيس ظل يقول دائما إنه لا يريد أن يقود بلاده إلى حروب متكررة كما فعل سلفه، والذي كان وعده الرئيسي في مجال السياسة الخارجية هو سحب الجنود الأمريكيين وبسرعة من العراق وأفغانستان.

التهديد. "بطريقة ما، هناك أوباما جديد يرى النور حاليا. هكذا يقول أحد الدبلوماسيين في الأمم المتحدة. لقد تردد طويلا قبل أن يجر أمريكا إلى قلب الصراع. لقد حاولت إدارته في العام الماضي إقناعه بقصف نظام بشار الأسد بعد استخدام الرئيس السوري للأسلحة الكيميائية، لكن أوباما توقف عند إحجام الكونغرس. وفي خلال هذا الصيف كان لابد من أن يأتي خطرالإبادة ضد الأزيديين لكي تقلع الطائرات الأمريكية. ولكن هنا، يمكننا أن نتحدث عن أمير حرب، أمير حرب متردد ربما".

تقول صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية، وفقا لعدة مصادر في البيت الأبيض، "إنّ همجية الدولة الإسلامية هي التي دفعت أوباما للتحرك. فقبل بضعة أيام، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس قد تأثر بشدة عند مشاهدة أشرطة فيديو إعدام اثنين من الصحفيين الأمريكيين على يد الجهاديين. هذا وكان قد عبّر لفرنسوا هولاند في الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة، عن "تعاطفه" بعد الإعلان عن وفاة هيرفيه غورديل الذي اغتالته جماعة إسلامية إرهابية في الجزائر".

وتضيف الصحيفة أن استطلاعات الرأي العام الذي عبّرعن رغبته في رؤية أمريكا وهي ترد على تهديد المتطرفين الذي قد يتجاوز الحدود، قد عززت كثيرا إرادة أوباما في تغيير خطابه. "أوباما شخص يزن بوضوح كل قراراته"، يقول سام برانين، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي عمل في البنتاغون خلال عهدة الرئيس الأولى. الرئيس أوباما يملك حس الحذر الطبيعي إزاء العديد من القضايا. لكنه يعرف أيضا اغتنام اللحظة المناسبة للتدخل ضمن السياق العام الذي يتغير، ويُغيّر ميزان القوى".

ويبقى بالطبع، تقول لبيراسيون، المعطيات الغائبة المرتبطة بالعمل الجاري ضد الدولة الإسلامية. ففي سياق حملة انتخابات منتصف العهدة التي ستجري في منتصف شهرنوفمبر/ تشرين الثاني، يحذر المنتخبون، الديمقراطيون والجمهوريون على السواء من حرب يمكن أن تغرق في الوحل على مر الشهور، في حين يقدر البعض أن الكونغرس كان يجب أن يصوت على الهجوم في سوريا.

وسوف ينصب النقاش الأكثر حدة فيما وراء الأطلسي حول مسألة نشر أو عدم نشر قوات برية ضد المتطرفين، وهو ما يعتبره بعض الجنرالات أمرا "لا مفر منه". "الاكتفاء بإلقاء القنابل لبضعة أيام لإظهار عزم أمريكا ليس عملا استراتيجيا"، هكذا قال في الأسبوع الماضي روبرت غيتس، الذي كان السكرتير الأول في وزارة دفاع أوباما.

إلا أن منتقدي الرئيس لا يفوتهم التذكير بأن أوباما مُجبَر على خوض هذه المعركة ضد الدولة الإسلامية، لأنه اختار قبل عامين بأن لا يدعم عسكريا المعارضة السورية المعتدلة، رغم رأي معظم مستشاريه. "ارتكب الرئيس الأمريكي الكثير من الأخطاء حول سوريا، قال أحد الدبلوماسيين العرب الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة. فالأسد لا يزال في مكانه، وصار بحكم القصف أقوى، ولذا على أمريكا أن تطرح الأسئلة".

ويرى المراقبون أن أوباما في الوقت الراهن يتلذذ على أي حال بالدعم الذي يلقاه من منتقديه ومشنعيه التقليديين. فبعد أن انتقدته صحيفة "نيويورك تايمز" لتدخله في سوريا، ما لبثت "وول ستريت جورنال"، الصحيفة المحافظة أن أشادت بقراره التحرك. لكنها قالت محذرة "ما من رئيس يدخل حربا من دون نية الانتصار فيها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com