التهديدات الإيرانية لإسرائيل.. "سلاح ذو حدين" يحرج طهران
التهديدات الإيرانية لإسرائيل.. "سلاح ذو حدين" يحرج طهرانالتهديدات الإيرانية لإسرائيل.. "سلاح ذو حدين" يحرج طهران

التهديدات الإيرانية لإسرائيل.. "سلاح ذو حدين" يحرج طهران

لم تتوان القيادات العسكرية والسياسية في إيران، عن توجيه تهديدات بعمل انتقامي ضد إسرائيل ردًا على قصف أهداف داخل سوريا، لكن تلك التهديدات وضعت طهران في مأزق بحسب مراقبين.

ويقول المراقبون إنه "سيكون على إيران إثبات مدى قدرتها على الرد على العمليات الإسرائيلية، أو الظهور بمظهر يدل على عدم امتلاكها القدرة على تنفيذ مهام من هذا النوع".

وقصفت إسرائيل قاعدة "التيفور" الجوية السورية في الـ9 من نيسان/ أبريل الماضي، ومن بعدها قصفت أهدافًا عسكرية في ريفي حلب وحماة أواخر الشهر ذاته.

وتكلف تلك التهديدات الخزانة الإسرائيلية العامة ملايين الدولارات، نظرًا لرفع حالة التأهب منذ قرابة الشهر، فيما تشير التقديرات السائدة في إسرائيل إلى أن طهران "تستعد بناءً على معلومات استخباراتية، لتوجيه رد وشيك عقب الانتخابات اللبنانية، عبر حزب الله أو من داخل سوريا".

وأجريت الانتخابات البرلمانية اللبنانية أمس الأحد.

أجواء مشحونة

وتسببت التهديدات في رفع حالة التأهب إلى أقصى الدرجات على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا مع نهاية يوم الأحد، أي عقب إغلاق صناديق الاقتراع وإعلان نهاية الانتخابات النيابية اللبنانية، إذ سيستمر التأهب الإسرائيلي عند أعلى درجاته حتى منتصف الشهر الجاري، لما بعد موعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإحياء الفلسطينيين لذكرى "يوم النكبة"، إذ تسود مخاوف عميقة لدى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من التعرّض لقصف صاروخي إيراني أو من قبل حزب الله في ظل هذه الأجواء المشحونة.

ومع أن البعض يقلل من مستوى التوتر بين إيران وإسرائيل، لكن ما يحدث على الأرض يدل على شيء آخر، إذ إن سلاح الجو الإسرائيلي يشهد استعدادات قصوى، فيما تم نشر وحدات الدفاع الجوي بجميع أنواعها في مواقع عديدة شمالي البلاد، وأعلنت هذه الوحدات رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى.

معلومات استخباراتية

وينشغل الإعلام الإسرائيلي بشدة بما يقول إنها معلومات استخباراتية لدى إسرائيل، تؤكد أن وحدات إيرانية ووحدات تابعة لـ"حزب الله" استكملت الاستعدادات لتنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل.

وتؤكد أن "هذه الوحدات تقبع حاليًا في مواقعها المتفق عليها".

ووفقًا لهذه المعلومات التي تعرض لها موقع "ديبكا" الاستخباراتي، وغيره من المواقع الإخبارية الإسرائيلية، فإن الأهداف التي حددتها إيران هي أهداف عسكرية تقع شمال إسرائيل، مع مخاوف من أن تطال الهجمات أهدافًا مدنية.

وذكر الموقع أن وقف القصف الصاروخي الإيراني حال حدوثه، يحتم على سلاح الجو الإسرائيلي ضرب مصادر القصف في العمق السوري وربما داخل لبنان، وهو أمر سيستغرق وقتاً طويلاً ولا يمكن توقع إلى أي تجاه سيتطور.

وأشار "ديبكا" إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر اجتمع أمس الأحد "وناقش جميع التطورات بما فيها الاستعداد للرد على أي هجوم".

ردع إيران

لكن صحف مثل "إسرائيل اليوم" و"يديعوت أحرونوت"، فضلاً عن القناة العاشرة، ألمحت إلى أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية تعوّل على تسريب معلومات بشأن معرفتها بخطة العمل الإيرانية -بعد تسريبها- لمنع تنفيذها كليًا، معتبرة أن كشف الخطة ربما يشكل رادعًا لطهران.

وتقول القناة العاشرة في تقرير لها ليلة الاثنين، إن "كشف تفاصيل الخطة يعد ضربة استخباراتية جديدة لطهران، وتشكل عائقًا أمام تنفيذ تلك الخطة، وهذا يُضاف إلى ما كشفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاثنين الماضي بشأن البرنامج النووي السري لإيران".

سلاح ذو حدين

وذكر العقيد احتياط رونين ايتسيك، قائد لواء "هارئيل" المدرع الأسبق، والمحاضر حالياً في مجال العلوم السياسية، لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن "التحدي الإسرائيلي الحالي يتمثل في توصيل رسالة لإيران بأن خطتها الانتقامية ستشكل سلاحًا ذا حدين".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "يمكنه التعامل مع وابل من الصواريخ الإيرانية التي تعتزم طهران إطلاقها من الجبهة الشمالية، لكن المشكلة هي أن لدى إسرائيل معادلة جديدة سيئة، وهي أن كل قصف إسرائيلي داخل سوريا سيواجه برد إيراني صاروخي"، واصفًا الأمر بـ"المشكلة الخطيرة."

وفقدت إيران عنصر المفاجأة عقب الأنباء عن كشف خطتها الانتقامية، وبالتالي سيصبح تعرض إسرائيل لقصف صاروخي مكثف من سوريا أو لبنان أمرًا متوقعًا، وبالتالي يفترض أنها ستقلص الخسائر إلى الحد الأدنى، لكن ايتسيك ما زال على قناعة بأن إسرائيل في حاجة إلى رادع قوي للغاية، يمنع إيران من تنفيذ خطتها.

مخاوف طهران

بدوره يعتقد رون بن يشاي، المحلل العسكري الشهير بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "كشف الخطة سيعني منع العمل الانتقامي الإيراني أو سيؤجله".

وقال إن "الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، يحمل على عاتقه تنفيذ الخطة التي تم تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات النيابية اللبنانية، مشيراً إلى أن "تسريب التفاصيل سيضع إيران في مشكلة على الصعيد الدولي فضلاً عن مخاوفها من رد إسرائيلي عنيف؛ ما قد يدفع طهران في النهاية إلى التفكير مرتين".

وذكر بن يشاي أن "سرقة الأرشيف النووي الإيراني بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية شكل صفعة كبيرة لطهران، تضاف إلى الأهداف التي قصفت في سوريا طوال الشهر الماضي، وما صاحبها من سقوط جنود وضباط إيرانيين، ما يحتم عليها البحث عن الرد الانتقامي حفاظاً على هيبتها، لكنها اصطدمت بمعرفة إسرائيل للخطة التي ستعتمد على قصف صاروخي مكثف على شمال إسرائيل سواء من سوريا أو لبنان".

نفي المسؤولية

وتعقبت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الأنشطة التي يقوم بها الحرس الثوري في سوريا وتلك التي يجريها حزب الله في لبنان، وخلصت إلى أن الخطة الأصلية التي اعتمدتها طهران تقوم على تنفيذ القصف المكثف مع محاولة إبعاد المسؤولية عن إيران من النواحي الرسمية، ونسبها لميليشيات مسلحة في سوريا أو لحزب الله في لبنان.

وطبقاً للمحلل الإسرائيلي فإن الهدف الإيراني من إبعاد المسؤولية هو عدم التعرّض لانتقادات أو ردود فعل غاضبة من جانب دول أوروبية، لا سيما تلك التي تؤيد استمرار الاتفاق النووي، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إذ إن وقوف الحرس الثوري بشكل مباشر وراء أي عمل ضد إسرائيل سيؤكد مزاعم الأخيرة بأن هدف إيران هو تحويل سوريا إلى قاعدة لاستخدامها ضدها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com