صحيفة: شركة بريطانية "أخفت" تهريب أسلحة كيميائية كورية شمالية إلى سوريا
صحيفة: شركة بريطانية "أخفت" تهريب أسلحة كيميائية كورية شمالية إلى سورياصحيفة: شركة بريطانية "أخفت" تهريب أسلحة كيميائية كورية شمالية إلى سوريا

صحيفة: شركة بريطانية "أخفت" تهريب أسلحة كيميائية كورية شمالية إلى سوريا

كشفت صحيفة بريطانية عن تورط شركة مسجلة في المملكة المتحدة بالتستر على شحنات أسلحة كيميائية موجهة من كوريا الشمالية لنظام الأسد في سوريا، عبر إخفائها داخل سفن تحمل علم بريطانيا.

ونقلت صحيفة "ذا صنداي تايمز" عن ناشطين غربيين في مكافحة الفساد والشفافية قولهم إن بيونغ يانغ استغلت المملكة المتحدة كـ"علم الملاءمة flag of convenience"- أو ما يعرف بعلم الملاحة بـ"قيام سفن تجارية برفع أعلام دول ذات سيادة خلافًا للدولة المالكة"-، لتهريب الأسلحة إلى سوريا، نظرًا لخضوع الشركات المقامة في إنجلترا لعمليات تفتيش بسيطة.

وتأتي هذه الأنباء بعد اجتماع "السلام" التاريخي الذي عقده الزعيم الكوري الشمالي يوم الجمعة مع نظيره الكوري الجنوبي، والمحادثات المرتقبة مع الرئيس دونالد ترامب في الأسابيع القليلة المقبلة.

وقالت الصحيفة إن الشركة، المسجلة في إحدى المناطق الصناعية في مقاطعة "نورثهامبتونشاير" في شمال إنجلترا، متورطة في تهريب شحنة أسلحة كيميائية من كوريا الشمالية إلى سوريا. ويخشى أن تكون هذه العملية جزءًا من عدة عمليات استخدم فيها نظام كيم جونغ أون، منظمات محلية بريطانية كـ"واجهة" للتهرب من العقوبات الدولية.

ويعد الاستغلال المحتمل لبريطانيا لإخفاء نقل شحنات قطع أسلحة من كوريا الشمالية إلى سوريا، تناقضًا واضحًا في دور لندن، خاصة عقب الدور الذي لعبه سلاح الجو الملكي البريطاني في الضربات الجوية الأخيرة على المنشآت الكيميائية للرئيس بشار الأسد.

ففي الشهر الماضي، كشف تقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن وجود خمس شحنات مشتبه بها بين نظام كيم والأسد من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 إلى كانون الثاني/ يناير 2017. وتم اعتراض شحنتين في طريقهما إلى مرفأ اللاذقية السوري.

وشملت الحمولة صمامات وأنابيب وكمية هائلة من البلاط المقاوم للأحماض. وقال تقرير الأمم المتحدة الذي أعدته لجنة دولية من الخبراء إن مثل هذه المواد "يمكن استخدامها لبناء طوب للجدران الداخلية لمصنع كيميائي".

الموّرد المذكور في عقود البيع هو شركة "شينغتون التجارية المحدودة Chengtong Trading Co Ltd"، التي تزعم أنها تعمل من مقاطعة "هايبينغ Heping " في مدية "شنيانغ Shenyang" الصينية، القريبة من حدود كوريا الشمالية.

وكشفت الصحيفة أن الاسم نفسه انشئ في بريطانيا في أيلول/ سبتمبر 2016، أي بعد شهر من وصول مجموعة من علماء كوريا الشمالية إلى سوريا.

وتظهر سجلات دار الشركات "Companies House" المسؤولة في بريطانيا عن سجل الشركات، أن عنوانها المسجل هو وحدة في منطقة "رويال أوك" الصناعية في مدينة "دافنتري"، واسم مديرها الوحيد هو: "لو تشيانغ Lu Shiyang"، وهو رجل يبلغ من العمر 40 عامًا مدرج بعنوان في "هايبينغ" في "شنيانغ". وتعرف المدينة الصينية بروابطها بكوريا الشمالية، ويقال إنها موطن خلية الحرب الإلكترونية المتطورة لكيم، والتي تعرف باسم "المكتب  121 Bureau 121 ".

ووجدت التحقيقات التي أجرتها الصحيفة أن شركة تعمل في مجال صنع اللافتات تعمل في العنوان المسجل في منطقة "دافنتري" الأسبوع الماضي، بيد أنه لا توجد أي اتهامات بوجود أي أخطاء من جانبها.

وقال دايفيد نايت، وهو مستشار تسويق متقاعد يقوم بجمع البريد من الصندوق إن "مئات" الشركات الصينية كانت مسجلة هناك بواسطة دار الشركات البريطانية.

وذكر نايت أنه صدم بوجود أي ارتباط محتمل بكوريا الشمالية، وأكد أن تعليمات إنشاء شركة "شينغتون" التجارية في بريطانيا جاءت عبر وكيلَي تسجيل منفصليَن في الصين، وأن أحدهما، الذي يتخذ من مدينة "داليان Dàlián" الساحلية، مقرًا له، قال إن "لو" طلب لاحقًا أن يتم "سحب" الشركة، فرد الوكيل: "لا أعرف عن الشركة... لم يتواصل معنا لو منذ وقت طويل ولا يوجد لديه معلومات اتصال".

لم تتمكن الصحيفة من الوصول لـ"لو" للتعليق، ووفقًا للسجلات الرسمية أغلقت شركته في المملكة المتحدة في أيلول/ سبتمر 2017 دون تقديم أي حسابات. وتثير هذه الخطوة الشكوك بأنه ربما تمّ إنشاؤها لإضفاء الشرعية أو صرف الانتباه عن أنشطة خفية أخرى. وحين سألت لجنة خبراء الأمم المتحدة السلطات الصينية عن شركة " شينغتون التجارية " ، قالوا إنه لا توجد أدلة تربطها بانتهاك العقوبات على الكورية الشمالية.

ويكشف تقرير الأمم المتحدة الذي صدر الشهر الماضي، بشكل منفصل عن قيام نظام كيم بتصدير الفحم بشكل غير قانوني من خلال عملية معقدة، زُعم أنها تضم ​​شركات واجهة في المملكة المتحدة. ويشتبه في أن التجارة المحظورة تموّل برنامج الأسلحة النووية لنظام كيم.

ولاحظ المحققون إبحار سفن كوريا الشمالية التي ترفع "أعلام الملاءمة" إلى ميناء "خولمسك" الروسي الغامض وتفرغ حمولتها من المعادن. وفي غضون أيام، وصلت سفينة أخرى إلى نفس الرصيف لجمع الفحم، ما يجعل الأمر يبدو كما لو أن الشحنة جاءت من روسيا، وإحدى هذه السفن الخاضعة للتحقيق تسمى " Sky Angel".  وتحدد الوثائق التي عثر عليها على متن السفينة والتي نشرتها الأمم المتحدة في تقريرها شركة مسجلة بعنوان مجاور لكاتدرائية "سانت بول" في وسط لندن.

وقال هيو غريفيث، المنسق البريطاني للتقرير إنه "في حالات منفصلة حيث يكون هناك دليل قاطع على شحن الفحم الكوري الشمالي بطريقة محظورة، وجدنا شركات أخرى مقرها في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أو مسجلة فيه مذكورة في تقرير الشحن. يبدو أن هذا السلوك سائد ومتكرر".

وقال روبرت بالمر، وهو أحد أبرز ناشطي مكافحة الفساد والمدير التنفيذي لشركة "العدالة الضريبة في المملكة المتحدة: "على الرغم من التقدم المهم الذي أحرزته الحكومة فيما يتعلق بالشفافية، إلا أن الشركات البريطانية لا تزال تمثل أعلامًا ملائمة كبيرة للمتهربين من الضرائب وغاسلي الأموال والمنتهكين للعقوبات. أولًا، يمكن لشركة بريطانية أن تمنح شخصًا لا يخطط لأمر جيد الشرعية. ثانيًا، بالكاد يتم إجراء أي فحوصات على ما يجري فيها ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com