اغتيال البطش بماليزيا.. إعلام إسرائيل يناقض الرواية الرسمية
اغتيال البطش بماليزيا.. إعلام إسرائيل يناقض الرواية الرسميةاغتيال البطش بماليزيا.. إعلام إسرائيل يناقض الرواية الرسمية

اغتيال البطش بماليزيا.. إعلام إسرائيل يناقض الرواية الرسمية

تباين الموقف الرسمي الإسرائيلي والتحليلات الصحافية في قضية اغتيال الأستاذ الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، فجر أمس السبت.

ففيما نفت الحكومة في تل أبيب المسؤولية عن اغتيال البطش، ألمحت وسائل الإعلام العبرية، إلى أن إسرائيل وراء اغتيال المهندس خبير الطاقة المختص في الطائرات بدون طيار.

وقتل مجهولان يركبان دراجة نارية البطش فجر أمس بعدة رصاصات أمام مسجد في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

ونقلت القناة العبرية الثانية، اليوم الأحد، عن وزير الدفاع أفغيدور ليبرمان نفيه مسؤولية بلاده عن اغتيال البطش.

وقال ليبرمان ساخرًا "حماس دائمًا تنسب مثل هذه الأحداث إلى إسرائيل، لكن يمكن اتهام جيمس بوند بالعملية أيضًا".

وأضاف أن تل أبيب ليست ملزمة بالرد على كل تصريح يطلقه إسماعيل هنية، متهمًا في الوقت نفسه الحركة بالسعي لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج؛ لكنها لم تتمكن من ذلك حتى الآن.

وقال ليبرمان إنه لن يسمح بنقل جثمان البطش لدفنه في غزة عبر إسرائيل، لكن إن تقرر نقله عبر مصر فليست لإسرائيل سلطة على ذلك، ورغم ذلك قال ليبرمان إنه تم نقل رسالة بهذا الخصوص عبر القنوات المعنية.

أصابع اتهام الإعلام الإسرائيلي

بالمقابل تصدرت قضية اغتيال البطش عناوين الصحافة العبرية اليوم في عدة اتجاهات، لكن السياق العام يلمح إلى مسؤولية إسرائيل عنها.

وتناولت التقارير والتحليلات وعملية المقارنة بين اغتيال البطش واغتيالات سابقة، ما يعزز فكرة وقوف إسرائيل وراء العملية.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من حزب الليكود الحاكم "أن عملية اغتيال البطش في ماليزيا أمس هي رسالة تقول أن لا مكان آمنًا في العالم لمن تصفهم بالإرهابيين".

عمليات مشابهة

وتقارن الصحيفة العبرية بين عمليتي اغتيال البطش في ماليزيا والأمين العام السابق للحركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995 من حيث أسلوب تنفيذها.

وتضيف الصحيفة أنه "من الطبيعي أن تنسب عملية الاغتيال للموساد، فالهدف مهندس عمل لصالح حماس، كما قالت الحركة ذاتها، لكنها لم توضح طبيعة عمله".

وأشارت "يسرائيل هيوم" أن "عملية الاغتيال لا بد أن تكون مرتبطة بكونه مهندسًا عمل على تطوير منظومة الصواريخ وإقامة منظومة طائرات دون طيار تابعة لحماس".

وتقول الصحيفة إن عملية اغتيال البطش تشبه أيضًا عملية اغتيال مهندس الطائرات في تونس محمد الزواري أواخر عام 2016، الذي تعاون مع حماس في صناعة طائرات دون طيار.

وكتبت "من المؤكد أن ماليزيا ستجري تحقيقًا شاملًا حول الاغتيال وستحاول الحصول على صور من كاميرات المراقبة، لكنها غالبًا لن تكشف الفاعلين، لأن منفذي الاغتيال تعلموا من التجارب السابقة، فدرسوا المنطقة واتخذوا الإجراءات اللازمة كي لا يتم اكتشافهم".

وتضيف "هذه الإجراءات كانت درسًا بعد عملية اغتيال المسؤول الكبير في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010. وكشف دبي عن أعضاء الخلية كافة عبر كاميرات المراقبة".

غطاء أكاديمي

وفي سياق التلميح إلى تورط إسرائيل في اغتيال البطش تقول "يديعوت أحرونوت" إن هناك غطاء للتجنيد تستخدمه حماس هو الغطاء الأكاديمي، حسب ادعائها.

وتضيف الصحيفة أن اغتيال البطش هو محاولة لضرب الحاضنة التي تقدمها ماليزيا لحركة حماس.

وتشير "يديعوت" إلى عمليات اعتقال المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" لطلبة فلسطينيين كانوا يدرسون في ماليزيا وتم تجنيدهم هناك كي يعملوا على إنشاء خلايا نائمة تابعة لحماس في الضفة، حسب ادعائها.

وتتهم الصحيفة العبرية ماليزيا بأنها مركز تدريب لعناصر كتائب القسام، كما تشير إلى زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب، بعد عدوان إسرائيل على القطاع في 2012، حيث عبر نجيب عن أسفه لاغتيال قائد كتائب القسام محمد الجعبري.

في السياق ذاته تنقل صحيفة "هارتس" عن نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد حميدي قوله إن الحكومة تفحص إمكانية تورط عناصر مخابرات أجانب في عملية اغتيال البطش.

وأضاف أن منفذي عملية الاغتيال اللذين كمنا له قرب المسجد في العاصمة كوالالمور كانا رجلين أبيضين يركبان دراجة نارية من نوع بي أم دبليو.

وأشار حميدي إلى أن دولًا معادية لفلسطين قد تكون مسؤولة عن اغتيال البطش.

دعوة

وفي إسرائيل دعا مسؤولون وعائلة الجندي المفقود في غزة هدار غولدين الحكومة الإسرائيلية إلى عدم السماح بدفن البطش في غزة، إلا بعد إعادة جثث الجنود المفقودين في القطاع، والإفراج عن الإسرائيليين الأسرى في غزة.

وكان محمد البطش والد فادي، قال إن هناك إجراءات تجري لنقل جثمان نجله من ماليزيا لقطاع غزة عبر معبر رفح البري، دون تفاصيل.

وكان البطش المختص في الهندسة الكهربائية يعيش في ماليزيا برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات.

ومطلع نيسان/أبريل 2016، كشفت كتائب القسام الذراع المسلح لحماس، لأول مرة، عن وجود "4 جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف إن كانوا أحياءً أم أمواتًا.

وترفض حماس، بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com