بعد قصف "التيفور".. هل تتخلى إسرائيل عن التنسيق مع روسيا؟
بعد قصف "التيفور".. هل تتخلى إسرائيل عن التنسيق مع روسيا؟بعد قصف "التيفور".. هل تتخلى إسرائيل عن التنسيق مع روسيا؟

بعد قصف "التيفور".. هل تتخلى إسرائيل عن التنسيق مع روسيا؟

تشير التوترات الدبلوماسية المتصاعدة بين موسكو وتل أبيب إلى تخلي الأخيرة عن سياستها القائمة على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع الكرملين والبيت الأبيض، في الوقت نفسه حول الساحة السورية.

ويدفع التوتر الأخير إسرائيل فيما يبدو إلى اتباع سياسة جديدة بإعلان موقف واضح ومنحاز للولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن تداعيات هذا الانحياز الصريح، ولا سيما على منظومة التنسيق العسكري والاستخباراتي المتبعة منذ التدخل الروسي في سوريا أواخر أيلول/ سبتمبر 2015.

ومنذ قصف قاعدة "التيفور" الجوية السورية الاثنين الماضي، ومقتل عدد من الضباط الإيرانيين، تصاعدت حدة التوتر بين موسكو وتل أبيب، لتبلغ ذروتها في استدعاء السفير الإسرائيلي لدى موسكو، وما سبقه من اتهامات روسية صريحة بتورط إسرائيل في الهجوم، ومطالبة الأخيرة بتفسيرات واضحة لأسباب هذا القصف.

وردت تل أبيب على الاتهامات الروسية بنشر الخارجية الإسرائيلية بيان أعلنت فيه موقفًا منحازًا بشكل صريح وعلني لوجة النظر الأمريكية، بشأن استخدام الغازات السامة خلال قصف نفذه النظام السوري على مدينة "دوما" بريف دمشق، ضاربة بعرض الحائط النفي الروسي.

تحفيز الضربات الأمريكية

ويرى محللون إسرائيليون، ومنهم رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل باتت على استعداد للدخول في مواجهات سياسية ودبلوماسية مع روسيا، وأن بوادر هذا الأمر تتجلى في حثها لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا، ودفعها باتجاه إسقاط نظام بشار الأسد حليف الرئيس فلاديمير بوتين.

وعززت تقارير استخباراتية إسرائيلية الاتهامات الأمريكية بشأن استخدام السلاح الكيماوي في "دوما"، إذ أعدت شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي "أمان" تقريرًا يعتمد على نتائج تحقيقات بشأن ما حدث هناك في الأيام الأخيرة، زاعمة أنها رصدت استخدام مواد كيماوية، منها "غاز الأعصاب" إضافة إلى "غاز الكلور".

 وبحسب التقارير، يواصل النظام السوري بشكل ثابت إنتاج وتطوير هذا النوع من السلاح على الرغم من التعهد الروسي منذ عام 2013 بعدم السماح لنظام الأسد بذلك.

ووفقًا لـ "يديعوت أحرونوت"، يعني بيان الخارجية وتقرير "أمان" أن إسرائيل "تعمل جاهدة على تحفيز الضربات الأمريكية والغربية ضد النظام السوري"، وأن كل ذلك يشير إلى تدهور حاد في العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وموسكو، وعدم اكتراث إسرائيل بالتداعيات.

خطر وجودي

وترى دوائر عسكرية وسياسية إسرائيلية أن الغطاء الروسي لنظام الأسد قد يترك انطباعًا لدى النظام السوري بأنه يمتلك الشرعية لاستخدام السلاح الكيميائي، وبالتالي تبدي إسرائيل في هذه المرحلة استعدادًا للتضحية بعلاقات متوازنة مع موسكو مقابل إزالة ما تعتبره خطرًا كيميائيًا على مقربة من حدودها، وتدفع واشنطن باتجاه إزالة هذا الخطر الذي ينضم إلى ما تعتبره خطرًا إيرانيًا.

وأصبحت مسألة الخطر الكيميائي على رأس الأولويات بالنسبة للمستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، ضمن سياسية الخطوط الحمراء التي حددتها منذ سنوات، فيما يبدو أن هذه المرحلة تشهد تغييرًا نسبيًا في قائمة الأولويات، إذ كان الخطر الأساس من وجهة نظر إسرائيل يتعلق بتهريب السلاح الإيراني إلى "حزب الله" عبر الأراضي السورية، قبل أن يتحول إلى مسألة التواجد الإيراني نفسه، وأخيرًا مسألة الخطر الكيميائي بيد النظام السوري.

وتعتبر تل أبيب أن هذا السلاح طالما ظل في يد واحدة من الدول التي تعتبرها معادية، فإنه يشكل عليها خطرًا وجوديًا، وهو وصف تستخدمه -أيضًا- فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وبالتالي لن تتمسك بعلاقاتها الدبلوماسية مع روسيا طالما كانت الأخيرة تناقض رؤيتها؛ ما دفعها في الغالب لإعلان موقفها الداعم صراحة للاتهامات الأمريكية تجاه نظام الأسد.

إسقاط نظام الأسد

وطبقًا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيؤثر التوتر الحالي بشدة على منظومة التنسيق الروسية – الإسرائيلية، التي تستهدف بالأساس منع حدوث اشتباك عن طريق الخطأ بين الجانبين ولا سيما بين المقاتلات الإسرائيلية والروسية أو منع استهداف مقاتلات إسرائيلية بواسطة الدفاعات الروسية، فيما يبدو وأن إسرائيل تريد من وراء الضربات الأمريكية تحقيق أهدافها الخاصة، أو أنها ستواصل تنفيذ ضربات من خارج المجال الجوي السوري، مع أن الأمر يبقى محفوفًا بالمخاطر، على غرار واقعة إسقاط مقاتلة "إف-16" قبل شهرين، بعد أن عادت للمجال الإسرائيلي الجوي.

وأصبحت مسألة إسقاط نظام بشار الأسد هدفًا إسرائيليًا ملحًا، وهو ما عكسه تأكيد وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال السابق يوآف جلنت، فضلًا عن تصريحات عديدة لقادة عسكريين حاليين، أكدوا أن أحد الردود الإسرائيلية على احتمال التعرّض لضربات انتقامية إيرانية أو سورية على خلفية استهداف قاعدة "التيفور" سيكون إسقاط نظام الأسد، وذلك عقب إعلان طهران أنها بصدد الرد على "الجريمة التي نفذتها إسرائيل" بحسب الوصف الإيراني.

ومن غير المعروف كيف ستستطيع إسرائيل إسقاط نظام الأسد، وإذا ما كانت تقصد عن طريق التعاون والحوار مع الإدارة الأمريكية أم بشكل منفرد، لكن مسؤولين عسكريين أكدوا لصحيفة "معاريف" اليوم الأربعاء، أن نظام الأسد "سيدفع ثمنًا باهظًا وسيختفي من الخريطة ومن العالم لو حاول الإيرانيون ضرب إسرائيل أو مصالحها" على حد قول الصحيفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com