قبيل مسيرة العودة الكبرى.. قوة إسرائيلية "مفرطة" تترصد الفلسطينيين في يوم الأرض

تعكس التصريحات والمواقف الرسمية الإسرائيلية، فضلًا عن التقديرات العسكرية التي تتحدث عن سيناريوهات تصعيد محتملة ستشهدها تظاهرات الجمعة بقطاع غزة، والتي يطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى"، نوايا الاحتلال المُبيتة لاستخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين.

ويستعد آلاف الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات شعبية سلمية قرب السياج الأمني مع غزة، بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، التي يحيها الفلسطينيون يوم 30 آذار/ مارس من كل عام، وسط تقارير تتحدث عن بدء اعتصام مفتوح، عقب نصب عشرات الخيام على امتداد السياج الفاصل للمطالبة بعودة اللاجئين، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2007، ورفض المحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة ذكر متحدث عسكري إسرائيلي أن قوات بلاده أطلقت النار صوب رجلين على الحدود مع غزة أحدهما مزراع استشهد على الفور.

وتقول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إن "لديها تقديرات بأن تبدأ أعمال عنف واسعة النطاق على مقربة من السياج الأمني مع قطاع غزة عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، وأن يحاول عشرات الفلسطينيين الدخول في مواجهات مع قوات الجيش، واجتياز السياج ومن ثم التسلل إلى داخل العمق الإسرائيلي."

ويقول الجيش  الإسرائيلي إنه أنهى جميع الاستعدادات للتصدي للمتظاهرين الفلسطينيين الذي يعتزمون المشاركة في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، التي تنطلق اليوم في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه دفع بقوات كبيرة من سلاح المشاة والمدرعات والقناصة والوحدات الخاصة، كما استعان بوسائل حديثة لتفريق التظاهرات، فيما تستعد قوات من سلاح الهندسة لنصب عوائق ترابية على امتداد المحاور المؤدية للمستوطنات اليهودية المتاخمة للقطاع.

وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية، طبقًا لما أورده موقع "واللا" اليوم الجمعة، إلى سيناريوهات يخشاها الجيش، لافتة إلى أن أكثر السيناريوهات تطرفًا خلال المسيرة يشمل احتمالات قيام قناصة تابعين لحركة حماس بإطلاق النار صوب الجنود الإسرائيليين، أو إطلاق صواريخ مضادة للدروع صوب دبابات الجيش قرب السياج.

واعتبرت المصادر أن هذا السيناريو يشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لا سيما وأن القوات ستقبع على مقربة من السياج، بهدف منع التسلل عبره من جانب حشود الفلسطينيين، فيما سيكون عليها التأهب وحماية نفسها من نيران محتملة قد تطلق صوبها، ما قد يدفعها للاستعانة بالذخيرة الحية، مضيفة: "التحد التالي هو تحديد موقع القناصة من بين حشود الفلسطينيين والرد بالذخيرة الحية بهدف تدمير مصدر إطلاق النار"، على حد قولها.

وحددت المصادر سيناريو آخر قد يشهده اليوم الجمعة، حيث أشارت إلى احتمالات قيام حشود فلسطينية بتدمير أجزاء من السياج الأمني أو المعدات الثقيلة التي تعمل بشكل روتيني على إقامة الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل حول القطاع بهدف مواجهة أنفاق حماس.

ويرى الجيش الإسرائيلي أن من بين السيناريوهات التي قد تحدث أيضًا، قيام مقاومين فلسطينيين بعمل كمائن للقوات الإسرائيلية، ومن ثم خداع هذه القوات عن طريق زرع عبوات ناسفة في مساراتها المحتملة، أو محاولات اجتياز السياج من مناطق عديدة وبشكل متزامن.

وتخشى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أيضًا قيام عناصر مدربة من حركة حماس بالتسلل إلى داخل العمق الإسرائيلي، وتعتقد أنه ينبغي وقتها العمل على وقف هذه العمليات، من خلال اضطرار القوات الإسرائيلية للدخول إلى مناطق داخل القطاع على مقربة من السياج، ووقتها تتعلق المخاوف بمسألة الكمائن التي قد تكون معدة مسبقًا.

وفي المقابل، لا تتوقع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن تحاول حماس السيطرة على آلاف المتظاهرين الذين سيصلون إلى السياج الأمني، وترى أنه في حال سقوط عشرات القتلى والمصابين الفلسطينيين فإن الأمر يصب في مصلحة حماس، التي ستعمل على استغلال الأمر لخدمة أهدافها.

في غضون ذلك، دعا وزير الداخلية السابق جدعون ساعار لاستغلال التطورات التي ستنجم عن مسيرة العودة الكبرى بقطاع غزة على الوجه الأمثل، وقال إنه على إسرائيل أن تستعد لجميع التحديات المحتملة، مضيفًا في حديث لـ"قناة 20" العبرية أن حركة حماس تحرص على التصعيد وتطور الأمور إلى مواجهات شاملة.

وأبلغت إسرائيل الأمم المتحدة، أمس الخميس، عبر سفيرها داني دانون، أنها تعتزم "الدفاع عن نفسها خلال التظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون الجمعة"، زاعمة أن الفلسطينيين يرغبون في التصعيد وخلق نزاع خطير مع القوات الإسرائيلية والدخول في مواجهات واسعة النطاق، فيما حذر رئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت من أن القوات الإسرائيلية ستضطر لإطلاق الرصاص على المتظاهرين الذين سيقتربون من السياج الأمني.