المغرب ينتقد تقرير منظمة العفو الدولية حول "أحداث جرادة"
انتقدت الحكومة المغربية بشدة تقرير منظمة العفو الدولية "أمنيستي"، والذي أدان استعمال القوة" المفرطة" في حق المتظاهرين و"ترهيبهم" بمدينة جرادة شرق المغرب.
وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في لقاء صحفي أعقب اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي، اليوم الخميس: إن تقرير منظمة العفو الدولية "غير منصف ولم يقف على المعطيات الحقيقية كما هي على أرض الواقع"، مشيرًا إلى أن توجيهات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني "كانت واضحة، وهي ضرورة تقيد القوات العمومية بالقانون أثناء تفريق المظاهرات بجرادة، وتصوير التدخلات الأمنية أثناء فض التجمعات لتفادي كل المزاعم".
وتابع الخلفي موضحًا أن الفيديوهات التي نُشرت عقب أحداث "الأربعاء الأسود" بجرادة، كشفت إصابة عدد من رجال الأمن، مشيرًا إلى إصابة ثمانية عناصر منهم بجروح خطيرة، وكذلك إصابة اثنين من المتظاهرين.
واندلعت مواجهات غير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين بمدينة جرادة، الأربعاء الماضي، عندما حاول بعض الشباب مساندة عمال المناجم العشوائية، الذين دخلوا في اعتصام داخل المناجم؛ ردًا على بيان وزارة الداخلية المغربية، الذي أكدت فيه "منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام"، وهدّدت بالتعامل بحزم مع ما أسمته "المظاهر والسلوكيات غير المسؤولة".
وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة أكثر من 190 شخصًا، حيث قامت السلطات الأمنية بمطاردة المحتجين ومنع الاحتجاجات عبر المروحيات، كما نشرت عددًا كبيرًا من القوات الأمنية داخل المدينة تحسبًا لخروج المظاهرات عن السيطرة.
وفي سياق آخر، أكد مصطفى الخلفي، أن حكومة سعد الدين العثماني تواصل عملها لتنفيذ الوعود والالتزامات التي قدمتها لساكنة جرادة، مشددًا على أن "أحداث الأسبوع الماضي لم تؤدِ إلى التوقف عن تنفيذ الالتزامات".
وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت السلطات المغربية إلى الكف عن استعمال القوة المفرطة في حق المتظاهرين بجرادة.
وقالت المنظمة في بيان لها: "إنه يجب على قوات الأمن المغربية أن تكف عن استخدام القوة المفرطة وترهيب المحتجين السلميين"، مشيرة إلى اقتحام خمس شاحنات لهذه القوات حشدًا من المحتجين في 14 مارس/آذار، مما خلّف عشرات الإصابات في مدينة جرادة.
واندلعت الاحتجاجات في مدينة جرادة؛ إثر مصرع شقيقين داخل منجم مهجور في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة؛ ما دفع بالمحتجين للخروج في تظاهرات سلمية تطالب بـ”بدائل اقتصادية” عن العمل بالمناجم.
