الجزائر تطالب باريس بتوضيحات حول وفاة إثنين من رعاياها

الجزائر- طلبت الجزائر من باريس، الثلاثاء، تقديم توضيحات حول حادثة وفاة إثنين من رعاياها أخيرا في فرنسا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، الثلاثاء، إن "نائب الأمين العام للوزارة (نائب وكيل الوزارة) حسين مغار، عقد جلسة، الإثنين 1 أيلول/ سبتمبر الجاري، مع السفير الفرنسي في الجزائر، أندري باران، في مقر الوزارة أبلغه فيها "أهمية تبليغ الطرف الجزائري بنتائج التحقيقات الإدارية والقضائية التي تقوم بها السلطات الفرنسية المختصة حول وفاة المواطن الجزائري عبد الحق غورادية (51 عاما، توفي في مطار شارل ديغول) وكذا تقرير التشريح في أقرب وقت".

وكانت السلطات الفرنسية طردت غورادية من أراضيها في 21 آب/ أغسطس الماضي، غير أنه توفي في مطار شارل ديغول، لحظة اقتياده من الشرطة الفرنسية، وهي الوفاة التي وصفتها السلطات الجزائرية بـ"الغامضة".

وقال بيان الخارجية إن وفاة غورادية "أثارت تعاطفا كبيرا في الجزائر، وإن تسليم كل المعلومات والوثائق المتعلقة بأسباب وملابسات هذه الوفاة سيساهم بكل شفافية في تحديد السير الدقيق للأحداث التي أدت إلى وفاة المواطن الجزائري، وكذا تحديد المسؤوليات المحتملة للمتدخلين".

كما طرح المسؤول الجزائري عددا من الأسئلة على السفير الفرنسي، حول وجود معلومات بشأن اعتقال غورادية، خلال إقامته في فرنسا، والعلاقات العائلية والخاصة التي أقامها، والحقوق التي استفاد منها.

كما تطرق المسؤول الجزائري مع سفير فرنسا إلى وفاة مواطن جزائري آخر في 26 آب/ أغسطس الماضي، خلال نقله من المؤسسة العقابية (مقر احتجاز) في مدينة ستراسبورغ (شرق فرنسا) إلى قصر العدالة (مقر المحكمة) لمدينة كولمار (شمال شرق)، حيث أبلغه ضرورة الحصول على توضيحات حول ملابسات هذه المأساة.

وبحسب بيان الخارجية الجزائرية، فإن السفير الفرنسي قال إنه "سيبلغ سلطات بلده بتساؤلات الطرف الجزائري"، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية، وأن نتائجها ستبلغ للسلطات الجزائرية.

وكان نجل شقيق عبد الحق غورادية، ويُدعى هوّاري، قال في تصريحات لتلفزيون "بي أف أم" الفرنسي (الخاص)، في وقت سابق، إنه "عاين وأقاربه جثة عمه، وأن كدمات بدت على مستوى وجهه وأنفه إضافة إلى وجود ندبات في الرأس وتجويف صغير في جمجمته".

وقال هواري إن "وجه عمي كان منتفخا عندما تقدمت للتعرف عليه بمصلحة حفظ الجثث "، مضيفا "لماذا كل هذا؟ ما الذي حدث بالضبط قبل وفاته؟ ونطالب بتسليط الضوء، كامل الضوء، على القضية".

وكانت "حركة المواطنين الجزائريين" في فرنسا (جمعية غير حكومية للدفاع عن الجزائريين) تعهدت برفع دعوى قضائية ضد المتسببين في حادثة وفاة عبد الحق غورادية.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الفرنسية حول بيان الخارجية الجزائرية، وكذلك حديث أقارب غورادية.