هل يخسر العرب التأييد الصيني
هل يخسر العرب التأييد الصينيهل يخسر العرب التأييد الصيني

هل يخسر العرب التأييد الصيني

بعد 65 عاماً من إتخاذ موقف ثابت في دعم القضية الفلسطينية والوقوف مع العرب في الصراع الإسرائيلي – العربي، تطلق القيادة الصينية مشروعا سياسيا جديدا وصف بأنه "محاولة للتعرف بعمق على موقف اسرائيل من القضية الفلسطينية والصراع مع العرب". فترسل الدبلوماسيين إلى تل أبيب لأيام دراسية طويلة وتدعو ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية وخبراء غالبيتهم من اليمين.

فقد كشف أن الحكومة الصينية دعت اللواء (احتياط) عوزي ديان، وهو من قيادة حزب الليكود وشغل في الماضي منصب نائب رئيس أركان الجيش، ورئيس مركز القدس لشؤون الشعب والدول، ومستشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، دودي غولد، لإلقاء خطاب أمام مسؤولي الحزب الشيوعي وضباط الكلية في موضوع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وستُعنى حلقة البحث في بكين بعدة شؤون، جرى تحديدها بلغة اليمين الإسرائيلي، مثل قضية "الحدود التي يمكن الدفاع عنها كعامل حاسم في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين"، والجدال حول "بقاء القدس موحدة وعاصمة أبدية لإسرائيل"، و"التهديد الإيراني للوجود الإسرائيلي" وغيرها.

وفي إطار الأعمال التحضيرية للزيارة، ترجمت وزارة الخارجية الصينية كتاب دودي غولد "المعركة على القدس" إلى الصينية. وترجمت إحدى دور النشر الصينية إلى اللغة الصينية خرائط إسرائيلية تظهر "حساسية المناطق الساحلية مقابل هضاب الضفة الغربية في سياق الحدود القابلة للحماية".

وقد تحدث البروفسور غولد، عن أهمية هذا التطور فقال: ""اكتسى اهتمام الصين بالشرق الأوسط وإسرائيل حتى الآن طابعًا اقتصاديًّا – تجاريًّا. ولكن حكومة الصين معنيّة الآن أن تتحول إلى لاعب مركزي في الشرق الأوسط، وهي تفهم أنه لفعل ذلك عليها زيادة فهمها للقضايا السياسية والدولية التي تعيق عملية السلام في المنطقة. وكانت الصين تنظر إلى الموضوع من خلال الفهم بأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، هو الموضوع الأساسي الذي يجب حلّه في الشرق الأوسط".

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قد زارا الصين في أيار الماضي بالتزامن. وحظيت الزيارتان المتقاربتان من ناحية الزمن باهتمام الإعلام العالمي. ولم يلتقِ الزعمان معا آنذاك، رغم أنّ الإعلام الإسرائيلي طرح السؤال: هل تتوسط الصين بين نتنياهو وأبي مازن؟

ولوحظ أن نتنياهو قال حينذاك، حين تجوّل مع زوجته وابنه في سور الصين العظيم: "هذا مُلهِم حقًّا. كما دافع الصينيون عن أنفسهم وحصّنوا أنفسهم بهذا السور العظيم، سنستمرّ نحن أيضًا في تحصين أنفسنا على الحدود الجنوبية، في هضبة الجولان، وعلى كل الجبهات".

المعروف أن العلاقات بين الصين وإسرائيل نشأت منذ أوائل الخمسينات، لكنّ العلاقات الدبلوماسية الكاملة انتظرت حتى عام 1992. ووقفت الصين بشكل حاد مع العرب وضد سياسة إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، طيلة 65 سنة، ولم تغير هذه السياسة رغم إعادة العلاقات مع إسرائيل. وعندما استقبلوا الرئيس عباس، قال رئيس الحكومة الصيني، شي جين بينج، إنه يدعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية. ولكنه أضاف لهجة جديدة، تدل على اقتراب من الموقف الإسرائيلي: "أيّ اتّفاق يجري التوقيع عليه يجب أن يضمن وجود إسرائيل وأمنَها". كما قال جينبينج لعبّاس إنّ بلاده تعتقد أنّ المفاوضات هي الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله التوصّل إلى معاهدة سلام حقيقي وثابت بين الجانبَين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com