وزير الخارجية الهولندي يستقيل بسبب "كذبة" عمرها 12 عامًا.. فما قصتها؟
قدّم وزير الخارجية الهولندي هالبى زيلسترا، اليوم الثلاثاء، استقالته بعد اعتراف علني وصريح بأن قصة اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع صيفي قبل سنوات، ونقل إثرها عن الأخير كلامًا خطيرًا، كانت عبارة عن "كذبة".
وقرر زيلسترا تقديم الاستقالة عشية مفاوضات كانت مقررة يوم غد الأربعاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكن وزارة الخارجية الروسية ذكرت، اليوم الثلاثاء، أن هولندا أبلغت الجانب الروسي رسميًا بإلغاء الزيارة.
قصة الكذبة التي أطاحت بالوزير
أعترف زيلسترا في مقابلة مع صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية، أن قصة حضوره اجتماعًا مع بوتين في منتجعه الريفي بضواحي موسكو، بعام 2006، لم تكن صحيحة على الإطلاق ومختلفة تمامًا عما حصل.
ولجأ الوزير الهولندي إلى "الكذب" من أجل حماية المشاركين الحقيقيين في الاجتماع المذكور، والذين نقلوا قول بوتين بأنه يعتبر روسيا البيضاء وأوكرانيا ودول البلطيق وأجزاء من كازاخستان قسمًا من "روسيا العظمى".
وكان الوزير زيلسترا، يردد مرارًا وتكرارًا تلك القصة منذُ عام 2014، زاعمًا أنه سمعها شخصيًا وبشكل مباشر من بوتين.
وبدوره سارع رئيس الوزراء الهولندي مارك روت، للدفاع عن وزير خارجيته، وقال إن وزير الخارجية تصرف "بشكل غير معقول".
وفي وقت سابق، انتقدت أحزاب المعارضة في المملكة الوزير زيلسترا "بشدة"، مطالبة بعرض مناقشة أمر "الكذبة" أمام برلمان البلاد، كما دعت رئيس الحكومة إلى المشاركة شخصيًا في تلك النقاشات، وهو ما حدث فعلًا اليوم.
أحداث المنتجع
وفي وقت لاحق من مقابلة الوزير زيلسترا مع صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية، خاطب المدير السابق لشركة "شل" النفطية لأيروين فان دير فير، الصحيفة عبر رسالة اعترف أنه هو شخصيًا من أبلغ زيلسترا بمجريات الاجتماع مع بوتين، وخصوصًا "العبارة الشهيرة" للأخير، التي بات يرددها الوزير في كلامه بمناسبة وبغير مناسبة.
وبحسب فير، فإن بوتين دعاه لقضاء أوقات ممتعة في منتجعه الصيفي "داتشا"، وهو من سمع بوتين يتكلم عن روسيا العظمى وما تضمه من دول، وبعد عودته أبلغ زيلسترا حول ما قاله بوتين عن "روسيا العظمى".
وأكد فير للصحيفة، أنه لم يقل أي شيء للوزير زيلسترا، من شأنه أن يسمح له بتفسير كلماته عن بوتين "بمعنى عدواني".