عاهرة ومليونير.. مفاتيح قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (صور)
عاهرة ومليونير.. مفاتيح قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (صور)عاهرة ومليونير.. مفاتيح قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (صور)

عاهرة ومليونير.. مفاتيح قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية (صور)

قال موقع مجلة "ديلي بيست" الأمريكية، إن "البغاء مع المال والسلطة" علاقة ثلاثية غير مباشرة بين الملياردير ورجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا والعاهرة ناستيا ريبكا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تسيطر بشكل كبير على مفاتيح قضية تورط موسكو في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويُصنف ديريباسكا، الصديق الحميم لبوتين، ضمن أغنى 20 رجلًا في روسيا، بفضل احتكاره لصناعة الألمونيوم في البلاد، إذ تبلغ ثروته نحو 5.1 مليار دولار أمريكي، كما يعرف عنه تورطه في كثير من الجرائم الوحشية لاستحواذه على هذه المكانة.

وخلال الفترة الماضية، تناولت كثير من التقارير علاقة هذا الملياردير، البالغ من العمر 50 عامًا، بمدير حملة ترامب السابق بول مانافور، فوفقًا لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن مانافورت، الذي يدين لديريباسكا بنحو 19 مليون دولار، قدم لديريباسكا ملخصًا عن مجريات السباق الرئاسي الأمريكي، قبل أسبوعين فقط من قبول ترامب كمرشح جمهوري للرئاسة في يوليو/تموز 2016.

وزعم ديريباسكا، في أيار/ مايو الماضي، أنه عرض التعاون مع التحقيقات التي أجراها الكونغرس بشأن التدخل الروسي، إذا كان مانافورت مشتبهًا فيه رئيسيًا، إلا أن لجان الكونغرس لم تمنحه الحصانة الكاملة حينها؛ خوفًا من إخلال ذلك بالتحقيقات التي تجريها وزارة العدل.

وخلال هذا الأسبوع، ساهمت التحقيقات التي أجراها زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني ضد الفساد، في الكشف عن علاقة عاهرة تطلق على نفسها ناستيا ريبكا بـالملياردير ديريباسكا؛ ما يمثل فصلًا جديدًا في قصة ترامب.

رحلة على اليخت

ويوم الخميس الماضي، نشر نافالني فيديو على موقع "يوتيوب" يرصد ديريباسكا في رحلة لمدة 3 أيام على يخته مع صديقته (العاملة في مجال الدعارة)، بصحبة نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي بريخودكو، الذي يعتبر المسؤول الأكثر نفوذًا في الرئاسة الروسية (الكرملين) فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية.

ويفترض نافالني، أن العلاقة بين مانافورت و ديريباسكا وبريخودكو، هي محور التواصل بين حملة دونالد ترامب والكرملين، لكنه لا يملك دليلًا قويًا لتعزيز مزاعمه، التي تفيد بأن تورط روسيا في قصة ترامب كان بمثابة "التحلية" بعد حكاية طويلة من دعوة ومقابلة فتيات البغاء والفساد.

وفي الفيديو الذي حمل عنوان "اليخوت، والفتيات.. صائدو الرجال المتورطين في الرشوة"، تساءل نافالي عن مدى إمكانية دعوة  الباغيات إلى الجناح الرئاسي في فندق "ريتز"، في إشارة إلى ناسيتا ريبكا، التي اهتم فريق حملته بالبحث عنها، ووجدوا أنها  نشرت فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، قالت فيه: "أليكس، أحدنا سيجدك وينشر الفيديو على الإنترنت، فبسببك وأمثالك  يواصل الناس القتال في الحروب الآن".

يأتي ذلك فيما أصدر الكرملين قرارًا فوريًا بحظر فيديو نافالني، مدعيًا أنه يحتوي على معلومات سرية، فيما قدم رجل الأعمال ديريباسكا شكوى في المحكمة ضد ناستيا ريبكا لتسريب الفيديو والتسجيلات من يخته الخاص.

ويستند فيديو نافالني على ما نشرته ريبكا من صور على "إنستغرام"، فضلًا عن مذاكرتها، التي نشرتها العام الماضي بعنوان "كيف أغويت المليونير، دليلك لمعاشرة أعضاء في حكومة الأقلية".

وتحقق فريق زعيم المعارضة الروسية من صور لديريباسكا وبريكودكو على يخت ديريباسكا خلال إبحارهم حول النرويج في صيف عام 2016، ومن التسجيل الصوتي للمحادثة المزعومة أمام ريبكا بين بريخودكو و ديريباسكا بشأن العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة.

ووفقًا للتسجيل، سخر ديريباسكا من مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأوروبية والآسيوية فيكتوريا نولاند، بأنها صديقة بريخودكو، واصفًا إياها بأنها مسؤولة عن سوء العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة.

وقال إنها عندما كانت في سن ريبكا "أمضت شهرًا على قارب روسي لصيد الحيتان، ثم ما لبثت أن كرهت البلاد كلها".

دعاية مضادة

وأشار إلى أن سلوك نولاند المُدلل عندما شاركت في برنامج التبادل مع الاتحاد السوفيتي حينها في أوديسا، عام 1982 على البحر الأسود، كان عاملًا أساسيًا للدعاية المضادة للرئيس السابق أوباما وإداراته.

 وساهمت ريبكا، واسمها الحقيقي أناستازيا فاشوكيفيتش، في تسهيل مهمة نافالني في تحقيقات الفساد، عندما وثقت بالفعل علاقاتها مع ديريباسكا على "إنستغرام"، كما اتهمته باغتصابها وطالبته بالزواج منها.

ووفقا لصحيفة "ديلي بيست"، فإن هناك كثيرًا من التساؤلات حول دوافع ريبكا، لاسيما أنه من غير الواضح لماذا انتظرت أكثر من عام لنشر  صورها مع ديريباسكا وبريخودكو على اليخت، فضلًا عن حرصها على الحديث عن تفاصيل حياتها في ممارسة البغاء، وافتخارها بإغواء ما لا يقل عن 6 مليارديرات، من بينهم  ديريباسكا الذي استمرت معه لمدة سنة على الأقل.

ويصف كتاب ريبكا بدقة بالتواريخ والساعات والدقائق كل ما حدث على يخت ديريباسكا، لكنها أشارت له باسم "رسلان" نسبة إلي شركته واسمها "روسال" للغاز الطبيعي، فيما أطلقت على بريخودكو اسم "دادي" (بابا).

وفي كتابها تحكي ريبكا عن "بريخودكو، الذي كان يعمل نائبًا لرئيس الوزراء في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، كما عمل في الإدارة الرئاسية، واهتم بكتابة خطب الانتخابات، فلقد كان الشخص الوحيد الذي لا يستغني عنه الرئيس، فهو عضو طويل الأجل في الحكومة، ومن بين كبار المسؤولين منذ التسعينيات، فضلًا عن مسؤوليته عن السياسة الخارجية الروسية للحكومة"، ولعله لهذه الأسباب أطلقت عليه اسم "بابا".

وفي فيديو نافالي، الذي استمر 25 دقيقة، يوثق امتلاك بريخودكو لكثير من الممتلكات بطرق غير مشروعة؛ ما يدعم مزاعم تورطه في الفساد، مع مسؤولين آخرين من ينهم رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، ثم تطرق إلى ما سمّاه بـ "الحلوى" أو "الهدية" التي فتحت الباب للتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

وأشار نافالي إلى "حصول المدير السابق لحملة ترامب بول مانافورت، أحد أبرز جماعات الضغط الأمريكية المؤثرة، على رواتب من الملياردير ديريباسكا منذ عام 2005، عندما بدأ العمل لخدمة مصالح الكرملين وبوتين في واشنطن"، وفقًا لما نشرته "واشنطن بوست".

وأوضح أنه على أقل تقدير يمكن القول إن "هذين الرجلين ديريباسكا ومانافورت، يعرفان بعضهما البعض بشكل جيد للغاية، وأن أحدهما حصل على المال من الآخر".

تلخيص حول السباق الرئاسي الأمريكي

ويحاول نافالني إثارة بعض النقاط في ذهن المدعين العامين والمحققين الأمريكيين، أهمها لماذا يقدم مدير حملة ترامب تلخيصًا عن مسار السباق الرئاسي الأمريكي لبعض الروس، إلا إذا كانت ستصل إلى الكرملين وبوتين بنفسه بطبيعة الحال.

لاشك أن ديريباسكا بعلاقته وقرابته الوثيقة من بوتين كان بمثابة همزة الوصل بين العضو الأمريكي البارز، الغارق في ديونه لرجل الأعمال، وبين الرئيس الروسي القوي الذي يراقب الوضع في أمريكا، المنافس التاريخي الأساسي لبلاده.

وتبقى مسألة التدخل والتورط الروسي في الانتخابات الأمريكية والوصول بترامب إلى السلطة محل شك للجميع في واشنطن وموسكو،  وسط مخاوف وقلق حقيقي من استشراء الفساد ووصوله إلى أعلى المستويات القيادية في البلدين، وهو الأمر الذي يحاول المحققون ونشطاء المعارضة في البلدين محاربته، فعلى الرغم من اختلاف الدولتين سياسيًا وثقافيًا واستمرار أجواء الحرب الباردة، يبدو أن بعض سياسيي الولايات المتحدة وروسيا اتفقوا على أهمية كشف الفساد؛ لا سيما في هذه القضية الهامة التي تمس الشأن السياسي لأكبر دولة ديمقراطية في العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com