هل تعتبر الطائرة الإيرانية وسقوط الطائرة الإسرائيلية طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟
هل تعتبر الطائرة الإيرانية وسقوط الطائرة الإسرائيلية طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟هل تعتبر الطائرة الإيرانية وسقوط الطائرة الإسرائيلية طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟

هل تعتبر الطائرة الإيرانية وسقوط الطائرة الإسرائيلية طوق نجاة سياسي لنتنياهو؟

شكلت واقعة تسلل الطائرة الإيرانية من دون طيار إلى العمق الإسرائيلي فجر السبت الماضي، ثم سقوط المقاتلة الإسرائيلية من طراز "إف- 16" عقب تنفيذ غارات داخل سوريا، صفعة كبيرة لمعارضي سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والداعين لمحاكمته جنائيا في قضايا الفساد المتهم بها.

وتحققت توقعات بعض المحللين والمراقبين الذين رأوا ،خلال الأيام الأخيرة، أن نتنياهو يسعى جاهدًا لخلق حالة طوارئ وهمية واصطناع تصعيد عسكري سواء على الجبهة الشمالية أو الجنوبية، مدللين على ذلك بزيارته على رأس وفد من وزارء المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" للجولان المحتل، الثلاثاء الماضي، والتي حذر خلالها من "اختبار قوة إسرائيل".

تخفيف الضغوط

وخففت التطورات التي بدأت فجر السبت انطلاقًا من الساحة السورية الضغوط التي تمارسها جهات سياسية وإعلامية إسرائيلية على نتنياهو، وحدة الحرب التي يشنها القائد العام للشرطة الفريق روني الشيخ، والذي ألمح أخيرًا إلى أن نتنياهو على صلة باستئجار جهات تحقيق خاصة للتجسس على محققي وحدة "لاهاف 433" التابعة للشرطة، والذين يباشرون العمل على ملفات الفساد التي تورط بها وأفراد من عائلته.

وفسر مراقبون هذا التلميح على أنه يعكس طبيعة توصيات الشرطة، التي انتهت من ترتيب أوراقها بشأن قضية الهدايا والعطايا التي حصل عليها نتنياهو من رجال أعمال محليين وأجانب "ملف 1000"، فضلًا عن الصفقة المشبوهة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" رجل الأعمال أرنون موزيس، لإضعاف صحيفة "إسرائيل اليوم" المنافسة، أي القضية التي عرفت بـ"ملف 2000"، وكانت جميع التقارير تؤكد أن الشرطة ستوصي بتقديم مذكرة اتهام جنائية ضد نتنياهو بتهم الاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة.

ملابسات تأجيل التوصيات

أرسلت إيران فجر السبت طائرة من دون طيار، يبدو أنها الأحدث لديها، للقيام بمهام غامضة داخل العمق الإسرائيلي، قبل اسقاطها بواسطة سلاح الجو، متسببة في موجة من التصعيد العسكري المفرط، تمثل في سلسلة من الغارات داخل سوريا، لكنها تسببت على صعيد آخر في تأجيل صدور توصيات الشرطة التي انتظرها معارضو نتنياهو بفارغ الصبر، حتى من باب اضعاف موقفه السياسي وشرعيته.

وأعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت أمس الأحد، أنه أمر جهاز الشرطة بتأجيل تقديم التوصيات في ملفات الفساد المشتبه فيها نتنياهو، بعد التماس تقدم به أحد المحامين إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، فيما تؤكد مصادر مقربة من مندلبليت أن القرار جاء على خلفية الأوضاع الميدانية على الجبهة الشمالية.

خداع الإسرائيليين

عقب التصعيد العسكري الأخير، شنت النائبة عايدة توما سليمان، عضوة الكنيست عن "القائمة العربية المشتركة" هجومًا حادًا ضد نتنياهو، واتهمته بافتعال التوتر مع سوريا وإيران، بغية صرف أنظار المواطنين عن قرب صدور توصيات الشرطة ضده.

ونقل الإعلام العبري عن النائبة العربية أمس الأول السبت، أن نتنياهو "على استعداد لفعل أي شيء من أجل نشر الفوضى، وذلك لصرف أنظار المواطنين والشرطة عن نتائج التحقيقات في قضايا الفساد المتورط بها".

لم تكن عضوة الكنيست توما سليمان وحدها من اتهمت نتنياهو بذلك، فقد توقع المحلل السياسي رامي يتسهار، عبر موقع "نيوز إسرائيل" قبل 5 أيام، أي قبيل التصعيد، أن يخلق نتنياهو حالة طوارئ وهمية، عبر الإيحاء بوجود حرب وشيكة مع "حماس" أو "حزب الله".

ورأى أن نتنياهو يقف وراء تزايد الغارات داخل سوريا، من أجل ترسيخ قناعة لدى الشارع الإسرائيلي بأن هدايا غير قانونية قيمتها مئات الآلاف من الدولارات، حصل عليها من رجال أعمال محليين وأجانب هو وأفراد عائلته، لا تمثل الكثير أمام خطر الحرب التي يواجهها هو وحكومته.

علامات استفهام

ونجحت السياسة التي اتبعها نتنياهو، أي افتعال التوتر العسكري، في تأجيل صدور توصيات الشرطة، أي عمليًا تأجيل منح معارضيه الفرصة لاتهامه بفقدان الشرعية السياسية، ومن ثم اهتزاز موقفه الداخلي والخارجي، هذا بخلاف موقفه الحزبي، إن لم يتطور الأمر للأسوأ.

وتفتح التقديرات المُسبقة من جانب المحللين الإسرائيليين والمؤشرات التي سبقت افتعال نتنياهو لهذا التوتر، تفتح المجال للتساؤل حول الأسباب التي دفعت الإيرانيين لإرسال الطائرة من دون طيار، والتي لم تمكث في المجال الجوي الإسرائيلي سوى دقيقة ونصف الدقيقة، ولا سيما أن إرسالها تم بالتزامن مع قرب صدور توصيات الشرطة الإسرائيلية.

كما تفتح المجال أمام الحديث عن سيناريو آخر يتعلق بسقوط المقاتلة الإسرائيلية وأسبابه الحقيقية، فسقوط المقاتلة التي يطلق عليها "العاصفة"، عقب قفز قائديها، حقق الانطباع الذي سعي نتنياهو إليه، ورسخ لدى الإسرائيليين الشعور بأن ثمة خطرًا أمنيًا محدقًا من الحدود الشمالية، كما شكلت الواقعتان -في المجمل- طوق النجاة السياسي، ولو مؤقتًا، لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com