تعيين أول رئيس وزراء مسلم في أفريقيا الوسطى

بانغي- أعلنت رئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى، اليوم الأحد، تعيين محمد كامون، مستشار الرئاسة، مدير مكتب الرئيس السابق، ميشيل دجوتوديا، رئيسا للوزراء، ليصبح أول رئيس وزراء مسلم للبلاد، بحسب مرسوم بثّته الإذاعة الرسمية.

ويأتي تعيين كامون إثر استقالة الوزير الأول (رئيس الوزراء) السابق أندريه نزابايكي، في 5 أغسطس/ آب الجاري، بناء على طلب من الرئيسة الانتقالية للبلاد، كاثرين سامبا بانزا، حرصا منها على تشكيل حكومة "أكثر تمثيلية" لمختلف الأطراف الفاعلة في البلاد، تنفيذا لمقتضيات اتفاقية برازافيل، وفقا لما صرح به آنذاك لوكالة الأناضول المستشار الخاص لـ"نزابايكي".

واتفاقية برازافيل هي اتفاقية لوقف أعمال العنف تمّ توقيعه في برازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو، يوم 23 يوليو/ تموز المنقضي، بين أطراف الأزمة في أفريقيا الوسطى.

وتقضي الاتفاقية، الذي تمت برعاية إقليمية (الكاميرون وجمهورية الكونغو، وتشاد وغينيا الاستوائية والغابون) بـ"وقف إطلاق النار بين الميليشيات المسلّحة الرئيسية في أفريقيا الوسطى"، و"تجميع كل مقاتلي المجموعات الموقّعة على الاتفاق في غضون 45 يوما"، تمهيدا لإنشاء برنامج لنزع السلاح ووقف التعبئة.

وبحسب مراقبين، فإن تعيين رئيس وزراء مسلم يتفق والمنطق الذي تدعمه الرئيسة الانتقالية في أفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا، والقاضي بضرورة معالجة قضية تمثيل المسلمين في الحكومة، حيث يشتكي المسلمون من ضعف تمثيلهم في السلطة، منذ استقالة الرئيس السابق ميشيل دجوتوديا (24 مارس/ آذار 2013 – 10 يناير/ كانون الثاني 2014)، خامس رئيس لجمهورية أفريقيا الوسطى، وأول مسلم يتولى الرئاسة.

وكان صراع على السلطة اندلع العام الماضي في أفريقيا الوسطى، الغنية بالثروات المعدنية، وتطور إلى اقتتال طائفي بين عناصر "السيليكا" (مليشيات مسلحة مسلمة) و"أنتي بالاكا" (مليشيات مسلحة مسيحية)، قتل فيه الآلاف، بحسب الأمم المتحدة.

واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي.