بعد نشر كتاب "النار والغضب".. أوروبا: ألا يزال ترامب عاقلًا؟
بعد نشر كتاب "النار والغضب".. أوروبا: ألا يزال ترامب عاقلًا؟بعد نشر كتاب "النار والغضب".. أوروبا: ألا يزال ترامب عاقلًا؟

بعد نشر كتاب "النار والغضب".. أوروبا: ألا يزال ترامب عاقلًا؟

في مقال مطول نشرته "واشنطن بوست"، تناولت الصحيفة الأمريكية رد فعل أوروبا على نشر كتاب "النار والغضب"، والفضائح التي طالت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وغالبًا ما تعلق أوروبا سلبًا على الرئيس ترامب وأفعاله، ولكن الفضائح المتتالية التي كشفها كتاب "مايكل وولف": "النار والغضب"، أثارت ردًا شرسًا بشكل خاص من القارة العجوز.

وتساءلت صحيفة "فرانكفورتر الجماين تسايتونغ" الألمانية، في مقال نشرته تحت عنوان "الصحة العقلية" "ألا يزال ترامب عاقلًا؟"، بينما استيقظ القراء البريطانيون ليجدوا العنوان الرئيسي بالصفحة الأولى في صحيفة "تايمز أوف لندن" يقول: "مستشار بارز يشكك بصحة ترامب العقلية".

وقالت صحيفة "تايمز أوف لندن"، التي يمتلكها روبرت مردوخ: "وفقًا للكتاب الذي حاول الرئيس الأمريكي منعه أمس شكك المستشار الرئيسي لدونالد ترامب في قدرته على الخدمة، وتوقع أنه سيستقيل لتجنب الخلع".

من جانبها، وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الكتاب بأنه "مقلق".

ولطالما كانت شعبية ترامب منخفضة جدًا في أوروبا الغربية، حيث وصلت معدلات الموافقة على رئاسته في العديد من البلدان إلى أقل من 10 %، ولكن على الرغم من أن الخلاف مع ترامب أصبح تقريبًا القاعدة هنا، إلا أن بعض ردود الجمهور على كتاب وولف لا تزال غير مسبوقة.

وتعد "تايمز أوف لندن" و" فرانكفورتر الجماين تسايتونغ" من أكثر وسائل الإعلام شهرة في أوروبا، وكلاهما يتميز بقاعدة قراء كبيرة، بشكل خاص في قطاع الأعمال والحكومة التي تسيطر فيها الأحزاب المحافظة، وكثيرًا ما تخلط الصحف الأوروبية بين التقارير التقليدية والمقالات على الصفحات الأولى، مما يساعد في كثير من الأحيان على التأثير في الرأي العام والاستراتيجية الحكومية أيضًا.

وبالتأكيد هناك دواعٍ للتشكيك في المزاعم المحيطة بصحة ترامب العقلية، والتي ظهرت بشكل بارز في أوروبا، الجمعة، ولا سيما بالنظر إلى أن الصحفيين قد أشاروا إلى العديد من العيوب المحتملة في كتاب "وولف"، ومواجهته اتهامات سابقة بشأن عدم الدقة في تقاريره.

من جانبه، هاجم ترامب الكتاب بشدة ووصفه بأنه "مليء بالكذب والتضليل والمصادر الوهمية"، كما هدد فريقه القانوني برفع دعوى تشهير ضد "وولف" وناشره والمستشار الاستراتيجي السابق "ستيفن بانون"، الذي ظهرت ملاحظاته بشكل بارز في الكتاب.

لكن المخاوف لا تزال قائمة، ما شوّه صورة ترامب والولايات المتحدة أمام العالم، والآن يناقش بعض أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ما إذا كان أقوى رجل في العالم وقائد منظمة حلف شمال الأطلسي أهلًا للثقة.

وقال "ستيفان بيرلينغ"، أستاذ العلاقات الأطلنطية في ألمانيا: "في العديد من العواصم الأوروبية الشعور السائد هو العجز والإحباط الناتج عن رفض ترامب للحوار العقلاني"، مشيرًا إلى أن إيمانه بأمريكا بدأ يهتز.

وأضاف: "بمجرد اضطراب العلاقة لن تكون هناك طريقة سهلة للعودة لما سبق، وبالفعل نجح ترامب في تدمير ثقة الأوروبيين فيه وفي الولايات المتحدة على نطاق أوسع، فالمخاوف المتعلقة بالصحة العقلية التي أثيرت الآن في كتاب وولف تُناقش على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، مما أدى إلى تفاقم الشكوك القائمة لدى السياسيين الأوروبيين في ترامب".

من جانبها، امتنعت المستشارة الألمانية "ميركل" عن التعليق مباشرة على ترامب، لكنها قالت في مطلع العام الماضي إن الولايات المتحدة "لم تعد شريكًا موثوقًا به"، ولكن البيت الأبيض رفض مرارًا وتكرارًا المزاعم التي تشكك في قوة العلاقات الأطلنطية.

وفي مايو، وصف السكرتير الصحفي للبيت الأبيض آنذاك، "شون سبيسر"، علاقة ترامب وميركل بأنها "إيجابية بشكل لا يصدق".

كما أشاد ترامب أيضًا بالرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في سبتمبر الماضي، قائلًا إنه يحظى باحترام الشعب الفرنسي والولايات المتحدة، وفي ذلك الوقت قال ماكرون للصحفيين: "القوة التي توحد علاقتنا هي أننا نقول كل شيء، وهذا لا يعني أننا نتفق على كل شيء، لكننا نتفق على الكثير من الأمور".

ولكن في ألمانيا، دعمت نوبات الغضب المتفجرة التي تصدر من ترامب موقف الذين يطالبون منذ فترة طويلة بتأسيس علاقات قوية مع روسيا، على الرغم من ضمها شبة جزيرة القرم والتدخل في الانتخابات الخارجية، وبدأت الأصوات التي تطالب بإنهاء العقوبات ضد روسيا تعلو.

وقبل عام، وصف "سيغمار غابرييل"، نائب المستشار الألماني آنذاك ووزير الخارجية الآن، ترامب بأنه "تهديد"، وفي ذلك الوقت، لم تلقَ ملاحظاته تقبلًا يذكر في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها أعربت عن مخاوف الحكومة الأوروبية.

كما أصدر ماكرون، الذي أقام علاقة عمل أكثر اتساعًا مع ترامب من الألمان، تحذيرًا هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن سياسات ترامب يمكن أن تؤدي إلى حرب، في إشارة إلى نهج ترامب تجاه إيران.

وفي بريطانيا، البلد الذي عادة ما يفخر بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة، شهد الحماس تجاه الترابط العميق انخفاضًا ملحوظًا خلال العام الماضي أيضًا، حيث تأجلت زيارة ترامب الرسمية المقررة لبريطانيا وقد لا تحدث أبدًا، كما وبّخت رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" ترامب علنًا بعد أن أعاد نشر مقاطع فيديو لمجموعة يمينية متطرفة في البلاد.

وختامًا قال "بيرلينغ": "هذه ليست أزمة سيتجنبها الأوروبيون، فحتى بعد رحيل ترامب ستظل الأضرار التي لحقت بالتحالف الأطلسي قائمة، وليست هناك طريقة سهلة للعودة للوضع السابق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com