الفرنسيون مع حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين
الفرنسيون مع حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيينالفرنسيون مع حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين

الفرنسيون مع حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين

بعد أن تعرضت لانتقادات حتى داخل معسكرها بسبب حظر المظاهرات الداعمة للفلسطينيين، تحظى الحكومة الفرنسية بتأييد لقرارها بفرض الحظر، بأغلبية كبيرة من الفرنسيين.

ووفقا لمسح قام به المعهد الفرنسي للرأي العام (إيفوب)، قال 62٪ منهم أنهم "لصالح حظر هذه المظاهرات لأنها تكون مصحوبة بمشاهد العنف الخطيرة" مقابل 25٪ قالوا أنهم "يعارضون حظر المظاهرات المؤيدة، لأن الحق في الاحتجاج يجب أن يحترم في ديمقراطيتنا".

في هذا الشأن يرى المحللون أن الانقسام الذي يتكافأ بالنسب ذاتها تقريبا عند مؤيدي الحزب الاشتراكي وحزب الوحدة من أجل الحركة الشعبية، إذ يرى60٪ من الاشتراكيين أنهم يؤيدون حظر المظاهرات، فيما يعبّر 70٪ عن الرأي ذاته في حزب الوحدة من أجل الحركة الشعبية.

وتخشى الحكومة الفرنسية من انتقال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى فرنسا، ولذلك فهي تتناغم مع مواطنيها الفرنسيين. فعندما سئلوا عن أصل العنف خلال مظاهرات باريس وغيرها من المدن قال 50% من الفرنسيين أن "هذه التجاوزات هي نتيجة للتوتر المتزايد بين الطوائف."

ولذلك يرى المحللون، أنه ينبغي التصدي لـ 'معالجة المشكلة الطائفية "، وهو الرأي الذي يتم التعبير عنه أكثر من قبل أنصار الحزب الحاكم والجبهة الوطنية بنسبة 63٪ و 69٪ .

على الجانب الآخر من الطيف السياسي، يرى 53٪ من مؤيدي جبهة اليسار و 50٪ من الحزب الاشتراكي أن "هذه التجاوزات هي في المقام الأول نتيجة لنشطاء الراديكالية المعزولين، ولذلك لا يعبر الاستطلاع عن أي نتيجة سياسية خاصة". وهو الرأي الذي يمثل ما مجموعه 36٪ من الأشخاص الذين جرى استطلاعهم.

وكشف الاستطلاع أنه إذا كان الفرنسيون يعتمدون مواقف متصلبة حول أعمال العنف التي وقعت خلال المظاهرات، فهم في المقابل يحتفظون بمسافة كبيرة إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويرفضون بأغلبية ساحقة التعبير عن تعاطفهم لهذا الطرف أو ذاك. وعندما يقول 17٪ من الفرنسيين أنهم متعاطفون مع الفلسطينيين و 12٪ مع إسرائيل فإن 71٪ منهم يقولون "لسنا متعاطفين لا مع الطرف ولا مع ذاك".

ففي رأي الكثير من الفرنسيين أن هذا الصراع صراع بعيد ومعقد، والأخطاء فيه مشتركة. فعلى عكس ما يمكن أن يدعيه البعض فإن الشعب الفرنسي ليس مستقطَبا حول هذا الصراع"، يقول جيروم فوركيه مدير قسم الرأي العام في المعهد الفرنسي للرأي العام.

ويرى المحللون في المعهد المذكور أنه بالعودة بالزمن إلى الوراء يلاحَظ تحوّل في إدراك الأشياء منذ السنوات الخمس التي قضاها نيكولا ساركوزي في السلطة. فحتى ذلك العهد كانت السياسة الخارجية الفرنسية منذ عهد الجنرال ديغول إلى جاك شيراك، في صالح الفلسطينيين.

لكن منذ نيكولا ساركوزي، بدأ الفرنسيون يحكمون على السياسة الخارجية الفرنسية بالقول أنها "متوازنة"، من دون أن يروا فيها أي انحياز لإسرائيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com