متظاهرون أتراك يطالبون بطرد اللاجئين السوريين
متظاهرون أتراك يطالبون بطرد اللاجئين السوريينمتظاهرون أتراك يطالبون بطرد اللاجئين السوريين

متظاهرون أتراك يطالبون بطرد اللاجئين السوريين

شهدت مدن في جنوب تركيا، الأسبوع الماضي، عدة مظاهرات طالبت بطرد اللاجئين السوريين، ما ينذر باشتعال فتيل أزمة بين مواطنين أتراك واللاجئين تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد.

وظهرت بوادر الخلافات، في ظل ازدياد أعداد اللاجئين السوريين الذين تجاوزوا المليون لاجئ، والتحريض الإعلامي الذي تشنه قوى المعارضة التركية، لاستثارة المشاعر القومية ضد حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، التي تبنت سياسة "الباب المفتوح" منذ بدء الأزمة السورية.

وخرج المئات من الأتراك في مدينة قهرمان مرعش، الأحد 13 تموز/ يوليو الجاري، في مظاهرة نددت بوجود السوريين في مدينتهم. وتخلل المظاهرة اشتباكات واعتداءات بالضرب بحق بعض اللاجئين، وتحطيم سيارات ومحال تجارية.

وقال اللاجئ السوري المقيم في المدينة، نعيم (رفض ذكر كنيته)، إن "وضع السوريين في تركيا لم يعد مطمئنا في الآونة الأخيرة، إذ بتنا عرضة لتجاذبات السياسة الداخلية التركية؛ ففي الوقت الذي يستخدمنا الحزب الحاكم كورقة لجذب المتدينين في الانتخابات الرئاسية، تجد أحزاب المعارضة تحارب وجودنا في الأراضي التركية لاستقطاب أصوات العلمانيين والقوميين".

وأضاف نعيم في حديث خاص لشبكة "إرم"، الأربعاء: "كما يساهم في سوء أوضاع السوريين، عدم احترام بعض اللاجئين لخصوصية البلاد التي نزحنا إليها، واختلاف العادات والتقاليد، ناهيك عن القوانين، كما أن هنالك عددا لا بأس به من الأتراك الموالين للنظام السوري؛ خصوصا في جنوب تركيا، وهؤلاء يعتبروننا سبباً في خراب المنطقة".

وقالت النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، عن ولاية قهرمان مرعش، سيفدا بيازيد، إن "مجموعة محددة قامت بالأحداث التي شهدتها المدينة، في عملية استفزازية في هذه المرحلة قبيل الانتخابات الرئاسية".

وأضافت بيازيد أن "أهالي البلدة وقفوا منذ اليوم الأول إلى جانب اللاجئين، مقدمين لهم الدعم المادي والمعنوي، وهم سيستمرون بذلك".

وطالب والي محافظة "غازي عنتاب" جنوب تركيا، أخيرا، الأتراك بضبط النفس، وعدم الانخراط في "اللعبة القذرة من بعض الساسة"، رافضاً منح ترخيص لمظاهرة مناهضة لوجود السوريين.

من جانبهم، عمد لاجئون سوريون إلى تلطيف الأجواء، في محاولة لتخفيف حدة التوتر في الشارع التركي، من خلال حملات ومبادرات بالاشتراك مع مواطنين أتراك، كان آخرها حملة مائدة إفطار للأيتام السوريين والأتراك، التي نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، بالتعاون مع بلدية مدينة كِلس جنوب تركيا.

كما أطلق ناشطون سوريون، منتصف حزيران/ يونيو الماضي، حملة لتحسين صورة السوريين في تركيا، تهدف إلى الوقوف في وجه بعض "الانتهازيين الذين يحاولون استغلال ظروف الأزمة السورية لتحقيق مآرب شخصية" من شأنها تشويه صورة المواطن السوري.

ونظم أعضاء المبادرة عدة نشاطات في الشوارع الرئيسية للمدن التركية، ما وفر احتكاكاً مباشراً مع المواطنين الأتراك، رافعين لافتات باللغتَين العربية والتركية، كُتِب فيها: "يا غريب كون أديب" و"شكراً لضيافة الشعب التركي".

وكان المرشح التوافقي لرئاسة تركيا عن أبرز الأحزاب المعارضة، أكمل الدين إحسان أوغلو، انتقد مطلع تموز/ يوليو الجاري، تبني حكومة بلاده سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السوريين، معتبراً إياها "سياسة غير صائبة".

يُذكر أن الانتخابات الرئاسية التركية ستجري في 10 آب/ أغسطس المقبل، ويتنافس لاستلام سدة الحكم كل من رئيس الوزراء الحالي وزعيم حزب العدالة والتنمية، رجب طيب أردوغان، والمرشح الكردي، صلاح الدين ديمرتاش، عن حزب الشعوب الديمقراطي، إضافة إلى إحسان أوغلو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com