ما الذي ينتظره الإسبان من ملكهم الجديد؟

صوت مجلس الشيوخ الإسباني بأغلبية ساحقة على قرار الملك "خوان كارلوس" بالتنازل عن العرش لولي عهده الأمير "فيليبي"، ويكون بذلك أيد قرار البرلمان رغم الأصوات المطالبة بإجراء استفتاء شعبي بخصوص نظام الحكم، وستتم مراسيم التتويج الخميس الموافق 19 حزيران/ يونيو.

واعتبر المحللون أن هذه آخر ورقة لعبها الملك "خوان كارلوس" لإنقاذ النظام الملكي بعد الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها إسبانيا، وتراجع شعبية العائلية الملكية.

وينتظر فيليبي دو بوربون تحديات كبيرة، يتوقع الكثيرون أن يتمكن من التغلب عليها بفضل التربية التي تلقاها منذ ولادته، و التي تؤهله ليكون ملكا في سن 46.

واستجوبت إحدى الوكالات العالمية عدداً من المواطنين الإسبان لمعرفة ما ينتظرونه من ملكهم المقبل، حيث قال أحدهم: "إن على فيليبي أن يكون ملك كل الأسبان كما كان والده، وأن يتمكن من التنسيق بين مختلف الآراء، والحفاظ على انسجام المجتمع الإسباني رغم تنوع مكوناته" كما توقع أنه يستطيع ذلك.

فيما علقت مواطنة إسبانية شابة أن الكل غاضب ويطالب بالتغيير، فإما أن ينجح الملك الشاب في مهمته وإما سيكون هناك تغييراً حقيقياً، وأضافت: "أتوقعه جاهزاً للمهمة مثلما كان والده جاهزاً في الفترة الانتقالية (أي ما بعد حكم الجنرال فرانكو سنة 1981)، لذا عليه أن يكون إلى جانب الشعب لأنه لا يمكنه التغلب على إرادة الشعب".

ويقول أستاذ القانون الدستوري "انتونيو توريس دي لمورال" أن فيليبي مهيأ للمهمة، ولكنه استدرك قائلاً: "أن فيليبي يجب أن يختار مستشارين أكفاء، وعليه أن يعمل بجدية حتى ينجح ويحصل على المساندة كما تمكن والده قبله من دعم شعبيته بتصرفاته اللطيفة.

وأضاف لمورال: "إن أحرز فيليبي النجاح في تدبير العلاقات الدولية والشأن الداخلي للبلاد، فسيتمكن من كسب الرأي العام إلى جانبه".

ويحظى الأمير الشاب بكمية إعجاب لا بأس بها خصوصاً بعد زواجه من الصحفية الجميلة ليتيزيا، إضافة إلى أنه كان دائماً بعيداً عن الشبهات التي وقع فيها بعض أفراد العائلة الملكية وآخرهم أخته الصغرى الأميرة كريستينا وزوجها المتهمين في قضية فساد مالي.

وتبقى الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد ، ومطالبة إقليمي الباسك و كاتالانيا بالانفصال عن اسبانيا على رأس قائمة التحديات التي تنتظر الملك الشاب.