الأردن يستعيد دوره الإقليمي عبر ملف القدس
الأردن يستعيد دوره الإقليمي عبر ملف القدسالأردن يستعيد دوره الإقليمي عبر ملف القدس

الأردن يستعيد دوره الإقليمي عبر ملف القدس

صعّد الأردن موقفه من الانتهاكات الإسرائيلية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يربطه مراقبون بعدم تسليم الجانب الإسرائيلي لنتائج التحقيق في قضية مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر على يد الجيش الإسرائيلي عند معبر جسر الملك حسين على الحدود بين الضفة الغربية والأردن في آذار /مارس الماضي، ما أثار موجة غضب واحتجاجات عارمة في الأردن وفلسطين، إضافة إلى أن التصعيد يأتي بسبب الطريقة السافرة التي يتعامل الجانب الإسرائيلي فيها مع المقدسات التي تقع تحت وصاية جواره الشرقي من نواح أخرى، وكذلك استئناف المباحثات الأمريكية.



السعي نحو استعادة الدور

ولم يستبعد محللون في حديثهم لـ"إرم" أن يكون المطبخ الأردني السياسي يفكر ملياً في العودة لطاولة المفاوضات الأمريكية، لما يحمل ذلك من مكاسب اقتصادية سياسية للدولة، ضمن السياق البراغماتي السياسي، ومطلقين عليه تسمية "الانتهازية المباحة"، الأمر الذي برروه بحديثهم، بـ"أن يكسب الأردن خير من أن نخسر جميعاً"، إلى جانب تأكيدهم على فراغ كرسي الدفاع عن القضية، فيما لو تراجع الأردن عن ذلك.

واليوم، يؤكد المحللون أن الأردن يسير في الاتجاه الصحيح نحو "إعادة تثبيت أقدامه" بين "اللاعبين الأساسيين" في القضية الفلسطينية، بعد جلوس طويل بعض الشيء على مقاعد الاحتياط وبين الجمهور، خصوصاً وأن الدولة تحاول منذ بدء الربيع العربي النأي بنفسها عن الخوض "مجاناً" في معارك غيرها من الدول من خلال توازنها في المواقف، وعدم انحيازها لأي من الأطراف.



شكلية اشتراك الأردن في التحقيقي بمقتل زعيتر

ولم يعد الموقف الأردني الرسمي من الكيان الإسرائيلي بعد "زعيتر" كما كان قبله، الأمر الذي يرى في سياقه مصدر حكومي مسؤول أن اشتراك دولته في التحقيق- الذي يراه شكلياً- أعادت لعمان التأكيد على الغطرسة التي يتعامل فيه الجانب الإسرائيلي مع الشؤون الأردنية.

التحقيق "الشكلي" كما يسميه مصدر "إرم" المطلع، لم يسعف الأردن حتى اليوم بمعلومة يرد بها على تساؤلات مواطنيه، الأمر الذي جعل عمان "تتواطأ" في مؤسساتها على نوع من التصعيد تمثّل بتهديدات متكررة من وزارة الأوقاف والناطق الرسمي باسم الحكومة في سياق الاعتداءات على المقدسات المقدسية، إلى جانب التصعيد "غير المسبوق" الذي وجهته الأردن للدولة الاسترالية.

وسخر طرف اسرائيلي مناصر للقضية الفلسطينية في حديث جمعه مع "إرم" من "انتظار الأردنيين لنتائج تحقيق"، معتبرا أن "حكومته" تملك من "الوقاحة ما يجعلها قادرة على فبركة أية قضية".

عمان تملأ الفراغ في القضية..

وجهتوزارة الأوقاف عبر وزيرها الدكتور هايل داود، الكثير من التحذيرات شديدة اللهجة والرسائل الأردنية العروبية الإسلامية في سياق الاعتداء على المقدسات بصورة عامة والمسجد الاقصى بصورة خاصة خلال الشهر الماضي، الأمر الذي لا يقرأه محللون لـ"إرم" بصورة منفصلة عن التحقيق في مقتل زعيتر و"استئناف مباحثات كيري" أو خارطة الطريق الأمريكية لحل القضية الفلسطينية التي يقودها وزير خارجية واشنطن جون كيري.

عمان، اليوم، في مرحلة تفرض عليها إما البروز في القضية الفلسطينية "كلاعب" أساسي، أو الأفول من نجم القضية، حسب سياسيين رأوا في المرحلة "فرصة ذهبية" للأردن للعب دور مهم؛ فالجانب الفلسطيني منشغل بترتيب بيته الداخلي وكثير من اللاعبين العرب منشغلين بالقضايا الإقليمية الساخنة وفي مقدمتها الملفين السوري والعراقي.

استراليا.. وسيلة لغمزة سياسية

إلى جانب مواقف وزارة الأوقاف الأردنية ومجلس النواب، من الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية، صعّد الأردن موقفه من الحكومة الاسترالية بصورة لافتة، الأمر الذي يدمجه المراقبون بذات الأسباب، ويؤكدون أنه "غير متصل" بموقف أردني من استراليا بقدر ما هو "رسالة بالخط العريض" للجانبين الإسرائيلي والأمريكي معا.

وكان مجلس النواب الأردني أيد مؤخرا الموقف الحكومي لبلاده في والرسائل شديدة اللهجة التي وجهها إلى الجانب الاسترالي بسبب قرارهم إزالة صفة "المحتلة" عن القدس الشرقية في معاملاته، كما أيدوا قرار وزارة الخارجية باستدعاء السفير الاسترالي في عمان احتجاجا على القرار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com