تقرير: كوريا الشمالية تعلّمت من درس الإطاحة بالقذافي بعد تخلّيه عن برنامجه النووي
تقرير: كوريا الشمالية تعلّمت من درس الإطاحة بالقذافي بعد تخلّيه عن برنامجه النوويتقرير: كوريا الشمالية تعلّمت من درس الإطاحة بالقذافي بعد تخلّيه عن برنامجه النووي

تقرير: كوريا الشمالية تعلّمت من درس الإطاحة بالقذافي بعد تخلّيه عن برنامجه النووي

قال تقرير نشرته مجلة "ذا ناشيونال انترست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، إن كوريا الشمالية تعلّمت من درس معمر القذافي، حينما تخلّى عن برنامجه النووي، وأطاح الغرب به فيما بعد.

ولا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها يهاجمون كوريا الشمالية عبر التهديد لإجبارها التوقيع على اتفاق تتخلّى فيه عن برامجها النووية والصواريخ البالستية المتنامية.

وأشار التقرير إلى أن  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حث خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي، بيونغ يانغ على "الجلوس إلى طاولة المفاوضات"، مؤكداً أنه "من المنطقي أن تقوم كوريا الشمالية بالشيء الصحيح"، وتشمل خطة ترامب أن تكون كوريا الشمالية غير نووية.

 لكن المجلة رأت أنه من غير المرجح أن تعود كوريا الشمالية على الإطلاق إلى "العذرية النووية"، فلدى بيونغ يانغ أسباب متعددة للاحتفاظ بسلاحها النووي، فبالنسبة للبلد الذي يوجد فيه اقتصاد ضعيف ونظام سياسي غريب ليس له صلات خارجية، فإن الأسلحة النووية هي العامل الوحيد الذي يوفر له مكانة على طاولة الشؤون الدولية، بيد أن هناك سبباً حاسماً آخر للتمسك بهذا الموقف، وهو أن قادة كوريا الشمالية ببساطة لا يثقون بالولايات المتحدة في احترام أي اتفاق يمكن التوصل إليه.

ورأت المجلة أنه "مما يؤسف له، أن هناك أسباباً كثيرة لعدم الثقة، حيث يدرك قادة كوريا الشمالية كيف تعاملت الولايات المتحدة مع معارضين غير نوويين مثل صربيا والعراق، غير أن التدخل بقيادة الولايات المتحدة في ليبيا في عام 2011 كان العامل الحاسم في موقف بيونغ يانغ من أن وجود الأسلحة النووية يمكن أن يكون الوسيلة الوحيدة الموثوق بها لمنع حرب لتغيير النظام".

وشرحت المجلة الأمريكية، كيف أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وقع بعد  الإطاحة بنظام صدام حسين في ربيع 2003، على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية فى كانون الأول / ديسمبر من ذلك العام، ووافق على التخلي عن البرنامج النووي لبلاده.

وفي المقابل، رفعت الولايات المتحدة وحلفاؤها العقوبات الاقتصادية عنه، وتعهدت بأنها لن تسعى إلى عزل ليبيا، وجرى الترحيب بالقذافي مرة أخرى في المجتمع الدولي عندما تخلّى عن طموحاته النووية.

 ولكن هذه المصالحة لم تدم طويلاً، حيث اندلعت ثورة داخلية ضد حكم القذافي في عام 2011، وقالت واشنطن وشركاؤها في الناتو حينها، إن كارثة إنسانية باتت وشيكة، وشرعت في تدخل عسكري، وسرعان ما أصبح واضحاً أن المبرر الرسمي لحماية المدنيين الأبرياء، ما هو إلا ذريعة، وأن هناك حرباً لتغيير النظام.

وشنّت القوى الغربية غارات جوية مدمرة وهجمات صاروخية على القوات الحكومية الليبية، كما قام حلف شمال الأطلسي بتسليح وحدات الثوار ومساعدة التمرد بطرق عدة.

 ولم يقم الثوار بإلاطاحة بالقذافي فحسب، بل عذّبوه وأعدموه بطريقة وحشية، وكان رد واشنطن مفاجئاً بشكل مدهش، حينما قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في زيارة لها إلى ليبيا آنذاك "رأينا أنه مات".

 وتؤكد المجلة أن سلوك واشنطن وحلفائها في ليبيا لم يعط أي حافز لكوريا الشمالية أو القوى النووية الأخرى للتخلي عن هذه الطموحات مقابل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وأشارت كوريا الشمالية على الفور إلى  ما جرى في ليبيا باعتباره السبب في أنها تحتاج إلى قدرة رادعة، وهي النقطة التي أكدت بيونغ يانغ عليها عدة مرات في السنوات التي انقضت منذ الإطاحة بمعمر القذافي.

ويعترف مسؤولون أمريكيون، بأن ما جرى في ليبيا أقنع قادة كوريا الشمالية بأن الأسلحة النووية كانت ضرورية لبقاء النظام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com