تنصيب السيسي يفتح الحوار بين مصر وإيران
تنصيب السيسي يفتح الحوار بين مصر وإيرانتنصيب السيسي يفتح الحوار بين مصر وإيران

تنصيب السيسي يفتح الحوار بين مصر وإيران

يتوقع مراقبون سياسيون أن تُشرع أبواب التواصل بين القاهرة برئيسها الجديد المشير عبد الفتاح السيسي وطهران برئيسها المعتدل حسن روحاني، وذلك مع تسلم الرئيس المصري رئاسة الجمهورية بشكل رسمي، وحضور مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية أمير حسين عبد اللهيان حفل تنصيب السيسي.



ولخّص السيسي رؤيته للعلاقة مع إيران في تصريحات سابقة، ما يمكن اعتباره حجر الزاوية في العلاقة بين القاهرة وطهران في الفترة القادمة من أن العلاقة بين القاهرة وطهران مشروطة بتحسن علاقة الأخيرة مع الدول العربية المجاورة لها، وعلى رأسها السعودية.


وكانت طهران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة في عام 1980، بعد قيام الثورة الإسلامية، احتجاجاً على اعتراف مصر بإسرائيل واستضافتها لشاه إيران السابق محمد رضا بهلوي.

وتقتصر العلاقات الدبلوماسية، التي توترت بشدة خلال السنوات الاخيرة بسبب ما اعتبرته مصر في عهد الرئيس السابق حسني مبارك دوراً إيرانياً سلبياً في القضايا العربية بينهما، على مكتب لرعاية المصالح لدى كل منهما.

بدوره، قال سفير مصر الأسبق في إسبانيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق حسين هريدي إن مصر ستدخل مرحلةً جديدة في السياسة الخارجية بانتخاب السيسي رئيساً، وبالتالي فلابد أن نضع في الاعتبار أن إيران قوة إسلامية لها ثقلها ولاسيما داخل مجلس التعاون الإسلامي.

واعتبر هريدي أن دعوة مصر للرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي محاولةً لبدء مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الإيرانية، وخاصةً في ضوء زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى طهران، والتي لم تكن بصفته أميراً للكويت ولكن أيضاً رئيس مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية، ما قد يعني أن الدعوة المصرية قد جاءت في إطار الجهود العربية والمصرية للتأكيد على أمن دول التعاون الخليجي.

وأضاف هريدي أن الرئيس الإيراني السابق كان زار مصر العام الماضي لحضور مؤتمر دولي، فضلاً أن كل تصريحات الرئيس الجديد روحاني تشير إلى أنه يريد أن تصل العلاقات الإيرانية - العربية إلى مرحلة من الهدوء والتفاهم بعيداً عن المواجهات التي اتسمت بها فترة حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد.

حضور إيراني في تنصيب السيسي بداية جيدة

ويرى متابعون إيرانيون أنه على الرغم من عدم قدرة الرئيس الإيراني حسن روحاني على الحضور في مراسم تنصيب السيسي بسبب انشغاله بزيارات خارجية ومن المقرر أن يصل تركيا الاثنين، فإن حضور مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، يشير إلى احتمالين، الأول هو قبول إيران ضمنياً بتطوير العلاقات مع مصر السيسي ولكن بشكل مرحلي، فعبد اللهيان كان له دور في تهيئة الأجواء للانفتاح الخليجي الإيراني، وزياراته المتعددة إلى الإمارات والكويت وعُمان في الشهور الماضية كانت بمثابة توطئة لزيارات متبادلة على مختلف المستويات والمجالات بين هذه الدول وإيران.

أما الاحتمال الثاني فهو أن إيران ترى أن مسألة تطور العلاقات مع مصر تحتاج لأكثر من مجرد دعوة لحفل تنصيب الرئيس المصري، وأن هناك أمور أخرى يجب توافرها قبل أن يكون هناك زيارات رسمية على مستوى الرؤساء بين البلدين، أقلها وجود تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء، وهذا على المستوى الإجرائي..

أما على المستوى السياسي فعلى الرغم من توفر مناخ يسمح بتحسين العلاقات إلا أنه من الواضح لا يوجد إرادة سياسية تريد أن يدخل هذا طور التنفيذ في المنظور القريب على الأقل.

التمثيل الإيراني المنخفض بسبب مستوى العلاقات

من جهته، فسر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران أمير الموسوي، أن تمثيل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان لطهران في مراسم أداء السيسي لليمين الدستورية، يرجع إلى عدة أسباب، من بينها انخفاض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.

وقال الموسوي في تصريح له إن الدعوة المصرية لروحاني وصلت متأخرة بسبب جدول أعماله، مبيناً أن عدم حضور وزير الخارجية محمد جواد ظريف بسبب تواجده في فينا لإنطلاق جولة جديد من المباحثات النووية مع الغرب.

وفي سياق متصل، علّق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، على مسار العلاقات بين القاهرة وطهران مع وصول السيسي لسدة الرئاسة، مبدياً استعداده إيران للتعاون ودعم الحكومة المصرية الجديدة.

واعتبر بروجردي في تصريح متلفز، مصر بأنها واحدة من الدول العربية المهمة، وقال إنه لمن الطبيعي في عالم السياسة أن تقوم العلاقات الثنائية على أساس المصالحة الوطنية والاحترام المتبادل.

وحول العلاقات بين إيران ومصر، قال بروجردي: "إننا نعتبر مصر بلداً مهماً وصاحبة حضارة ترقى إلى الآف السنين ومن أهم الدول العربية وإن نظرتنا هذه إزاء مصر هي نفسها أبان عهد مبارك ومرسي وإنها باقية في الظروف الراهنة أيضاً".

وأكد بروجردي انه عندما نلمس خطوة من الطرف المقابل فمن المتيقن أن طهران سترد بخطوة أكبر والوقت لم يفت بعد وأننا نؤمن بالتعاون مع مصر لأن هذا البلد يملك شعباً كبيراً وتراثاً ثقافياً عملاقاً وقد لعب دوراً في ماضي العالم الإسلامي والعربي وينيغي أن يعود إلى عظمته وماضية السابق ونحن بدورنا مستعدون للتعاون والدعم، وعلينا ان ننتظر ونرى كيف هي سياسية القاهرة وماهي مواقفها.


الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com