وثائق "بن لادن" تكشف: إدارة أوباما تستّرت على علاقة إيران وتنظيم القاعدة
وثائق "بن لادن" تكشف: إدارة أوباما تستّرت على علاقة إيران وتنظيم القاعدةوثائق "بن لادن" تكشف: إدارة أوباما تستّرت على علاقة إيران وتنظيم القاعدة

وثائق "بن لادن" تكشف: إدارة أوباما تستّرت على علاقة إيران وتنظيم القاعدة

كشفت وثائق "أبوت آباد" التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية ("سي أي إيه")، الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تتستّر على علاقة تنظيم القاعدة وإيران وفقًا لوكالة بلومبيرغ الأمريكية.

فخلال عهد أوباما أفرجت "سي أي إيه" فقط عن الوثائق التي تظهر التنافس والعدائية بين إيران والقاعدة، بينما أبقت جميع الوثائق التي تكشف عن تعاونهما سرية.

ويرى الكاتب الأمركي ستيفن هايز أن هدف إدارة أوباما من التكتم على الوثائق كان المحافظة على الكذبة بأن تنظيم القاعدة هُزم بعد مقتل بن لادن، وهكذا تمهّد الطريق أمام نجاح أوباما في الانتخابات عام 2012.

ويرصد الكاذب بداية ما وصفه بكذب إدارة أوباما من خلال الإشارة إلى اليوم الذي سبق رحيل أوباما عن البيت الأبيض، حيث أصدر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر  بعد حصوله على المنصب تصريحاً صحفياً يدعي بأن الإدارة قد رفعت السرية عن عدد كافٍ من الوثائق التي تم الحصول عليها من المداهمة من أجل "طي هذه الصفحة" فيما يخص ابن لادن. وكان التصريح الصحفي بعنوان "طي صفحة ابن لادن: المجتمع الاستخباراتي يفصح عن وثائق ابوت أباد الأخيرة".

وكتب هايز تعليقاً على ذلك: "لم قد يعتقد مدير المخابرات الوطنية بأنه قد ينجو بكذبة من هذا الحجم الكبير؟... في هذا السياق، فإن رهان مدير المخابرات الوطنية لم يكن جنونياً. لا أحد خارج مجموعة صغيرة من الباحثين في الإرهاب ومحترفي أمور الاستخبارات قد أعطى الانتباه الكافي لمصير وثائق بن لادن. الاحتمال الأكبر أن هذه الادعاءات من إدارة المخابرات الوطنية سوف لن تلقى تمحيصاً أكبر في خضم الفوضى المؤقتة التي تصاحب تغيّر الرئاسة في البلاد".

ويكمل: "في ربيع عام 2012، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية من نهايتها وبوقت قصير قبل أول ذكرى سنوية للمداهمة الناجحة على المجمع السكني لابن لادن، قام مجلس الأمن القومي لأوباما بتسليم 17 وثيقة اختيرت باليد ليتم اعطاءها لمركز مكافحة الإرهاب وتتم مشاركتها مع الصحفيين المؤيدين لأوباما. وكانت النتيجة هي الوحيدة الممكنة في ضوء ما سبق: في وقت موته، كان أسامة بن لادن يائساً ومعزولاً، قائد ضعيف نسبياً لمنظمة قاربت على نهايتها. وفي صيف وخريف عام 2012، استخدم أوباما هذه العبارات على أنه المنطق الأساسي للأمن القومي لإعادة انتخابه: القاعدة باتت "تهرب باستمرار" أو أنها "تهالكت" أو أنها "على طريق الهزيمة".

وبعد انتخابه استمرت إدارة أوباما في التستر على الوثائق لإنجاح الاتفاق النووي مع إيران.

ويضيف الكاتب: "كشف الحقيقة للشعب الأمريكي عن علاقة العمل المتقاربة بين أسامة بن لادن والحكومة الإيرانية قد يعمل على تقويض هذا السعي الدبلوماسي من أساسه، حيث لو كشفت الوثائق حينها ستناقض الادعاءات الفخورة لأوباما عام 2012 بأن القاعدة كانت "هاربة". لذا، مع تعاون حماسي من بعض أفراد المجتمع الاستخباراتي عمل أوباما على إحكام القفل على وثائق ابن لادن وكسب المزيد من الوقت وقد نجح في ذلك.

الوثائق الجديدة 

بيد أن الوثائق المنشورة حديثاً تروي قصة مختلفة وشائكة أكثر، حيث يشير ثوماس جوسيلين وبيل روجيو وهما مؤسسا ومحررّا صحيفة "لونغ وور جورنال" اللذان اطلعا مبكراً على الوثائق الأخيرة المنشورة حول أسامة بن لادن، إلى أن المعلومات الأخيرة تُظهر منافسيْن حذريْن مستعديْن للتعاون ضد أمريكا.

وقاما بالتركيز على وثيقة مؤلفة من 19 صفحة من أحد كبار مسؤولي تنظيم القاعدة تُظهر التاريخ المبكر للعلاقة التي بدأت بين التنظيم وإيران في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بشروط ودية.

وتكشف الوثيقة أن "إيران منحت بعض  الإخوة السعوديين في تنظيم القاعدة كل ما يحتاجونه بما في ذلك المال، والأسلحة، والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج. كما سهّلت المخابرات الإيرانية سفر بعض العناصر بمنحهم تأشيرات بينما كانت تؤوي الآخرين".

ملاذ آمن في إيران.

وتشير الوثيقة المكونة من 19 صفحة أن عنصراً من تنظيم القاعدة اسمه "أبو حفص الموريتاني" أجرى مفاوضات لضمان حصول بعض عناصر تنظيم القاعدة على ملاذ آمن في إيران بعد سقوط حركة طالبان العام 2001 بأفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهربت معظم قيادات تنظيم القاعدة إلى باكستان، بينما توجّهت أسرة بن لادن وزوجات ممثليه وأبناؤهم إلى إيران.

وكانت الصفقة تطلب من ضيوف إيران من تنظيم القاعدة الحفاظ على ظهور قليل، بيد أنهم ووفقاً للوثيقة لم يلتزموا بجزء من الصفقة، اعتماداً على ترجمة تقريبية للوثيقة، حيث أن "عناصر تنظيم القاعدة بدأوا باستخدام الهواتف النقالة التي حظرها النظام الإيراني في الأراضي التي كان باستطاعة الولايات المتحدة اكتشاف استخدامهم لها".

وذكرت الوثيقة المكونة من 19 صفحة: "بدأوا بشراء السيارات والتحرك كيفما يشاءون والتجمع بالناس، وبناء علاقات مع السُّنة في المدينة وغيرها من الأماكن".

وقال جوسيلين لوكالة "بلومبيرغ": إن "صحيفته التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ستقوم بتمشيط آلاف الوثائق الجديدة وترجمتها. كما أشار إلى أنه سيبدأ بالبحث أكثر عن العلاقة بين إيران وتنظيم القاعدة بالإضافة إلى المعلومات التي تمنح نظرة أكثر دقة حول طبيعة علاقة القاعدة مع باكستان ودور بن لادن في العمليات التي كانت تقام على أساس يومي وتاريخ شبكته الإرهابية.

لكن في الوقت الحالي يعد إطلاق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للوثائق انتصاراً لأي شخص كان يشعر بالإحباط نتيجةً لبطء وتيرة إزالة السرية عن الوثائق في ظل إدارة أوباما.

الضغط لرفع السرية.

وأشار مسؤولون حاليون وسابقون في إدارة ترامب إلى أن إزالة السرية عن الوثائق كانت من أولويات فريق الرئيس الجديد.

وقام عزرا كوهين واتنيك، المدير البارز للاستخبارات في مجلس الأمن القومي بالضغط على وكالة الاستخبارات المركزية "السي آي إيه" ومكتب مدير المخابرات الوطنية من أجل رفع السرية عن وثائق بن لادن.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين الحاليين والسابقين، واجه "وتنيك" مقاومة نظراً لأن الترجمة والتحقق من الوثائق وتقديم التحليلات الرسمية من شأنه أن يستنزف الموارد عن الأولويات العليا.

وفي النهاية، أطلقت "السي آي إيه" أغلب الوثائق يوم الأربعاء، دون ترجمات أو تحاليل في ملفات مضغوطة يصعب تحميلها.

وخلال الأيام والأسابيع المقبلة، سيكون بمقدور المحللين والخبراء الخارجيين أن يروا بأنفسهم مدى تعاون إيران مع تنظيم القاعدة، وما يظهر بالفعل هو علاقة أكثر تعقيداً مما يحرص الجانبان على الاعتراف به.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com