مصادر: الكويت تخفق بالتوسط بين طهران والخليج
مصادر: الكويت تخفق بالتوسط بين طهران والخليجمصادر: الكويت تخفق بالتوسط بين طهران والخليج

مصادر: الكويت تخفق بالتوسط بين طهران والخليج

تشير المعطيات في الساحة السياسية الإيرانية إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمير دولة الكويت إلى طهران الأحد الماضي، لم تفلح في تمهيد الطريق للبدء بوساطة بين إيران والسعودية لإنهاء الخلافات بين البلدين نتيجة الأوضاع التي تعيشها المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية.

وتشير مصادر مطلعة على مباحثات أمير الكويت مع المسؤولين الإيرانيين إلى أن رجال طهران أبدوا لأمير الكويت تشدداً في الموقف تجاه السعودية، وتجاه إمكانية عقد لقاء معها، وركزوا خلال بحث الشيخ صباح الاحمد معهم مسألة العلاقات السعودية الايرانية على مسألة "التدخل السعودي في دعم حركات التطرف الاسلامي الارهابية التي تقاتل في سوريا".

وفسرت المصادر إلى أن ما نقتله وسائل الإعلام من تصريح للمرشد الإيراني علي خامنئي يشير إلى السعودية عندما أكد خلال لقائه بأمير الكويت الاثنين على "أن دول المنطقة ستدفع «ثمنا باهظا» لدعمها الجهاديين الذين يقاتلون النظام السوري".

وقال خامنئي "للأسف ان بعض دول المنطقة لم تلتفت إلی الخطر الذي قد تشكله تلك التیارات التكفیریة علیها في المستقبل وما زالت تقدم الدعم لها".

وفي السياق ذاته، يلمح المسؤولون في الكويت إلى فشل وساطة الأمير بين طهران والرياض.

وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الاحمد الصباح، في مؤتمره الصحافي الذي اعقب الاجتماع الخليجي لم يعط اجوبة شافية على موضوع الازمة في العلاقات السعودية الايرانية وما فعلته زيارة أميره لطهران في هذا الصدد سوى قوله "إنه تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات بين الكويت وطهران لتحقيق علاقات إيرانية خليجية لصالح المنطقة".

وعن وجود ضغوط اميركية لدفع دول مجلس التعاون لعملية تقارب مع ايران، اوضح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ان الرئيس الايراني حسن روحاني أرسل اشارات إيجابية في حال انتخابه بتطلعه الى التعاون مع دول الجوار، وبشكل خاص السعودية، كما كانت هناك إشارات ايجابية من المملكة تجاه إيران بأن من يريد التعاون وفق أسس وأصول قانونية فهو على الرحب والسعة.

وأشار الشيخ صباح الخالد في هذا السياق إلى أن هناك علاقات دبلوماسية بين المملكة وإيران، كما هي الحال مع غيرها من دول الخليج.

طهران: نتواصل مع الرياض ولا حاجة للوساطة

عدم نجاح الوساطة وتشدد الموقف الإيراني تجاه السعودية، أشارت إليه المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، وقالت في مؤتمرها الصحفي مساء أمس الثلاثاء "لم يطرح موضوع الوساطة، إلا أن الاتصالات بين إيران والسعودية التي لهما علاقات عريقة لا تزال متواصلة".

واعتبرت المسؤولة الإيرانية الزيارة الأخيرة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لطهران بأنها كانت ناجحة، مؤكدة أن الهدف منها كان إجراء مشاورات رفيعة المستوی في اطار العلاقات الثنائية والقضایا الاقلیمیة والدولیة وفي إطار أولويات السياسة الخارجية لحكومة التدبر والأمل والمبنية علی تنمية العلاقات مع دول الجوار ورفع مستوی التعاون وبناء الثقة المتبادلة .

وكان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف قال الأحد الماضي إنه لا يستطيع تلبية دعوة لزيارة السعودية للمشاركة في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي والمقرر عقده في 16 يونيو الجاري لأن موعدها المقترح يتزامن مع المفاوضات النووية المزمعة بين إيران والقوى العالمية الست.

وفي العاشر من أيار/مايو قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن الرياض وجهت الدعوة لظريف في إشارة إلى إمكانية دفء العلاقات بين القوتين الاقليميتين المتنافستين اللتين يبدو صراعهما على النفوذ جليا في عدة صراعات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

إيران: الحل مع السعودية لا يأتي عبر الوساطة

وتشير مصادر إيرانية مراقبة لزيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، أن الأخير أطلع على رسالة إيرانية مضمونها أن "حل المسائل العالقة بالمنطقة سواء كانت في سورية والعراق ولبنان لا تتم إلا عبر اجتماع بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين".

وترهن المصادر إلى أنه في حال حدث هذا اللقاء بين طهران والرياض فإن سيحصل تغيير لمجرى الأوضاع المتوترة في سورية، لافتة إلى أن إيران طلبت من الضيف الكويتي أن يبلغ السعوديين على ضرورة وقف دعم المسلحين والإنضمام للمحور الذي يؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية.

وتؤكد المصادر الإيرانية أن إعلان الكويت استعدادها للقيام بدور الوساطة بين طهران والرياض، لا يعني إبعاد الدور الكبير لسلطنة عمان التي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين إيران والغرب خصوصا فيما يتعلق بالبرنامج النووي.

وفي سياق متصل، يقول تقرير نشره الموقع الإيراني "ديبلوماسي" الذي يعنى بنشر التحليلات، إلى أن "موافقة السعودية على الوساطة الكويتية مع إيران، يأتي لإبعاد دور سلطنة عمان التي قادمت التقارب الإيراني الغربي"، مضيفاً أن السعودية تبدي تخوفها من الدور العماني بسبب الخلافات بينهما خصوصا أن مسقط ترفض إصرار السعودية على الإتحاد الخليجي.

ترطيب الأجواء الإيرانية الخليجية

من جهته، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية الايراني أمير الموسوي، أن زيارة أمير دولة الكويت إلى طهران لها أهداف متعددة، من بينها "إعادة العلاقات بين طهران وبعض الدول الخليج"، مشيراً إلى أن "الكويت هي من تتولى الآن رئاسة الجامعة العربية الدورية وبإمكانها القيام بترطيب الأجواء بين طهران والخليج وخصوصا السعودية".

وأوضح أمير الموسوي في حوار مع موقع "فرارو" التابعة للمحافظين، أنه لا يوجد بين طهران ودول الخليج أي قضية متوترة للغاية بإستثناء السعودية، كاشفاً عن أن دعوة وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الشهر الماضي لزيارة الرياض يأتي ضمن جهود أمير الكويت وسلطان قابوس".

وقال "نتوقع أن يقوم ظريف بزيارة الرياض بعد انتهاء المفاوضات النووية المقبلة يعقبه زيارة مسؤول سعودي رفيع المستوى لطهران".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com