رغم تحذير ترامب.. الحرس الثوري الإيراني يستمر في استعراض "عضلاته"
رغم تحذير ترامب.. الحرس الثوري الإيراني يستمر في استعراض "عضلاته"رغم تحذير ترامب.. الحرس الثوري الإيراني يستمر في استعراض "عضلاته"

رغم تحذير ترامب.. الحرس الثوري الإيراني يستمر في استعراض "عضلاته"

بعد أسبوع من إلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابًا ناريًا بشأن الحرس الثوري الإيراني، لم تبد أكبر قوة عسكرية واقتصادية في إيران أي نية للحد من أنشطته بالشرق الأوسط.

وفي تحد لقوى عالمية أخرى، قرر ترامب في خطاب يوم الجمعة الماضي، عدم الشهادة بالتزام إيران بالاتفاق الذي يفرض عليها الحد من أنشطة برنامجها النووي وخص بالذكر الحرس الثوري متهما طهران بزعزعة استقرار المنطقة.

وقال قائد كبير بالحرس الثوري بعد تصريحات ترامب، إن الرئيس الأمريكي "يتصرف بجنون" وإنه يتبع إستراتيجية إثارة "شبح الحرب في المنطقة".

وحققت فصائل شيعية موالية لإيران مكاسب عسكرية كبيرة في سوريا والعراق خلال الشهور الأخيرة، امتدت من شمال العراق إلى سلسلة مدن صغيرة، واستعادت هذا الأسبوع بعد خطاب ترامب مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط.

وقال مدير برنامج الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد عباس ميلاني، إن "من الواضح أن ترامب زاد قوة وعدائية الحرس الثوري الإيراني على الأمد القصير".

وأوضح أنه "لا يمكن للحرس الثوري الإيراني أن ينسحب من حرب شوارع.. التقدير الذي يحظى به محليا وإقليميا يستند إلى أنه يخوض معاركه ببراعة ولا ينسحب".

وبعد يوم من خطاب ترامب، سافر قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الميجر جنرال قاسم سليماني إلى منطقة كردستان العراق، حيث أجرى محادثات بشأن الأزمة المتصاعدة بين السلطات الكردية والحكومة العراقية بعد استفتاء الأكراد على الاستقلال.

وقالت آلاء الطالباني قريبة الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني في تصريح لتلفزيون الحدث، "إن سليماني التقى بأفراد من عائلتها يوم السبت".

وأوضحت أنه جاء للعزاء في الطالباني الرئيس السابق للعراق ومؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي توفي هذا الشهر.

وقال مسؤولون عراقيون وأكراد آخرون، "إن سليماني عقد اجتماعات مع زعماء أكراد لإقناعهم بالانسحاب من كركوك قبل دخول الجيش العراقي المدينة".

وقالت آلاء إنها لا تنكر أن سليماني خلال زيارته نصح بالتوصل إلى حل لمشكلة كركوك، مضيفة أنه ذكر أنه يجب العودة إلى القانون والدستور العراقيين والتوصل إلى اتفاق بشأن كركوك والتخلي عن العناد فيما يتعلق بالاستفتاء على الاستقلال.

هجوم خاطف

في غضون أيام شنت فصائل شيعية عراقية تدعمها طهران هجوما خاطفا وأجبرت المقاتلين الأكراد على الانسحاب من المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك مما يعزز وضع إيران في العراق.

واتهم قادة قوات البشمركة الكردية إيران بتنسيق تقدم قوات الحكومة المركزية العراقية في مناطق تحت سيطرة البشمركة وهو اتهام نفاه مسؤولون إيرانيون.

ونشرت قناة رووداو الكردية مقطع فيديو على الإنترنت أظهر مسلحا شيعيا مواليا لإيران يعلق صورة للزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي في مقر محافظة كركوك.

ولدى إيران التي تعيش بها أقلية كردية كبيرة العدد دواع للقلق بشأن مساعي أكراد العراق للاستقلال. فهي تخشى أن يشجع الاستقلال أكراد إيران الذين سعوا أيضا للانفصال.

وبعد الاستفتاء على الاستقلال في 25 من شهر أيلول / سبتمبر الماضي، أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت مئات يحتفلون في الشوارع بالمناطق التي يغلب على سكانها الأكراد في إيران

لاعب على الخط الأمامي

ويقول محللون بالمنطقة إن ظهور إيران في العراق وسوريا وكردستان ولبنان حيث تمارس نفوذا من خلال حليفتها جماعة حزب الله الشيعية يعني أن طهران أصبحت لاعبا على الخط الأمامي في المنطقة وهو أمر لا يمكن أن تتجاهله واشنطن.

وقال خامنئي إنه "يجب ألا تلهينا حماقة ترامب عن خداع أمريكا.. إذا قطعت الولايات المتحدة الاتفاق فنحن سنمزقه.. الأمريكيون غاضبون لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من إحباط مخططاتهم في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة".

وبعد خطاب ترامب قال قائد القوات الجوفضائية بالحرس الثوري أمير علي حاجي زادة، "منذ بداية الثورة الإسلامية.. (الرؤساء) زادوا من شبح الحرب في المنطقة.. إخوتي وأخواتي الأعزاء.. اليوم ترامب يتصرف بجنون للحصول على تنازلات بتلك الطريقة".

ومن المحتمل أن يضع تصاعد التوتر الدولتين على مسار تصادمي في الخليج حيث تم تجنب الاشتباكات بالكاد في الأشهر القليلة الماضية.

وانحرفت قوارب صغيرة من القوات البحرية التابعة للحرس الثوري لتمر قرب قطع بحرية أمريكية في الخليج مرتين على الأقل هذا العام مما دفع الجيش الأمريكي لإطلاق أعيرة تحذيرية وطلقات مضيئة.

وقال مسؤول أمريكي في شهر آب / أغسطس الماضي، إن طائرة إيرانية غير مسلحة دون طيار اقتربت إلى أن وصلت إلى مسافة 31 مترًا من طائرة تابعة للبحرية الأمريكية مما هدد بوقوع حادث تصادم.

ووقعت بعض المواجهات البحرية في الآونة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة قرب مضيق هرمز الذي يمر عبره ما يصل إلى 30 بالمئة من صادرات النفط العالمية سنويا.

وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية في شهر أيلول / سبتمبر الماضي تعهد ترامب بأن أي سفينة إيرانية تتعرض للبحرية الأمريكية في الخليج "ستدمر".

منطقة اضطرابات محتملة

ويمكن للحرس الثوري الإيراني أن يستهدف القوات الأمريكية في العراق وسوريا من خلال عشرات الآلاف من المسلحين الشيعة الموالين له دون أن يعترف بشكل مباشر بلعب دور في الهجمات.

وقال علي ألفونه وهو كبير باحثين في المجلس الأطلسي والذي أجرى أبحاثا كثيرة عن الحرس الثوري "يمكن للحرس الثوري أن يدّعي الجهل بهجمات للفصائل الشيعية على الجيش الأمريكي".

وقال الجيش الأمريكي، في أوائل شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري، إن جنديًا أمريكيًا قتل في العراق في انفجار عبوة ناسفة خارقة وهي نوع من القنابل التي تزرع على الطريق، وعادة ما يستخدمها المسلحون الشيعة الموالون لإيران في العراق.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الكولونيل ريان ديلون، "تلك هي المرة الأولى التي نشهد استخدامها في هذه المنطقة" وأضاف أن الجيش الأمريكي لم يتمكن بعد من تحديد الجهة التي نفذت الهجوم.

ويقول الجيش الأمريكي إن العشرات من جنوده في العراق قتلوا أو أصيبوا بذات العبوات التي تستخدمها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران وذلك منذُ غزو العراق في عام 2003.

وقال ديلون لدى سؤاله عن التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة الشيعية الموالية لإيران في العراق وسوريا خاصة بعد خطاب ترامب إننا "نقيّم على الدوام الأخطار بغض النظر عن مصدرها.. وخلال إعلانات بعينها أو تواريخ محددة أو عندما تقع أحداث معينة نقوم بالتعديلات المناسبة".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com