بعد هزيمة داعش في معاقله.. ترامب لا يستطيع تصحيح "غلطة" الانتشار الأمريكي بالمنطقة
بعد هزيمة داعش في معاقله.. ترامب لا يستطيع تصحيح "غلطة" الانتشار الأمريكي بالمنطقةبعد هزيمة داعش في معاقله.. ترامب لا يستطيع تصحيح "غلطة" الانتشار الأمريكي بالمنطقة

بعد هزيمة داعش في معاقله.. ترامب لا يستطيع تصحيح "غلطة" الانتشار الأمريكي بالمنطقة

اعتبرت تقارير إعلامية أمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستطيع أن يقف الآن ويبلغ الأمريكيين بأنه حقق ما كان وعدهم به وهو هزيمة داعش، لكن لا يبدو أنه يمتلك تصوراً أو برنامجاً متكاملاً لما بعد داعش ليبلغ الأمريكان به، وليبلغ حلفاءه وأعداءه في الشرق الأوسط به.

وتقول التقارير، إن ما أسفرت عنه هزيمة داعش  في معقليها، الموصل والرقة، غيّر الكثير مما كان يخطط له الرئيس الأمريكي في بداية إقامته بالبيت الأبيض، عندما طلب من كبار مستشاريه العسكريين أن يُخرجوا داعش من مقراتها الرئيسية، وهو يعرف ويقّر بأن المرحلة اللاحقة  لذلك ستشهد انتشاراً للإرهاب في دول المنطقة، لكن بتشكيلات وآليات مختلفة يترك التعامل معها للأنظمة الإقليمية.

وكانت تقديرات ترامب أنه سيهزم مقرات داعش ويترك الباقي لدول المنطقة  في حرب العصابات التي قد تطول.

غلطة أكبر

التزم الرئيس الأمريكي يوم الجمعة الماضي، وهو يعرض موضوع كركوك، بموقف الحياد بين بغداد وآربيل، ولم ينس أن يكرر قناعاته القديمة بأن "الدخول والانتشار الأمريكي في العراق كان غلطة".

فهل سيكون تصحيحه لتلك الغلطة، بالانسحاب من العراق عندما تستكمل قوات التحالف ومعها العراقية، عملية تحرير الأنبار والحدود مع سوريا من الجيوب الداعشية؟

وكانت مجلة "ناشنال ريفيو" الأمريكية، واضحة تماماً بعد استكمال تحرير الرقة وقبلها الموصل، بالقول إنه "إذا كان الدخول الأمريكي للعراق غلطة، فإن الانسحاب منه ومن سوريا هو غلطة أكبر".

ومثلها مثل صحيفة نيويورك تايمز، في تقييمهما للخطوة التالية التي يفترض أن يقوم بها ترامب، كانت قناعتهما بأن هزيمة داعش في شمالي سوريا والعراق، ترافقت مع معطيات جديدة تجعل الرئيس الأمريكي غير قادر أن يحتفل بالنصر احتفالاً متكاملاً يعرض فيه مافعله وما سيفعله.

حروب أممية بالأصالة وبالوكالة

هزيمة داعش شمال العراق أعقبتها هزيمة مشروع الزعيم الكردي مسعود البرازاني في الانفصال عن الحكومة المركزية. وهو وإن كانت هناك أصوات كردية تتهم واشنطن بخذلان "حلفائهم الأكراد"، إلا أن الموضوع الأكثر إلحاحاً والأشد وطأة على إدارة ترامب هو تنامي النفوذ الإيراني في العراق.

فقد التزم الرئيس الأمريكي قبل أيام، بمواجهة التمدد الإيراني في العراق وسوريا واليمن بما يكفي لردع طهران وحلفائها. وهو التزام ليس واضحاً كيف سينفذه ترامب بعد أن توغلت إيران في ثنايا الشبكات المحلية والدولية التي تدير مرحلة ما بعد داعش، أو بالأحرى مرحلة ما بعد خروج داعش من الموصل والرقة.

وتشير التقارير، إلى "منطقة الهلال الخصيب" ( كما كانت تسمى) تشهد الآن  حروبا بالأصالة وبالوكالة  تحتشد فيها روسيا وتركيا وإيران، وعلى نحو لا يسمح لترامب برفاهية القول إنه سيصحح غلطة الدخول الأمريكي للمنطقة، بالانسحاب منها بعد الآن.

ملف مستقبل الأكراد

وفي قراءتها لبرنامج الرئيس الأمريكي ما بعد طرد داعش من الرقة والشمال العراقي، رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن معضلة ترامب، بعد الآن، ستكون مع ملف "مستقبل الأكراد" الذين حاربوا معه هنا وهناك، واكتشفوا أن الوعود السرية التي قيل إنها أعطيت لهم، لم تُنفّذ. هذا فضلاً عن أزمة  بالثقل بنفسه ستواجهها إدارة ترامب، وهي تشهد الآن التداعيات السياسية والاجتماعية لهزيمة الجولة الأخيرة من جولات حلم الاستقلال الكردي في شمال العراق المتصل بشمالي سوريا.

الحرب العراقية الثالثة لم تنتهِ بعد

وبدورها، صحيفة ناشنال ريفيو كررت مرتين تقديراتها بأن الرئيس الأمريكي لن يستطيع أن يسحب قواته من العراق وسوريا بعد "انتصاره على مقرات داعش"، لأن عواقب الانسحاب الأمريكي ستكون أصعب وأسوأ مما ترتب على دخولها في "الحرب العراقية الثالثة التي لم تنته بعد"، بحسب قولها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com