حرب غزة تلقي بظلالها على الجبهة الروسية الأوكرانية
بينما ينشغل العالم في الصراع بالشرق الأوسط، يشهد الصراع في قلب أوروبا بعض التطورات عسكريًّا، إذ شهدت بعض المناطق التي تدور فيها الحرب الروسية الأوكرانية تحولًا كبيرًا تلخَّص بتغير حالة القوات الروسية من الدفاع إلى الهجوم باعتراف طرفي النزاع.
فقد تمكن الجيش الروسي من اختراق السكة الحديدية في منطقة أفدييفكا جنوب باخموت وسيطر على الضواحي القريبة من مصنع للفحم بالمنطقة، فيما تواصل القوات الروسية هجماتها بهدف الوصول إلى أطراف المدينة.
وتفيد المعلومات التي نشرها الموقع العسكري الروسي"فايينا خرانيكا"(وقائع عسكرية)، بأن الضغط المتزامن من جهات مختلفة يجبر القوات الأوكرانية على تبديل عناصرها باستمرار وهو ما ينذر بالتراجع القريب بحسب الموقع.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية تواصل محاولاتها لاستعادة السيطرة على أفدييفكا جنوب باخموت، والتي استعادتها كييف في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
فيما كتب الجنرال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية على قناته على تطبيق "تلغرام" "في منطقة باخموت عزز العدو تجمعاته بشكل كبير وتحول من الدفاع إلى العمليات النشطة".
لا تقدم ولا تراجع
بعيدًا عن أفدييفكا التي شهدت اختراقًا في مجريات المعارك، ما زالت الجبهات الأخرى مكانك راوح، إذ تشهد فتورًا عسكريًّا، إذ تستمر كييف بشن هجماتها المختلفة فتقابلها موسكو بصدّها، دون أن تحقق هي الأخرى أي تقدم يذكر على الأرض.
وتتواصل معارك الاستنزاف هذه بحصد المزيد من أرواح العسكريين، ورغم أن أعداد القتلى في صفوف القوات تعتبر سرًّا من أسرار الدولة في كل من روسيا وأوكرانيا، فإن وسائل إعلام مختلفة منها صحيفة "نيويورك تايمز" قدرت حجم خسائر الطرفين قبل شهرين تقريبًا، بأنه وصل إلى نصف مليون بين قتيل وجريح.
وفي ظل هذا الجمود الميداني تُواصل روسيا وأوكرانيا زيادة التحشيدات العسكرية، وتستمر جاهدة في ضغطها على الجبهات المختلفة، على أمل حصول أي اخترق يذكر في المعادلة، بحسب العديد من المراقبين العسكريين.
هذا الواقع دفع حليف روسيا ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا إلى القول قبل أيام، بأن الطريق بات مسدودًا على الجبهة "ولا يستطيع أي طرف أن يقوم بتعزيز موقفه أو يطوّره بشكل كبير" على حد قوله، داعيًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.