الأمم المتحدة تطلب تحقيقا مستقلا حول ضربة إسرائيلية قتلت 22 شمالي لبنان
رغم تشكيل حكومة اليميني ميشيل بارنييه في الموعد المحدد، إلا أن هناك خلافات عميقة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزرائه الجديد ظهرت مبكرًا، بعدما أبدى ماكرون عدم رضاه، عن الاختيارات، رغم ما أظهره من ترحيب بوزراء بارنييه الجدد، وفق خبراء سياسيين ومحللين فرنسيين.
واستقبل إيمانويل ماكرون، بحفاوة ودعم، الأعضاء الجدد في الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأول لهم يوم الاثنين 23 سبتمبر/ أيلول. ووعد الرئيس بمساعدتهم على "النجاح" في "مرحلة جديدة تفتح أمام البلاد".
وبينما بدا أن الرئيس ورئيس وزرائه الجديد على توافق، تشير التقارير إلى أن ماكرون كان له رأي آخر في الكواليس.
وفي هذا الصدد، قال الباحث السياسي الفرنسي، في المعهد الفرنسي للدراسات السياسية جان بيير دوفال لـ"إرم نيوز"، إن هناك استياء متبادلًا بين ماكرون ورئيس وزرائه، فكلاهما غير راضٍ عن سياسة الآخر.
وأضاف دوفال أن الخلافات تُجسد بين ماكرون وبارنييه أزمة عميقة في السياسة الفرنسية، تعكس صراعاً على الهوية السياسية للرئاسة والحكومة، موضحاً أن هذا التوتر ليس مجرد خلاف بين شخصين، بل هو تعبير عن اختلافات جوهرية في الرؤى والأهداف.
وبينما رحب ماكرون بتعيينات بارنييه، لكنه خلف الكواليس قال لبعض المحيطين به: "ليست حكومتي"، مضيفًا: "لقد منحت بارنييه حرية كاملة في الاختيار، ولم أختر وزراء من دائرتي".
وأوضح دوفال أن "ماكرون يجد حكومته الجديدة "تميل إلى اليمين" وقد استقبلها "ببرود"، فيما اعترف أحد المقربين من ماكرون بأنه يشعر بأنه "في أرض غير معروفة" مع هذه التشكيلة.
ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي، فإنه من جانب رئيس الوزراء الجديد، يبدو أن التنسيق مع ماكرون أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.
وأضاف دوفال أن ماكرون قد اعترض على قائمة الأسماء التي قدمها بارنييه، حيث رفض العديد؛ ليعلق أحد أعضاء حزب الجمهوريين على هذا الوضع بالقول: "كانت المقابلة بين بارنييه وماكرون سيئة للغاية".
وتابع أن ماكرون قال له: "هذه القائمة لا تعكس رؤيتي لحكومة وطنية موحدة"؛ ما أثار استياء بارنييه من سلوك ماكرون والضغوط التي يمارسها بعض الوزراء.
ومن جهته، قال المحلل السياسي الفرنسي، في مركز الدراسات السياسية في باريس سيلفان مارتان لـ"إرم نيوز" إن تصرفات بارنييه الحالية، مثل إلغاء المواعيد، هي رسالة إلى الإليزيه: "إذا استمررتم في مضايقتي، سأترككم مع مشاكلكم!"؛ ما يعكس أن بداية هذه الحكومة مشحونة بالتوتر.
وأضاف مارتان أنه مع بداية هذا التوتر، فإن تلك الأزمة تطرح تساؤلات عن قدرة الحكومة الجديدة على العمل بانسجام، موضحًا أنه مع وجود رؤى مختلفة بين الرئيس ورئيس الوزراء، "يبدو أن التحديات المقبلة ستكون معقدة".
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستكون محورية في تحديد ما إذا كان ماكرون وبارنييه قادرين على التغلب على هذه العقبات والعمل نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
ورأى أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى ضعف القدرة التفاوضية للحكومة؛ ما يؤثر على استقرارها، مضيفاً أنه إذا استمرت التوترات، فإن ذلك قد يتسبب في انقسامات داخل الحكومة، ويؤدي إلى عدم تنسيق السياسات، وستكون له عواقب وخيمة على مستوى اتخاذ القرارات.
ودعا مارتان إلى الحوار بين الطرفين، مؤكدًا أنه على ماكرون وبارنييه إيجاد نقاط مشتركة للتركيز على القضايا الملحة التي تواجه البلاد، مثل الاقتصاد والأمن والهجرة. كما دعا أيضاً إلى بناء الثقة المتبادلة التي عدّ أنها ستكون خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار.
وقال، إنه "إذا لم تُعالج الخلافات بين ماكرون وبارنييه بشكل فعّال، فإنها قد تهدد وجود الحكومة ككل"، موضحاً أن الأمر يتطلب رؤية استراتيجية وتعاوناً أكبر بين الأطراف المعنية لضمان عدم تآكل الثقة العامة في الحكومة وقدرتها على العمل.