اعتبرت لوسي كاستيس، مرشحة ائتلاف اليسار الفرنسي لرئاسة الحكومة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدّم تصورًا ساخرًا لموقف الجبهة الشعبية الجديدة لليسار، خلال مشاورات الإليزيه لاختيار رئيس الحكومة.
ويستمر ماكرون في مشاورات بدأها منذُ 6 أيام لاختيار رئيس وزراء جديد، يوم الخميس المُقبل، إذ يستقبل في قصر الإليزيه ممثلي المناطق كارول ديلجا، ورينو ميوسيليه، ورئيس جمعية عمدة فرنسا، ديفيد ليسنارد.
وقالت كاستيس إن الرئيس ماكرون صور موقف الجبهة الشعبية الجديدة بشكل ساخر، معربة عن استيائها وغضبها بسبب رفض ماكرون تعيين رئيس وزراء من اليسار، وهو ما يُظهر عدم احترام إرادة الناخبين، بحد تعبيرها.
وبيّنت أنها أجرت مناقشات مع عدد من الشخصيات السياسية خارج ائتلاف اليسار، في محاولة لبناء أغلبية ودخول تحالفات جديدة، وفقًا لمحطة "بي.إف.م" التلفزيونية الفرنسية.
ولفتت كاستيس إلى أنه من ضمن الشخصيات التي تواصلت معها، النائب عن مدينة ليون شارل دو كورسون، ورئيس الوزراء السابق من اليمين دومينيك دو فيلبان، الذي تعتبره "مصدر إلهام"، إضافة إلى نواب من حركة "مودم" (حزب يمين وسط) وشخصيات أخرى من الوسط السياسي.
وأشارت إلى أن الرئيس ماكرون اعترف بأن اتحاد اليسار يمتلك "أغلبية نسبية" في الجمعية الوطنية، وليس مطلقة، مما يجعل من الضروري أن يكون برنامجهم أكثر شمولاً من مجرد برنامج الجبهة الشعبية الجديدة، ومضت قائلة: "نحن قادرون على العمل نصًا بنص، ويجب أن نترك الديمقراطية تعيش".
وأكدت كاستيس أن اليسار وجّه رسالة قوية إلى الفرنسيين والبرلمانيين بعد الانتخابات التشريعية المبكرة، أكد فيها استعداده للعمل مع جميع البرلمانيين الجمهوريين، وإيجاد "اتفاقات مع الأحزاب المختلفة لكل نص قانون على حدة"، لكن ماكرون لم يكن راغبًا في الاستماع إلى صوت اليسار، على حد قولها.
وتشير المشاورات إلى تعقيدات الوضع السياسي الحالي في فرنسا، كما تُظهر تصريحات كاستيس أن الساحة السياسية تميل إلى الاحتدام بين الائتلافات المختلفة، وأن استجابة ماكرون تجاه اليسار قد تثير الكثير من النقاشات حول مستقبل السياسة الفرنسية، وكيفية تشكيل الحكومات في ظل البنية الحالية.