الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق نحو 70 صاروخا من لبنان منذ منتصف الليلة الماضية
أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن ساحات القتال ضد روسيا تشهد مؤخراً فراراً جماعياً للجنود الأوكرانيين، وبخاصة من منطقة "كورسك" بعد نجاح العمليات الروسية وتحركاتها المتصاعدة نحو العاصمة كييف.
وأثارت هذا الأنباء العديد من التساؤلات عن أسباب هروب الجنود الأوكران من أرض المعركة، على الرغم من الدعم الأوروبي المتزايد، وتداعياتها السلبية على العمليات العسكرية الأوكرانية، وخطة القيادة العسكرية الأوكرانية لمنع تزايد هذه المعدلات، خاصة مع التوقعات بمواصلة الحرب لسنوات طويلة.
عوامل متعددة
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي، كارزان حميد، إن الحرب الأوكرانية الروسية منذ اندلاعها تسببت في هروب كثير من الأوكران الذين يستطيعون حمل السلاح إلى الدول الأوروبية، وهو ما لم يكُن في حسابات كييف، ظنًا منها أن العملية العسكرية الروسية ستكون محدودة وقصيرة، لكن بعد استمرار المعركة واشتداد المعارك أوقفت أوكرانيا خروج الرجال من البلاد.
وأوضح حميد في حديث لـ"إرم نيوز"، أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هروب الجنود هو عدم اتضاح الرؤية من قبل القادة السياسيين من كلا الطرفين، بالإضافة إلى إرهاق الجنود ومخاوف من أسرهم في أثناء القتال، مما يؤزم وضعهم القانوني والإنساني.
وعزا المحلل السياسي الهروب إلى العامل الاقتصادي أيضًا، خاصة في الجبهة الأوكرانية التي طال الفساد فيها كافة المؤسسات الإدارية، وبشكل خاص المؤسسة العسكرية، وعدم تمكن قادة الجيش من توفير مستلزمات طبية وأغذية وحتى ذخائر لجنودها.
وأضاف كارزان حميد، أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طالب في الآوانة الأخيرة الدول الأوروبية بإعادة الرجال الهاربين من البلاد، لكن قال أيضًا قبل أسابيع، يجب أن يكون ذلك وفق آليات ممكنة، أي أن يعاد بعض منهم والإبقاء علی بعضهم الآخر.
وأكد كارزان حميد أنه مع طول أمد الحرب سيزداد عدد الهاربين من الخدمة العسكرية، ومن جبهات القتال، مذكرًا بأن فئة كبيرة من الأوكرانيين والروس لديهم روابط أسرية وعائلية، وهذا لا يُذكر في وسائل الإعلام كأحد أسباب هروب جنود من جبهات القتال أو تفضيل الاستسلام على رفع السلاح تجاه الآخر.
وأوضح كارزان، أن الخطة الوحيدة لإنقاذ مزيد من محرقة الرجال والإبقاء عليهم هي الجلوس على طاولة المفاوضات، لكن بين موسكو من جهة ولندن وواشنطن من جهة أخرى، لأن حل الأزمة الأوكرانية ليس في كييف ولا بيد رئيسها، وإنما بيد أمريكا وبريطانيا، وفق قوله.
التجنيد الإجباري
وفي ذات السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، نزار بوش، أن وضع الجيش الأوكراني على الجبهة وخاصة في كورسك في غاية الصعوبة؛ بسبب التفوق الجوي لروسيا.
وأوضح بوش في تصريح لـ"إرم نيوز" أن أعدادًا كبيرة من الجنود الأوكران هربوا من تلك المنطقة تاركين أسلحتهم، مشيراً إلى تعمد روسيا البث المباشر لتلك المشاهد عبر الشاشات.
وأرجع بوش سبب هروب واستسلام عدد من الجنود الأوكران إلى إجبارهم على التجنيد في صفوف الجيش الأوكراني، حيث تقوم الشرطة العسكرية بملاحقة أعداد كبيرة من الشباب في شوارع أوكرانيا، وتجبرهم على التجنيد تمهيدا لنقلهم إلى الجبهة بعد تدريبهم على الأسلحة لمدة أسبوعين، وهي مدة غير كافية، ولذلك نجد أن أعدادا كبيرة منهم يستسلمون أو يموتون بسبب عدم الخبرة الكافية والتدريب.
وأكد نزار بوش أن الشعب الأوكراني حاليا يعاني من نقص كبير في الطاقة والكهرباء، الأمر الذي سيؤثر على الروح المعنوية للجنود الأوكران، ويُحدث حالة من الشلل، ويؤثر سلباً على الوضع في جبهة القتال.
وأضاف أن روسيا تخطط لذلك مع اقتراب أجواء الشتاء القاسية مما قد يجعل الجنود الأوكران يستسلمون بالمئات، ويهربون من جبهة الحرب مع روسيا، ما يجعل هذا الشتاء لصالح روسيا، ويساعد في تحرير كورسك الروسية بشكل كامل في ظل الظروف الجوية القاسية.