خبير سعودي عن محادثات جدة: مشاكل السودان تستدعي أكثر من حوار
تشهد مدينة جدة (غرب السعودية) مفاوضات لا تزال جارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإنهاء الصراع المستمر بين الطرفين والذي تسبب في مقتل 481 مدنيا وتشريد الآلاف إذ ثمة آمال عريضة تُعلَّق على تلك المحادثات.
ويسعى الوسطاء إلى إيجاد مسار يفضي للسلام على أرض السودان، إلا أن الجانبين أوضحا أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية ولن يتفاوضا لإنهاء الحرب.
وحول ذلك، اعتبر المحلل السياسي والمستشار في مركز البحوث والتواصل المعرفي الدكتور علي خشيبان في حديث لـ"إرم نيوز"، أن وقف الحرب تماما في السودان ليس بالأمر الهين على الأقل في الوقت الراهن، وأن الأمر قد يستدعي لأكثر من لقاء وأكثر من حوار، مبينا أنه من الطبيعي أن لا تكون هناك مناقشة لوقف الحرب بسبب ما وصفه "طبيعة الخلافات العميقة بين المتنازعين"، وهي مرتبطة بتفرعات كبيرة في الداخل السوداني، وفق تعبيره.
ورغم ذلك، إلا أن المحلل السياسي أكد على أهمية مراعاة مسألة عامل الوقت في هذا الصراع الذي فاقم من معاناة الشعب السوداني، وفي ذات الإطار لفت خشيبان إلى أن الوقت لا يزال مبكرا لمناقشة التسوية السياسية نظرا للوضع المحتدم ولطبيعة الخلاف التراكمي بين الفريقين، الذي سيكون من الصعب بمكان تهدئته في هذه المرحلة، حسب تعبيره.
وأضاف خشيبان: "الوقت كفيل بحل مشاكل السودان والقضية لا تتعلق بملف واحد فقط، بل ملفات متعددة وشائكة، والأمر سيتطلب أكثر من لقاء وأكثر من حوار بين المتقاتلين".
وأوضح أن المفاوضات الحالية تهدف إلى تخفيف حدة الصراع بين المتقاتلين وفتح الطرق للعمليات الإنسانية وإجلاء العالقين، مشيرا إلى أن السعودية من الدول القادرة على إدارة هذا الخلاف عبر الحوار القائم حاليا، حسب وصفه.
وكان الجيش السوداني ذكر في وقت سابق أنّ وفده إلى المفاوضات "لن يتحدث سوى عن الهدنة وكيفية تنفيذها بالشكل المناسب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية".
لكن وزارة الخارجية السعودية أوضحت في بيان أهداف المحادثات قائلة إنها "ستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يُمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها".
وأضافت الخارجية السعودية أن هذه المحادثات تهدف أيضًا لوضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وحثت الرياض طرفي النزاع على "احترام وقف إطلاق النار القائم حاليًّا، والامتناع عن أي أعمال استفزازية على الأرض؛ للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية الحالية".
