أمريكا ومقاتلو المعارضة السورية يعانون تبعات انقلاب تركيا
أمريكا ومقاتلو المعارضة السورية يعانون تبعات انقلاب تركياأمريكا ومقاتلو المعارضة السورية يعانون تبعات انقلاب تركيا

أمريكا ومقاتلو المعارضة السورية يعانون تبعات انقلاب تركيا

تتزايد التساؤلات بشأن تأثيرات محاولة الانقلاب الفاشلة وحالة عدم الاستقرار التي أعقبتها في تركيا، على حلفاء أنقرة والمنطقة والتحالف الدولي ضد داعش، والصراع في سوريا بشكل خاص.

ويبدو أن حالة عدم اليقين هذه، فاقمت معاناة مقاتلي المعارضة السورية وهّزت عمليات التحالف الدولي ضد داعش.

وتقول صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن تركيا طرف فاعل في الشرق الأوسط، وحلفاؤها يشعرون بالقلق مما تواجهه من عدم الاستقرار، الذي يحول تركيزها إلى الشؤون الداخلية، وهو ما سيكون له آثار غير متوقعة بالنسبة للمنطقة، ويُحتمل أن تكون عواقبه وخيمة.

ورغم أن إغلاق قاعدة أنجرليك الجوية جنوب تركيا، لم يأخذ سوى بضع ساعات فقط، من أجل اصطياد المتآمرين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنه كان طويلاً بما فيه الكفاية لتوضيح كيف يمكن أن يكون عدم الاستقرار في تركيا مؤثرا خارج حدودها.

ففي هذه الساعات القليلة التي أغلقت فيها القاعدة، بدأ داعش موجة من الهجمات الانتحارية ضد الميليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، مخلفاً عشرات القتلى، وفقًا لأشخاص مطلعين على الهجمات.

وقال مسؤول أمني للصحيفة، طالبًا عدم الكشف عن اسمه: "خسرت وحدات حماية الشعب قواتها الجوية"، مبينًا أن "هذا يمكن أن يكون كارثيًا إذا حدث مرارًا وتكرارًا."

مقاتلو المعارضة 

ولم يكن إغلاق قاعدة انجرليك الأثر الوحيد للوضع في تركيا، فمقاتلو المعارضة السوريين أكدوا الأسبوع الماضي، أنهم لاحظوا وجود انحراف في اهتمام أنقرة، قائلين: إن "تركيا غير نشطة، حيث يكافح المتمردون ضد الحصار المشدّد من قبل نظام الأسد في حلب، آخر معقل كبير للمعارضة. ومن الممكن أن يكون مصير حلب حاسمًا بالنسبة لنتيجة الصراع السوري".

ويقول زعيم فصيل سوري مدعوم من الولايات المتحدة: "عادة، ما يقوم الأتراك بالتدقيق في الكثير من الأمور، فضلاً عن الاجتماع مع القادة والتأكد من أن الجميع يقومون بأعمالهم وينفذون خطتهم"، وأضاف: "بهذا الشكل يستطيع الأتراك تحقيق السيطرة، ولكنهم الآن غائبون تماما".

ويقول هارون شتاين، المحلل في المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، إن الفوضى البيروقراطية من تطهير الآلاف من قوات الأمن والجيش التركي قد تخلق مشاكل بالتنسيق مع الحلفاء في الناتو أيضا.

وأضاف شتاين قائلا: "في الوقت الراهن هناك التباس في العواصم الغربية حول نظرائهم، وأنهم مازالوا لديهم نفس المهام، فالأمن الغربي يبحث عن هواتفهم الآن في محاولة للاتصال."

وأشارت الصحيفة إلى نوع آخر من القلق وهو الحرب الكلامية بشأن طلب أردوغان من واشنطن تسليم فتح الله غولن، رجل الدين في الولايات المتحدة الذي ألقت عليه أنقرة اللوم بالتحريض على محاولة الانقلاب.

ويعرب أحد زعماء مقاتلي المعارضة السورية، عن خشيته من أن الجانبين يمكن أن يعملا ضد بعضهما البعض من خلال وكلاء سوريين ويقول: "إذا تفاقم هذا الصراع الأمريكي-التركي..، يمكننا أن نرى فترة من الفوضى أكبر بكثير من أي شيء رأيناه حتى الآن".

وتصر واشنطن على ضرورة اتباع الإجراءات القانونية، وعلى أن الأدلة المقدمة من قبل غولن، الذي ينفى فيها أي دور في محاولة انقلاب، يمكن التسليم بها.

من جانبه، شعر الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة بالحاجة إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة ليس لديها علم أو مشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة، وتسليط الضوء على العلاقة المتوترة بين أنقرة وواشنطن.

وقال سونر جاغابتاي، وهو محلل تركي في معهد واشنطن، إن التعامل مع قضية غولن يمكن أن يكون له تأثير جوهري على العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.

وأضاف جاغابتاي: "إذا لم يكن أردوغان مقتنعًا بأن حكومة الولايات المتحدة، تأخذ الأمر على محمل الجد؛ فقد يحزم أمتعته ويذهب مع روسيا".

ويقول المحلل العسكري مايكل أوهانلون: "أنجرليك لم تكن بالقاعدة التي لا يمكن الاستغناء عنها"، في إشارة منه إلى أن هناك قواعد في الخليج يمكن أن تستخدمها القوات الأمريكية، وتستغرق رحلاتها عدد ساعات أقلّ لمعظم أهداف داعش".

ومع ذلك، يقول شركاء واشنطن في سوريا، إن الموضوع يستغرق 15 دقيقة للوصول إلى الأهداف من قاعدة أنجرليك، إلا أن هذا الوقت ليس سريعًا كفاية لوقف انتحاري يتجه مباشرة تجاههم.

ورأت "الفايننشيال تايمز" أن علاقات تركيا مع التحالف ضد داعش يمكن أن تزداد سوءًا إذا اتبعت نهجًا أكثر عدوانية تجاه الأكراد، خاصة حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة مسلحة تسعى للحصول على قدر أكبر من الاستقلال الكردي وكانت في حالة حرب مع تركيا على مدى عقود.

ويقول كمال شوماني، المحلل الكردي في حزب العمال الكردستاني، إن وحدات حماية الشعب يمكن أن تكون هدفًا سهلاً لتركيا؛ بسبب أن عناصر الميليشيات الكردية في سوريا لا يختبئون في الجبال، ويعملون بشكل علني في القطاع إلى حدّ كبير، ويسيطرون على مناطق قريبة من الحدود التركية.

وأضاف شوماني: "استهداف وحدات حماية الشعب يمكن أن يوحد المنافسين لتركيا".

 وتابع بأن: "حزب العمال الكردستاني يتخذ الآن التدابير اللازمة، لأنه من الممكن أن يوجّه أردوغان الجيش لمهاجمة قوات حماية الشعب، وبذلك سيدعمه القوميون في الجيش والمجتمع".

ووسط الارتباك، يبدو أن بعض منافسي أردوغان - أي أولئك الذين يدعمون الأسد - أصبحوا أكثر ارتياحًا، حيث أن واحدًا من أكبر الجهات الفاعلة الإقليمية في الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن يتعثر بسبب صراعه الداخلي.

وقال دبلوماسي مقرّب من روسيا، إن الأسد، الذي يتمتع بدعم موسكو، كان لا يزال "ينتظر ويراقب" لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام عدم الاستقرار في تركيا لدفع أنقرة إلى الذروة وإبرام اتفاق لإنهاء الصراع السوري والتعاون مع شركاء تركيا المتمردين، منذ فترة طويلة".

واختتمت الصحيفة تقريرها بما قاله الدبلوماسي: "إنهم (في أنقرة) سوف يكونون منشغلين في شؤونهم الخاصة أكثر من القلق بشأن باقي دول المنطقة".

وأضاف: "من الصعب الزعم بأنني لست سعيدًا بذلك."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com