كيف اجتاحت اليمن رسالة ملفقة لولي العهد السعودي؟
كيف اجتاحت اليمن رسالة ملفقة لولي العهد السعودي؟كيف اجتاحت اليمن رسالة ملفقة لولي العهد السعودي؟

كيف اجتاحت اليمن رسالة ملفقة لولي العهد السعودي؟

في وقت تغيب فيه الرقابة القانونية على وسائل الإعلام في اليمن الذي يشهد حربًا منذ أكثر من عام، أصبحت الأطراف المتخاصمة في البلد تتراشق بالإشاعات والفبركات الإعلامية على الوسائل الإخبارية التابعة لها والمقربة منها؛ ما يسهم بشكل مباشر في التلاعب بوعي القارئ والمتتبع.

مؤخرا، تداول الإعلام المحلي خبراً نقلا عن "موقع EWTQ الأمريكي"، مفاده أن ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أرسل رسالة "حادة ولاذعة" لرئيس جنوب اليمن السابق، علي سالم البيض، منتقدا "تحركاته في تهييج الشارع في جنوب اليمن ضد الحكومة الشرعية والإصرار على مطلب الانفصال".

وعلى الرغم من عدم وجود موقع أمريكي بهذا الاسم، وحدة الخطاب في الرسالة التي لا توحي بسلامة وصحة الخبر من الناحية الدبلوماسية، وعدم تطرق الإعلام السعودي إلى ذلك، إلا أن الخبر انتشر بشكل كبير على وسائل الإعلام اليمنية الممولة من جهات وأطراف سياسية لا ترى في الانفصال مخرجاً لأزمة اليمن.

يقول أحمد الربيزي، المدير السابق لمكتب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، إن الخبر "ليس صحيحاً، ويعرف الجميع أن هذه الإشاعة خرجت من مطابخ الانقلابيين في صنعاء، وبعض الأطراف الحزبية في الحكومة الشرعية؛ فالرئيس البيض علاقاته جيدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وبالأسرة الحاكمة، وكذا علاقاته بدولة الإمارات العربية المتحدة وبأولاد الشيخ زايد، وهذه العلاقة الأخوية نابعة من احترام متبادل ومن المواقف المشتركة".

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز" إن هذه الإشاعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهي في الأساس تستهدف المشروع الوطني الجنوبي الهادف إلى بناء الدولة الجنوبية، باعتبار الرئيس البيض رمزًا من رموز النضال الوطني لشعب الجنوب، وقائدًا من قادة الثورة الجنوبية التي انطلقت لكي تنتصر بتحرير واستقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة".

وتستضيف المملكة العربية السعودية عددا من قيادات الحراك الجنوبي (المطالب بالانفصال) منذ إبريل/ نيسان الماضي، لعقد تشاورات تهدف إلى توحيد مكونات الحراك الجنوبي في جبهة وطنية جنوبية واحدة، من خلال مؤتمر وطني جنوبي جامع.

ومع وجود مئات المواقع الإخبارية المسيسة في اليمن، بات وعي القارئ المحايد يعيش الكثير من لحظات العبث، ويبني من خلال هذه الإشاعات مواقفه السياسية.

ويعتقد المحلل السياسي، يحيى غالب الشعيبي، إن "وسائل التواصل الحديثة كالفيسبوك والواتس اب وتويتر، تفعل فعلها نظراً لتفاوت وعي مستخدميها ومرتاديها، ولكن الوعي العام المتلقي لبعض الشائعات يقاومها ولا تجد رواجا كبيرا وسرعان ما تتلاشى؛ صحيح تكون هناك لحظات تساؤلات وارباك ولكنها آنية تتولد وتنتهي بلحظتها".

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، "من خلال المتابعة يتضح أن أسلوب الإشاعة تم استخدامه بشكل مكثف كمنهج وفق الحرب الإعلامية والسياسية والعسكرية الدائرة، ولكن اتضحت الرؤية للمتابع أن تلك الإشاعات تهدف لإرباك الخصوم السياسيين وإحباط معنوياتهم كحرب نفسية في عدن والجنوب، وبذلك تلاشت أساليب الإشاعة ولم تحقق نتائج مرجوّة وانكشفت مطابخ تصديرها".

ويرى الناشط السياسي والإعلامي، باسم محمد، أن "الإعلام يعكس الواقع المحتقن، ولا يمكن فهم هذا التردي الاعلامي إلا بربطه بالواقع الذي نعيش فيه في ظل صراع دموي عنيف لم يوفر الأرواح ولا الدماء وانتهك كل الحرمات فما بالك في التعاطي إلإعلامي وسوق أكاذيب وفبركات".

ويشير في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى أن كل طرف من الأطراف يحاول بقوة استخدام الإعلام خارج وظائفه المتعارف عليها، ويلجأ المتصارعون إلى استخدام الإعلام كمكمل للجهد الحربي ومبرر للجرائم التي ترتكب وبالتالي يصبح من السهولة بمكان اللجوء الى الإشاعات والفبركات.

وقال إن الإعلام في اليمن "لم يعد حاليا يمارس وظيفة نقل الخبر وإحاطة الجمهور بما يجري، بل أصبحت وظائفه دعائية تحريضية في المقام الأول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com