القمة الخليجية - الأمريكية.. ابتسم الزعماء لكن ما الذي تغيّر؟
القمة الخليجية - الأمريكية.. ابتسم الزعماء لكن ما الذي تغيّر؟القمة الخليجية - الأمريكية.. ابتسم الزعماء لكن ما الذي تغيّر؟

القمة الخليجية - الأمريكية.. ابتسم الزعماء لكن ما الذي تغيّر؟

 بدت علامات الارتياح واضحة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهو يتبادل الابتسامات مع الزعماء الخليجيين، في قصر "الدرعية" على مشارف الرياض، اليوم الخميس، قبيل قمة يعتقد أنها سترسم مستقبل التحالف الذي يربط بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي.

وأظهر المشهد في قصر "الدرعية"، لمحة مغايرة لما سبق هذه القمة، من أحاديث عن توتر غير مسبوق بين أمريكا وحلفائها الخليجيين، بعد سنوات مُحبطة من حكم أوباما توّجها باتفاق مع إيران، التي ترى العواصم الخليجية فيها مصدراً للاضطرابات في المنطقة.

وقبل يوم واحد من هذا المشهد كانت الرياض أقل احتفاء بأوباما في زيارته الرابعة للمملكة، إذ لم يستقبله في مطار الملك خالد الدولي بالرياض سوى أمير المنطقة ووزير الخارجية.

وبين مشهد قصر "الدرعية"، وما حدث في مطار الملك خالد الدولي، تتقافز إلى أذهان المتابعين أسئلة ملحة حول مستقبل العلاقة بين أمريكا ودول الخليج.

ويقول عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في الإمارات إن "العلاقات الأمريكية الخليجية كانت دائماً غير متوازنة، وستظل هكذا في المستقبل القريب والبعيد، بحكم أن الولايات المتحدة قوة عظمى ولها أجندات عالمية، ودول الخليج قوى إقليمية، فالعلاقة دائماً غير متوازنة، وستظل هكذا".

ويضيف عبدالله، في اتصال هاتفي مع موقع "إرم نيوز": "لا نعرف المستقبل تحديداً، لكن الآن وفي هذه اللحظة ربما تكون العلاقات الخليجية الأمريكية في أُسسها وكثافتها وعمقها أفضل من أي وقت آخر، فالتنسيق العسكري والأمني والتبادل التجاري في أفضل حالاته، لكن ما شهدته فترة الرئيس أوباما كان انحيازاً واضحاً لإيران لم نشهده في وقت آخر، أوباما انحاز أكثر من غيره لإيران، وتمسك بعقيدة إيران أولاً، ودول الخليج ثانياً".

وقال عبد الله إن "دول الخليج اليوم تتصرف باستقلالية أكبر ولكن بشكل نسبي، دول الخليج اليوم أكبر ثقة بقدراتها وإمكانياتها، وأصبحت أكثر جرأة، لكن حتى مع وجود أوباما وانحيازه لإيران، فإن دول الخليج بحاجة لأمريكا أكثر من أي وقت آخر".

وتابع: "حالة المنطقة صعبة الآن وتزداد صعوبة وخطورة، وإيران الصعبة تزداد صعوبة، ومهما اقتربنا من روسيا وأوروبا والقوى الأخرى شبراً فإنه لا بديل عن أمريكا".

 لكن دبلومسياً خليجياً بارزاً تحدث لموقع "إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه، بدا أقل تحفظاً في حديثه عن مستقبل العلاقة بين الجانبين، قائلاً: "دول الخليج تراجِع علاقتها مع أمريكا لتتحول تدريجياً إلى نوع من الندية بعيداً عن النوم الهادئ على وسادة زائفة من الاعتماد على واشنطن".

ويرى الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي ما اعتبرها "مبالغة" في هذا الطرح، قائلاً في حديث سريع عبر الهاتف مع "إرم نيوز": "العلاقة بين أمريكا والخليج لا يمكن أن تكون ندية، لأنها علاقة بين قوى عظمى ودول صغيرة، فيجب أن نكون موضوعيين، لكن ومع ذلك فإن السعودية أصبحت مؤثرة وأكثر استقلالية".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني فهد الخيطان في حديث مع "إرم نيوز" أن العلاقة بين دول الخليج وأمريكا تشهد تغييرات جوهرية، وأن زمن التحالف الاستراتيجي انتهى.

وأكد الخيطان أن السعودية تدرك هذا التغيير، وبدأت بمرحلة التكيف عبر الاعتماد على الذات، وتنويع تحالفاتها وتعزيزها إقليمياً.

وقال الخيطان إن مجيء رئيس جمهوري خلال الفترة المقبلة لن يغير كثيراً في طبيعة العلاقات بين البلدين.

 ويشير المحلل السياسي إلى أن الشركات الأمريكية ترى في إيران سوقاً واعداً، إضافة إلى أن الولايات المتحدة أصبحت دولة مصدرة للنفط، وهي عوامل تفسر الابتعاد الأمريكي عن الحليف التقليدي.

 وتابع قائلاً إن السعودية ليس لديها اليوم خيارات سوى تعزيز نفوذها كدولة إقليمية مهمة، مشيراً إلى أن التحدي الأبرز أمامها يبقى الصراع مع إيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com