مفاوضات اليمنيين في الكويت.. ما مستقبل الحوثي وصالح؟
مفاوضات اليمنيين في الكويت.. ما مستقبل الحوثي وصالح؟مفاوضات اليمنيين في الكويت.. ما مستقبل الحوثي وصالح؟

مفاوضات اليمنيين في الكويت.. ما مستقبل الحوثي وصالح؟

تتهيأ الكويت لاحتضان واحدة من أكثر مباحثات السلام جدية حتى الآن، بين الحكومة الشرعية وميليشيات صالح والحوثي لإنهاء الأزمة اليمنية بعد أكثر من عام من المواجهات الدامية.

ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات غدا الاثنين بحثا عن اتفاق شامل يمهد للعودة إلى انتقال سلمي ومنظّم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

ورغم أجواء التفاؤل بقرب تحقيق انفراج في الأزمة إلا أن محللين يتساءلون بشأن مصير صالح، كما يبدون مخاوفهم من أن يبقى الحوثيون قوة عسكرية وسياسية على غرار "حزب الله" اللبناني، لصعوبة تقبل الجماعة فكرة نزع السلاح.

ويقول الصحفي اليمني حسين حنشي، إن "الحوثيين سيعتمدون على فكرة أن المجتمع مسلح، ولذا سيبقى السلاح كسلاح قبلي تقليدي، ولن تسلك غير الألوية الرسمية شكليا".

ويعتقد حنشي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن التوجهات الخليجية لقبول الحوثي كمفاوض ثم القبول به كلاعب سياسي،  تؤسس لجماعة ذات ثقل ميليشياوي لعدة عقود.

لكنه عاد ليقول إن "الحياة السياسية اليمنية قابلة للحوثيين كلاعب سياسي، لأن البيئة السياسية التي قبلت بعودة علي صالح وعلي محسن الأحمر ستقبل كذلك بالحوثيين، ونحن هنا لا نتحدث عن دولة اسكندنافية، بل عن بيئة الشخصيات والكيانات التي طالما أجرمت وطالما عادت بوجه آخر، وليس آخرهم نائب رئيس الدولة، محسن الأحمر".

ويرى رئيس مركز خليج عدن للإعلام، خالد الشودري، أنه يجب على الحوثي تسليم مؤسسات الدولة والسلاح الثقيل إلى الحكومة الشرعية حتى يضمن الجميع ألا يتشكل نموذج يمني لحزب الله اللبناني الذي بات يستقوي بالسلاح لانتزاع مكاسب سياسية، وما دون ذلك، لا يمكن أن يسمح به اليمنيون.

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز" إن الجماعة الحوثية ارتكبت جملة من الانتهاكات في حقوق الإنسان، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ويجب أن تبقى هذه في معزل عن التسويات السياسية، ولنا أن نتذكر مآلات الحصانة القضائية التي منحت للمخلوع صالح و أتباعه، وكيف جرّت البلاد لانقلاب دموي على الحكومة الشرعية ومخرجات الحوار و إرادة الشعب اليمني".

في المقابل، يقول رئيس مركز الجزيرة للدراسات الإستراتيجية، نجيب غلاب، إن "استيعاب الحوثية كشريك أمر لا بد منه وفق الإجراءات التي تقوم بها الأمم المتحدة، وهذا لن يكون إلا بإنهاء كل إجراءات الانقلاب واستعادة الدولة وتسليم السلاح، وهذا الأمر وافقت عليه الحوثية لكنها تريد المفاوضات لتفكيك هذه الإجراءات واضعاف نتائجها وهذا ما يجعل الحوثية كالمقامر الباحث عن مخرج وابتزاز الجميع بالانتحار".

وحول فكر الجماعة العقائدي، قال غلاب، إن "الحوثية لا ترى نفسها بتركيبتها المعقدة بعد الانقلاب إلا حاكما متفردا. ومن دون الميليشيات وعقائدها الكهنوتية تبدو الحوثية كجماعة ضعيفة بلا مشروع وكفراغ بلا قوة وسيتلاشى تأثيرها، لذا لن تتخلى عن السلاح ولا عن عقائدها وهذا ما يجعلها تركيبة لإدارة الحرب والفوضى والإرهاب، ويجعل اليمن أمام خيار إما الانتقال الى المستقبل من دون الحوثية أو ترك الحوثية ليصبح اليمن مشتتا وغارقا في فتنة دائمة."

ويرى غلاب أن المستقبل السياسي للرئيس المخلوع علي صالح، أشبه "بالقنبلة غير القابلة للتفكيك إلا بوضع مخطط يؤدي إلى إنهاء مفعولها وإعادة وضعها في مكان معزول حتى لا تنفجر على نفسها وعلى الآخرين".

وقال في حديثه لـ"إرم نيوز" إن "ما ينتظر صالح هو إقامة جبرية وترك العمل السياسي، أو مواجهة الحوثية باعتبار ذلك الطريق الذي بالإمكان أن يفتح له أفق الخروج من المشهد السياسي بشرف.. استمراره أصبح مستحيلا إلا في حالة واحدة أن يصبح عكفيا خادما للكهنوت السياسي الحوثي وهذا غير ممكن لأن الحوثية تراه عدوا خبيثا وغير مأمون الجانب".

وأضاف: "صالح محاصر من الجميع ويبحث عن مخرج لنفسه حتى بالموت لذا فإن خياره الأهم هو الانتقال إلى معركة كسر العظم مع الحوثية فإن قتل فسيكون بطلا وإن عاش خرج كجمهوري أنقذ بقايا سمعته المختلطة وربما يصبح بطلا في نظر أنصاره إن تمكن من كسرها وتهشيم عظامها، هل ما زال لديه القوة؟ مشكلة صالح أنه أصبح عجوزا ذليلا كارها للمغامرة!".

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، قال الجمعة، إن مصير الرئيس السابق صالح متروك لليمنيين أنفسهم. ولن تتم مناقشة رفع اسمه من قائمة عقوبات مجلس الأمن خلال مراحل التفاوض على اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ سريان العمل به من منتصف ليل الأحد-الاثنين الماضي، ولن يناقش هذا الموضوع خلال المحادثات المزمع إجراؤها في الكويت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com