الانشقاقات تمزق داعش في اليمن
الانشقاقات تمزق داعش في اليمنالانشقاقات تمزق داعش في اليمن

الانشقاقات تمزق داعش في اليمن

عنتر الكندي، رجل ظهر في فيديو نشر في شهر كانون الثاني مرتديا وشاحا يغطي وجهه ويحمل بندقية في حجره، يشرح كيف دفعه تنظيم داعش في اليمن لقتل عائلته.

وبدلا من أن يشرع بتنفيذ المهمة المنوطة به، استخدم الكندي الفيديو للإعلان عن المجموعة المتطرفة، الأمر الذي يزيد من قتامة الصورة التي يبدو عليها داعش الذي يتلقى مزيدا من الضربات.

وأفاد الرجل الذي هو على ما يبدو عضو سابق في تنظيم داعش اليمن: "لا يحمل تنظيم الدولة الإسلامية أي احترام لدماء المسلمين".

 وتبين من لهجة كندي أنه من أهل الشمال الشرقي لليمن حيث تتواجد مجموعات متطرفة بكثرة هناك.

وتراجع داعش من نواح عسكرية باعتراف حلفائه في كل من سوريا والعراق، وفشل في سعيه لتحقيق الشعبية والتواجد المطلوبين في اليمن، حيث ما زال تنظيم القاعدة يعاني الأمرين في سبيل الوصول إلى مبتغاه في شبه الجزيرة العربية.

وبعكس ما فعله في ليبيا، لم يضطر داعش في اليمن لتلفيق تحالفات مع متشددين محليين كعناصر تنظيم القاعدة، ففي اليمن يقدر عدد مقاتلي التنظيم الدولة بالمئات، في مقابل آلاف المقاتلين ضمن صفوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

واشتكى عدد كبير من أعضاء داعش علنا من القيادة، ووصفوها بالغريبة ومتقطعة الأوصال، كما اتهموها بالوحشية المفرطة، ناهيك عن القرارات غير الصائبة التي يتم اتخاذها على أرض المعركة.

وفي ظل الفراغ الأمني اضطر اليمنيون إلى تحمل سيادة الجماعات الإرهابية التي تقدم الخدمات الصحية والأمنية وكانوا مسؤولين عن القرارات القضائية أيضا، إلا أن تنظيم داعش لم يقدم الخدمات الأساسية في المناطق التي يقوم فيها بعملياته المختلفة كما فعلت القاعدة من قبل، لذا نجده أقل تورطا في المناطق الشعبية القبلية.

وعبرت إليزابيث كينديل الخبيرة من جامعة أكسفورد في التشدد اليمني والتي تنقلت مؤخرا ضمن المناطق القبلية هناك، عن نموذج داعش الذي يفتقد للتوحد في الإدارة والحكم الذاتي، بأنه لن يعيش طويلا في اليمن وذلك في تصريح لصحيفة وول استريت جورنال الأمريكية التي نشرت هذا التقرير أمس الثلاثاء.

وأضافت قائلة : "في اليمن لم تستجب المناطق التابعة للقاعدة في الشرق للحكومة المركزية سابقا، فما الذي سيدفعهم الآن لتنفيذ أوامر خليفة يحكم في سوريا أو في العراق عن بعد؟".

ولاحظت كاثرين زيميرمين وهي محللة في مؤسسة المشروع الأمريكي في واشنطن أن العديد من قادة مجموعات داعش سعوديو الأصل، "مما لا يحسّن الحال بالنسبة لنظرة اليمنيين لتنظيم الدولة".

وأضافت المحللة أنه وعلى الرغم من وجود ما عدده "حوالي ثمانية" مجموعات تابعة لداعش في اليمن كما أعلن التنظيم العام الماضي، لم يتبقى إلا خليتان نشطتان حاليا، في المناطق الشمالية من عدن وحضرموت.

وتضيف السيدة كينديل قائلة إنه يبدو أن مجموعات تنظيم القاعدة استيقظت من سباتها العميق واستعادت سطوتها ثانية.

وأضافت: "ولربما تلاحظ أن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن العدد الأكبر من الهجمات على مواقع هامة.. مع ذلك يبقى تنظيم القاعدة ذو نشاط أكبر." "وقد غابت هذه الحقيقة عن أنظار العديدين من مؤسساتنا في الغرب."

فالولايات المتحدة كانت تشن العديد من الهجمات ضد تنظيم القاعدة في اليمن مسبقا، إلا أن تلك الهجمات تقلصت وبشكل ملحوظ منذ بدء الحرب.

بيد أن الولايات المتحدة نفذت في شهر آذار الجاري هجوما جويا أودى بحياة العديد من مقاتلي القاعدة، كما أفادت تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون. وبحسب ما أفاد مسؤول محلي أمني فقد استهدف الهجوم مقرا للقاعدة شرقي مدينة الموكلا التي تفرض الجماعة الارهابية سيطرتها عليها.

وأعلن داعش عن فرع آخر له في اليمن في أواخر عام 2014، وفي آذار من عام 2015 نفذ عمليات تفجير أودت بحياة العشرات.

لكن علامات الاستياء من أداء داعش بدأت مؤخرا بالتعاظم.

فقد أذاع حوالي 70 من أفراد التنظيم من بينهم 15 من مساعدي القادة عن نزاعاتهم مع القيادة العامة في شهر كانون الأول.

ففي إحدى الرسائل طالبوا بفك تنظيم داعش في اليمن وإعفاء حاكمه ووصفوا القيادة بغير المنظمة وبخاصة عندما قامت بنفي عدد من أفراد التنظيم وفشلت في تزويد المقاتلين على أراضي المعركة في محافظة حضرموت بالمعدات اللازمة.

وقابل مسؤول في داعش في سوريا طلب الأفراد السابق بالرفض، كما أفاد تقرير نشر في صحيفة لونغ وور وهو مشروع تابع لواشنطن ويتابع نشاطات المتشددين.

ولكن ما زال مصير هؤلاء الأفراد مجهولا كما أفاد المشروع، فلا نعرف ما إذا كان السبعون رجلا انشقوا عن التنظيم أم لا.

وحتى خلال المعارك، لم يبد قادة القتال العسكري في التنظيم على أرض المعركة أي اكتراث لحياة المقاتلين وسلامتهم، ووفقا للتقرير فقد "خسر العديد من الرجال من تنظيم الدولة الاسلامية حياتهم في معارك كان مصيرها الفشل المؤكد."

وأفاد مصدر مقرب من داعش أن حوالى 30 من أفراد التنظيم انشقوا مؤخرا، إضافة إلى السيد كندي الذي ذكر من قبل.

ووصف السيد كندي كيف حاول تنظيم داعش دفعه إلى قتل أفراد عائلته الذين اضطروا لحبسه في المنزل لمنعه من الانضمام للجماعة الارهابية.

"لقد اتصلوا بي ثانية وسألوني إن كان لدي مسدس، وعندما أجبتهم بأنه لدي ولم يقم أي أحد بأخذه مني.. فقالوا لي: ما الذي يحبسك عن الجهاد إذا؟ وعندها فقط تيقنت من أفكارهم المتطرفة، والتي تبيح قتل المسلمين."

وقام الكندي في نهاية الفيديو بتقديم الاعتذار لأيمن الظهراوي قائد تنظيم القاعدة لرفضه قيادته عندما كان عضوا من أعضاء تنظيم داعش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com