بين الغموض وتصاعد التوتر.. ما مصير الانتخابات في ليبيا؟ (فيديو إرم)

أقل من عشرة أيام فقط تفصلنا عن موعد الانتخابات الليبية، لكن المشهد السياسي الملبد بالغيوم يوحي بأنها لاتزال بعيدة كثيرا.

انتخابات الرئاسة الأولى في ليبيا بعد عشر سنوات عجاف من التمزق واللادولة المقررة يوم 24 ديسمبر الجاري تواجه تحديات تتصاعد كلما اقترب موعدها وتعقيدا متزايدا كلما ظن الليبيون أنهم شارفوا على الوصول إلى حل سياسي.

اشتباك مسلح

في تصعيد يمكن وصفه بأنه الأخطر منذ انتهاء حرب طرابلس في أكتوبر/تشرين الأول 2020 اندلعت اشتباكات مسلحة مساء ليلة الثلاثاء بين عناصر من الشرطة المحلية في مدينة سبها جنوب ليبيا وفصيل مسلح موال للجيش الوطني الليبي ما أوقع قتيلا وجريحين.

حدة المعارك التي جرت أثارت مخاوف من إمكانية تمدد كرة اللهب من إقليم فزان والعودة إلى مربع العنف والاقتتال والفوضى التي ستكون الانتخابات أبرز ضحاياها.

مفوضية عاجزة

مؤشر آخر على استبعاد إقامة الانتخابات في موعدها يتجلى في عجز المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، التي لا يكف أعضاؤها عن اجتماعات ماراثونية؛ إذ لم يستطيعوا حتى الآن إعلان قوائم المترشحين النهائية، وهي خطوة ضرورية ليتمكن المترشحون من إطلاق حملاتهم الانتخابية، بينما تبدو الأيام القليلة المتبقية غير كافية عمليا للقيام بذلك.

ورغم تصريحات المفوضية المتكررة عن عقد الانتخابات في موعدها، إلا أن عددا من أعضاء مجموعة خبراء الأمم المتحدة حول ليبيا يرون أن الحد الأدنى للبنية التحتية والمتطلبات الأمنية لانتخابات حرة وعادلة غير موجودة حاليا ما يعني أن الأمور تتجه منطقيا نحو إعلان تأجيل هذا الاستحقاق.

مأزق سياسي

قنبلة موقوتة أخرى تبدو مزروعة في طريق العملية الانتخابية، تتمثل في استبعاد مرشحين والإبقاء على آخرين، لاسيما من الأسماء الفاعلة في المشهد الليبي مثل المشير خليفة حفتر أو عبد الحميد الدبيبة أو سيف الإسلام القذافي.

ومع ما يملكه كل مرشح من هؤلاء الفاعلين من قوة على الأرض، يخشى محللون من أن نتائج الانتخابات حال إجرائها قد تكون بداية لمأزق سياسي بتبعات أمنية لا سيما إذا تم التشكيك في نزاهتها.

لا تفاؤل

أمام كل المعطيات السابقة يبدو الشارع الليبي هذه الأيام عند استقراء موقفه غير متفائل مطلقا بشأن مصير هذا الاستحقاق الانتخابي.

وعلى الرغم من إلقاء الأمم المتحدة بكل ثقلها وراء الحفاظ على "الزخم" الذي عاشته البلاد على امتداد الأشهر الأخيرة، إلا أن الانطباع المتصاعد ليبيًّا يوحي بأن الحل الذي طال انتظاره محض سراب.