عيد "نوروز" يجمع شمل مكونات العراق في إقليم كردستان

عيد "نوروز" يجمع شمل مكونات العراق في إقليم كردستان

في يوم 21 آذار/مارس من كل عام، تحتفل شعوب عدة حول العالم بعيد "نوروز"، والذي يعني "اليوم الجديد" في اللغتين الكردية والفارسية، ويعتبر بداية السنة الجديدة بحسب التقويمين الكردي والفارسي، ويحتفل به إلى جانب الكرد والفرس، الأذريون، والبشتون، ومجتمعات في روسيا، القوقاز، والبلقان، ودول في آسيا وغيرها.

وعيد "نوروز" مناسبة تخص الشعوب "الآرية" التي تحتفل به منذ آلاف السنين، وتتشابه مظاهر الاحتفال في هذه المناسبة إلى حد كبير، لا سيما شعلة النار التي تعد رمزًا رئيسًا لها، فضلًا عن الأزياء التي تمتاز بالألوان المبهجة، والتي ترمز بدورها إلى بداية فصل الربيع، إلى جانب الفعاليات الشعبية والفلكلورية والترفيهية التي تتباين من منطقة لأخرى، ولكن تجمعها البهجة والسرور.

ولكون عيد "نوروز" مناسبة قومية وليست دينية، فإن قوميات وأديانًا وشعوبًا مختلفة تحتفل به في العديد من المناطق والأقاليم، كما أنه عطلة رسمية في عدة دول، مثل إيران والعراق "إقليم كردستان"، وبعض دول آسيا الوسطى، وغيرها.

ارتدت مدن وقرى إقليم كردستان أجمل حللها بهذه المناسبة، وإلى جانب شعلة "نوروز"، اكتست بألوان العلم الكردي والزهور والشموع

أربيل تحتضن أطياف العراق

في إقليم كردستان العراق، تشهد فعاليات عيد "نوروز" كل عام مشاركة واسعة من أبناء القوميات الأخرى المقيمة في مدن الإقليم، حيث تحول هذا العيد السنوي الذي يخص المكون الكردي، تحديدًا في العراق، إلى مناسبة تجتمع فيها أطياف ومكونات الشعب العراقي من الكرد، والعرب، والمسيحيين والتركمان، في أجواء تسودها المودة والتآخي، وينسى معها العراقيون الانتماءات والاصطفافات السياسية أو المذهبية والعرقية في هذا اليوم.

وارتدت مدن وقرى إقليم كردستان أجمل حللها بهذه المناسبة، وإلى جانب شعلة "نوروز"، اكتست بألوان العلم الكردي والزهور والشموع، كما شهدت الاحتفالات عروضًا فلكلورية وشعبية متنوعة، بما في ذلك الرقصات التقليدية والأغاني القومية الكردية.

من اللافت أن الاحتفالات شملت جميع المكونات العرقية والدينية والمذهبية في العراق، بما في ذلك: الكرد، والعرب، والمسيحيون، والأيزيديون، والفيليون، والصابئة المندائيون، والتركمان وغيرهم

حضور رسمي ودولي

ومثل كل عام، أوقد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، شعلة "نوروز"، خلال مشاركته احتفاليةً أقيمت في حديقة "شاندر" وسط مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بهذه المناسبة التي حضرها مسؤولو حكومة الإقليم، إلى جانب سفراء وقناصل ودبلوماسيين من عدة دول عربية وأجنبية، وسط حضور شعبي واسع.

ومن اللافت أن الاحتفالات شملت جميع المكونات العرقية والدينية والمذهبية في العراق، بما في ذلك: الكرد، والعرب، والمسيحيون، والأيزيديون، والفيليون، والصابئة المندائيون، والتركمان وغيرهم، مما يعكس التعددية والتنوع الثقافي في إقليم كردستان العراق.

"عيد نوروز يرمز إلى الإصرار والتحدي والقوة في مواجهة الظلم والخطر، وهو ما يحتاجه العراقيون، اليوم، في ظل الأوضاع الحالية"
الباحثة الاجتماعية الكردية، شهرزاد العبدلي
أخبار ذات صلة
عيد نوروز.. احتفالات عابرة للدول والقوميات

"نوروز" يطوف بيوت العراقيين

وفي هذا السياق، قال الصحفي العراقي من المكون العربي، أنس الشمري، إن "الأجواء بدت حماسية أكثر هذا العام، وهذا يعود إلى جملة عوامل، أبرزها الواقع الإيجابي بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية فيما يتعلق بالملفات العالقة، وتنامي العوامل المشتركة بين قوميات البلاد، خاصة أن الكثير من النازحين العراقيين إلى إقليم كردستان خلال فترة الأزمات، ما زالوا يحتفظون بعلاقات وثيقة مع سكان مدن ومناطق الإقليم، ويزورونهم في المناسبات والأعياد، سواءً كانت عامة أو خاصة".

وأضاف الشمري في تعليق لـ"إرم نيوز"، أن "حكومات إقليم كردستان العراق تمكنت خلال السنوات الماضية من تهيئة أرضية مشتركة وآمنة بالنسبة للسياحة، وكذلك المشاريع الاستثمارية، كما أصبحت قبلة للمضطهدين أو الهاربين من المضايقات في بعض المناطق الأخرى".

وأشار الصحفي العراقي إلى أن "مشاركة القوميات الأخرى الشعب الكردي في احتفالات نوروز، لم تكن وليدة اللحظة أو حدثًا جديدًا، ولكنها ظهرت بشكل أوسع هذا العام".

وفي العاصمة بغداد، ومحافظات عراقية أخرى، يحتفل الكثير من العائلات المتحدرة من شعوب مختلفة، بهذه المناسبة، وتختلف الفعاليات التي تقوم بها تلك الأسر عن احتفالات الشعب الكردي بعيد "نوروز" نوعًا ما.

بدورها، ترى الباحثة الاجتماعية الكردية، شهرزاد العبدلي، أن "مشاركة الجميع في هذه الاحتفالات تعبير عن الألفة والحب والمودة بين جميع أطياف الشعب العراقي، إذ يبرز هذا العيد تلك المعاني بوضوح، ويعبّر عن حقيقة العلاقة بين مكونات الشعب".

وتضيف العبدلي في حديثها لـ"إرم نيوز" أن "عيد نوروز يرمز إلى الإصرار والتحدي والقوة في مواجهة الظلم والخطر، وهو ما يحتاجه العراقيون، اليوم، في ظل الأوضاع الحالية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com