بعد أن سارعت لتأييدها.. هل تعيد "مبادرة باتيلي" الحياة للأحزاب السياسية في ليبيا؟

بعد أن سارعت لتأييدها.. هل تعيد "مبادرة باتيلي" الحياة للأحزاب السياسية في ليبيا؟

تحاول الأحزاب السياسية في ليبيا أن تحجز لنفسها موطئ قدم في المشهد السياسي، خلال المرحلة القادمة، حيث سارعت إلى إعلان تأييدها لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة عبد الله باتيلي الأخيرة، في خطوة رأى مراقبون أنّها تمثل "إحدى ثمار" هذه المبادرة، حيث عبر باتيلي عن رغبته في تجديد شرعية الأجسام السياسية القائمة، وهو ما رفع من سقف طموحات الأحزاب السياسية لاستعادة دورها ومحاولة الظفر بمقاعد برلمان ليبيا القادم، بعد أن سيطر المستقلون على آخر انتخابات لمجلس النواب الليبي.

وقد أعربت "شبكة تواصل الأحزاب السياسية في ليبيا" عن تأييدها لإحاطة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بضرورة تجديد شرعية المؤسسات القائمة، من خلال إجراء انتخابات صحيحة، قبل نهاية العام الحالي.

الأحزاب السياسية الليبية تلعب دورا كبيرا جدا ولها تكتلات ستجعل صوتها محسوبا.
رئيس حزب المؤتمر الوطني الحر بشير السعداوي

ودعت شبكة الأحزاب، في بيان لها، إلى "تبني آليات ومعايير واضحة في الاختيارات المتعلقة بمسار الحل السياسي، وضرورة إشراك الأحزاب السياسية فيها".

وتحاول الأحزاب الليبية استعادة دورها وسط مشهد سياسي معقّد وتحديات أمنية بالغة، مع استمرار انتشار السلاح وسيطرة الميليشيات والانقسام المؤسساتي.

ورغم تعقّد المشهد السياسي، فقد تأسست في ليبيا تجمعات حزبية عدة في الفترة الأخيرة مثل "شبكة تواصل للأحزاب السياسية" و "رابطة الأحزاب الليبية"، وكلاهما اقترح في السابق مبادرات للخروج من الأزمة السياسية، دون أن يكتب لها النجاح أو تلقى ردود فعل لافتة.

وقال أكرم الفكحال، رئيس حزب النداء الليبي، إنه "لا يوجد ما يسمى بالأحزاب القوية في ليبيا، لكن الأحزاب فاعلة وتعمل منذ 2012 وتعتبر مشاركة في الانسداد السياسي والأزمة التي تعيشها البلاد"، وفق تعبيره.

أخبار ذات صلة
وسط تحركات مكثفة.. هل تنجح ألمانيا في كسر الجمود السياسي في ليبيا؟

وأكد الفكحال، في تصريح لـ "إرم نيوز "، أن "الأحزاب قدمت ولا تزال تقدم مبادرات، وعلى سبيل المثال فهي تقترح اليوم اعتماد اللجنة التي تحدث عنها المبعوث الأممي في إحاطته الأخيرة، ومن الواجب الطبيعي أن تكون الأحزاب السياسية مشاركة في هذه اللجنة"، وفق تقديره.

وأشار الفكحال إلى اتفاق حزبه من حيث المبدأ وبشكل عام مع المبادرة المطروحة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لكنه أكد "ضرورة معرفة الآليات والمعايير لاختيار اللجنة رفيعة المستوى المشار إليها"، مؤكدا أن "مشاركة الأطراف المعتادة لن يغير شيئا في المشهد"، بحسب قوله.

من جانبه، أكّد رئيس حزب المؤتمر الوطني الحر بشير السعداوي أن "الأحزاب السياسية تلعب دورا كبيرا جدا ولها تكتلات ستجعل صوتها محسوبا"، موضحا أنّ "هناك شبكة الأحزاب وتكتل الأحزاب وكل تجمع يضم عددا كبيرا من الأحزاب المعتمدة".

وأكد السعداوي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "كل التكتلات قدمت مبادرات سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وهي تتواصل مع الأمم المتحدة ومبعوثها عبد الله باتيلي وتقوم بعمل كبير، وقامت بتقديم مبادرات من ضمنها مبادرة رابطة الأحزاب الليبية التي أثنت عليها الأمم المتحدة، واعتمد باتيلي على بعض بنودها في إحاطته الأخيرة".

وبحسب السعداوي، فإن "الأحزاب لا تتموضع خلف مبادرة معينة بل عندها مبادرات منبثقة من وسطها، وهناك ظهور مكثف لرؤساء الأحزاب، لكن باعتبار أنها ما زالت بعيدة فإن الأحزاب ليس لها وجود خلال انتخاب البرلمان الذي عرف صعود المستقلين، ما جعل دور الأحزاب هامشيا بعض الشيء، لكنها ليست جامدة بل تشتغل".

وأكد السعداوي أنه "في الفترة القادمة إذا حدثت انتخابات ستكون الأحزاب موجودة بكثافة في البرلمان، وسيكون لها دور كبير في الجانب التشريعي والتنفيذي"، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com