الجزائر.. "اختفاء" رمطان لعمامرة عن المشهد يثير تكهنات حول مصيره
أثار غياب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن اللقاءات الرسمية التي عقدها رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيف بوريل في الجزائر تكهنات حول مصيره وما إذا كان سيقال أم سيقدم استقالته وسط حديث عن تعديل وزاري مرتقب خلال الأيام القادمة.
وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية في تقرير لها إنّ الدبلوماسيين الجزائريين والصحفيين والمستشارين الأجانب تائهون وتتعدد لديهم التخمينات بخصوص مصير الوزير، لا سيما أن التساؤلات انطلقت قبل أيام مع اقتراب إجراء التعديل الوزاري.
وتغذي الأنباء عن تعديل وزاري مرتقب التكهنات حول مستقبل وزير الخارجية الجزائري.
ونقلت المجلة عن مصادر دبلوماسية في الجزائر العاصمة قولها إن رمطان لعمامرة، 70 عاماً، قدم استقالته لرئيس الدولة.
وأضافت المصادر أن "هناك ضغوطا عليه للبقاء أو إعادة تعيينه"، بينما رجحت مصادر أخرى أن يتم التخلي عن وزير الخارجية في التعديل الوزاري الذي سيأتي قبل نهاية الأسبوع الجاري.
وأشار التقرير إلى أنّه "حتى بعض أقرب أصدقائه يقولون إنهم لا يعرفون شيئًا عن مصير الوزير، ولكنْ هناك شيء واحد يبدو مؤكدًا وهو أن رمطان لعمامرة وُضع على الهامش".
وأوضح أنّه في يومَي الأحد والإثنين الماضيين، قام جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية بزيارة الجزائر.
وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن في حضور عمار بلاني أمين عام وزارة الخارجية ولم يكن لعمامرة حاضرا، حسب المصدر عينه.
ويوم الإثنين، في غداء العمل الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون والوفد الأوروبي الذي يرأسه جوزيب بوريل، غاب الوزير مرة أخرى ومثّله عمار بلاني.
وأكدت "جون أفريك" أن "غياب وزير الخارجية عن هذين اللقاءين لافت للنظر بما يكفي لإعطاء مصداقية للشائعات حول إقالته المرتقبة أو رحيله الطوعي".
واعتبرت أن "انسحاب رمطان لعمامرة في الواقع يعود إلى حوالي عشرين يومًا، حيث يعود آخر ظهور علني له إلى 26 شباط/فبراير، خلال الاستقبال الذي منحه الرئيس تبون لقادة وممثلي الحركات السياسية في مالي، ومنذ ذلك الحين غاب لعمامرة من المشهد الوطني والدولي".
وتابعت المجلة أنّ "هذا الانسحاب أو التهميش ساهم في المقابل في بروز الدبلوماسي الجزائري عمار بلاني، فمنذ تعيينه أميناً عاماً لوزارة الخارجية في أيلول/سبتمبر 2002 بدلاً من رشيد شكيب قايد اكتسب الرجل وزناً تدريجياً، إلى درجة تجاوز الوزير المشرف عليه، ما يرشحه ليكون الخليفة الأبرز للعمامرة".
وأضافت أنّه "في الوقت الحالي وبينما تستمر حالة عدم اليقين فإن صعود بلاني الذي يتم تقديمه باعتباره متخصصًا في ملف الصحراء الغربية إلى منصب وزير الخارجية يبقى مرجحاً بقوة، لا سيما أنّ إدارة لعمامرة لهذا الملف يُنظر إليها بشكل سيىء إلى حد ما من قبل بعض الدبلوماسيين، وفقاً لما نقله عن دبلوماسي متقاعد".