بعد هدوء لافت.. نذر توتر جديد بين الجزائر وإسبانيا

بعد هدوء لافت.. نذر توتر جديد بين الجزائر وإسبانيا

تتجه العلاقات بين الجزائر وإسبانيا نحو مزيد من التوتّر؛ على خلفية اتهامات الجزائر لإسبانيا بعرقلة انعقاد مجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ما بات ينذر بعودة الأزمة إلى المربع الأول واتساع رقعتها لتشمل علاقة الجزائر بالاتحاد الأوروبي برمته.

وتحدثت مدريد عن "قلقها" مما سمته القيود التجارية التي تفرضها الجزائر على المنتجات الإسبانية، وردّت وزارة الخارجية الجزائرية بسرعة على هذه التصريحات متّهمة مدريد بعرقلة انعقاد مجلس الشراكة بينها وبين الاتحاد الأوروبي الذي يفترض أن يجسد الأولويات الجديدة للطرفين، بحيث لا تكون الجزائر مجرد سوق.

أخبار ذات صلة
بعد أزمة أميرة بوراوي.. تبون يؤكد متانة العلاقة "الصلبة" بين الجزائر وتونس

وتسود حالة من التوتر في العلاقة بين الجزائر وإسبانيا بعد قرار الجزائر حظر المنتجات الإسبانية؛ ما أدى إلى حالة من الشلل في المبادلات بين الطرفين وأثار استياء كثيرا من رجال الأعمال المتضررين.

عودة إلى مربع التوتر

وكانت العلاقات بين إسبانيا والجزائر تمر بهدوء في الفترة الأخيرة، لكن اتهامات الجزائر التي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية تهدد بإعادتها إلى مربع التوتر.

وقال القيادي في جبهة المستقبل الجزائرية، الحاج البلغوثي، إن "العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مهددة لأن مدريد هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه خاصة أن موقفها من الجزائر سلبي وما تقوم به من تشويه لصورة الجزائر وتحرش بها ليس من قبيل المعاملة الدبلوماسية ذات المستوى في مثل المملكة الإسبانية"، على حد تعبيره.

أخبار ذات صلة
الجزائر تنفي عودة العلاقات التجارية مع إسبانيا

تحولات جديدة

من جانبه، قال المحلل السياسي الجزائري، صابر بليدي، إن "القطيعة بين الجزائر وإسبانيا لم تختف منذ الإعلان عنها منتصف العام الماضي، ولو كانت في حدود الأزمة الدبلوماسية القابلة للاحتواء، إلا أن دخول الاتحاد الأوروبي على الخط في الآونة الأخيرة، يعطي الأزمة طابعا إقليميا، فإسبانيا تبقى عضوا من أعضاء الاتحاد الأوروبي".

الجزائر تتطلع إلى إقامة شراكة متوازنة مع الاتحاد الأوروبي، مستثمرة أزمة الطاقة العالمية وموقعها على خريطة الطاقة.
الباحث في العلوم السياسية محمد أمين العاقل

وأكد بليدي: "الآن الأزمة تتجه لأن تأخذ طابعا إقليميا وخلافا جزائريا- أوروبيا، بعد إثارة مسألة تعطيل اجتماع مجلس الشراكة، حيث تبادل الطرفان الاتهامات، وهو ما يوحي ببوادر أزمة بين الطرفين، ولو أن الرئيس تبون وجه رسالة حول سعي بلاده لاحتواء التوترات الإقليمية والدولية، والتطبيع مع جميع الشركاء".

وتابع بليدي: "إنّ الجزائر وإسبانيا تكبدتا خسائر معتبرة في المبادلات التجارية والاقتصادية المجمدة من طرف واحد، لكن الخلاف الآن يأخذ طابعا سياسيا ودبلوماسيا، خاصة وأن دورة رئاسة مدريد للاتحاد الأوروبي قريبة، وهو ما تحاول الجزائر تلافيه وحصره في المسائل الاقتصادية، خاصة وأنها ما زالت ملتزمة بتعهداتها تجاه إسبانيا فيما يتعلق باتفاقيات الطاقة".

أخبار ذات صلة
إسبانيا: نثق أن الجزائر ستحترم عقود الغاز رغم الخلاف الدبلوماسي

وعلّق الباحث في العلوم السياسية محمد أمين العاقل من جانبه بأنّ "الأزمة لا تخلو من بعدين اقتصادي وسياسي، والجزائر تسعى قدر الإمكان إلى كسب الجولتين معا رغم التصعيد الحاصل وتوسيع دائرة الخلاف من مدريد إلى الاتحاد الأوروبي كهيكل وكشريك اقتصادي".

وأوضح العاقل في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ الجزائر تتطلع إلى إقامة شراكة متوازنة مع الاتحاد الأوروبي، مستثمرة أزمة الطاقة العالمية وموقعها على خريطة الطاقة، الذي بات مؤثّرا"، على حد تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com