بعد مقترحه تنظيم مؤتمر للمصالحة.. هل يستعيد الاتحاد الأفريقي دوره في ليبيا؟
أثار إعلان الاتحاد الأفريقي عن مقترح لتنظيم مؤتمر مصالحة بين أطراف الأزمة الليبية التي عجزت عن إيجاد مخرج لهذه الأزمة المستمرة منذ أكثر من 12 عامًا، تكهنات عن دور أفريقي محتمل بعد غياب استمر لسنوات.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد الإثنين: " التقينا بمختلف الأطراف، ونعمل معهم لتحديد موعد ومكان المؤتمر الوطني الذي سيُعقد برئاسة لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الأفريقي يترأسها رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو".
لكن الاتحاد الأفريقي دوره ضعيف للغاية في ليبيا ما يجعل فرص نجاحه في هذه المبادرة ضئيلة، مقارنة بأطراف أخرى، وفق متابعين.
وقال الخبير في الشأن الأفريقي غازي معلى إن "الاتحاد الأفريقي مؤسسة إقليمية ليس لها فاعلية تذكر في ليبيا لذلك من الصعب أن ينجح بلعب دور في المرحلة المقبلة".
وأضاف معلى في تصريح أدلى به لـ"إرم نيوز" أن "الاتحاد الأفريقي لن يكون له دور مستقبلًا في القضية الليبية، لاسيما أن هناك ملفات لا يمكن أن يحسم فيها مثل ملف المرتزقة".
ومن جهته، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي إن "ملف المصالحة الوطنية مهم جدًا، وكان من المفترض إنجازه بعد أحداث فبراير 2011، ولكن عُطل هذا الملف وأُجل عديد المرات لغايات معينة لدى بعض الأطراف المحلية لتنفيذ أجندات لها لتحقيق مصالحها في ليبيا".
وأضاف المهدوي لـ "إرم نيوز" أنه "كان واضحًا، منذ ثورة فبراير، غياب دور الاتحاد الأفريقي بالرغم من الدعم الكبير الذي حظي به فترة حكم القذافي، لكن دعوة الاتحاد الأفريقي لعقد مؤتمر مصالحة تعد خطوة جيدة ولكنها متأخرة، ولن تؤتي ثمارها لأن الأزمة الليبية زادت تعقيدًا وتشعبًا".
و بين أن "هناك ملفات كثيرة في ليبيا ما زالت عالقة، ومن ناحية أخرى الاتحاد الأفريقي لا يقدر على إقناع الأطراف الليبية مثله مثل المجلس الرئاسي الذي عقد في وقت سابق مؤتمرًا للمصالحة طويت أوراقه بمجرد انتهاء المؤتمر ولم يحقق أي شيء، وبالتالي الاتحاد الأفريقي بدعوته هذه يحاول أن يستعيد موقعه في الأزمة الليبية خاصة أنه كان بعيدًا منذ فترة عن الملف الليبي".