بعد الاشتباك الأخير.. ما سيناريوهات الحسم بين الدبيبة وباشاغا؟‎‎
بعد الاشتباك الأخير.. ما سيناريوهات الحسم بين الدبيبة وباشاغا؟‎‎بعد الاشتباك الأخير.. ما سيناريوهات الحسم بين الدبيبة وباشاغا؟‎‎

بعد الاشتباك الأخير.. ما سيناريوهات الحسم بين الدبيبة وباشاغا؟‎‎

يثير نجاح عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها، في كسب الجولة الثانية من الصراع بشأن السلطة ضد القوات الموالية لرئيس حكومة الاستقرار الوطني فتحي باشاغا، تساؤلات عن وضع الأخير ومآلات الصراع بينهما، في ظل مشهد سياسي يبدو مفتوحا على كل الاحتمالات.

وانتهت المعارك التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال اليومين الماضيين، بسيطرة قوات الدبيبة على مواقع الكتيبة 777 الموالية لباشاغا، وكذلك إجبار قوات تابعة لمدير الاستخبارات السابق اللواء أسامة الجويلي الداعم هو الآخر لحكومة الاستقرار الوطني، على التراجع لمصراتة عند محاولتها بدء اقتحام طرابلس.

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحزب "تيار ليبيا للجميع" فتحي البعجة، أن الحسم لم ينته في صراع السلطة التنفيذية في البلاد رغم ما حدث من اشتباكات يوم السبت.

وقال البعجة في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إن "المعارك لم تكن ذات مغزى سياسي أصلا لكن في المطلق يبقى الصراع سياسيا بامتياز بين حكومتين في ظل تعنت الدبيبة الذي يتمسك بانتخابات لن تتم".

وأضاف: "لا أعتقد أن مخطط باشاغا للعودة إلى السلطة انتهى، بل العكس لم يعد أمامه من حل سوى السعي لدخول طرابلس، لكن الآن المعطيات تغيرت تماما.. إما هو غير جاهز للعملية أم أن هناك وعودا أعطيت له ربما حتى من قوى خارجية من أجل محاولة الدخول ثم يتم سحبها".

واعتبر البعجة أن "أطرافا دولية تتدخل في أزمة السلطة التنفيذية، والأمور باتت تحت الطاولة تحاك ضد باشاغا للإيقاع به وتوجيه الصراع إلى شق آخر، وقد تكون هناك مفاوضات في المرحلة المقبلة".

وبين أن "الدبيبة استهتر بلغة باشاغا الدبلوماسية، وبحديثه عن السلام لا عن الحرب ورأى فيها نقطة ضعف ما جعل باشاغا يتجه إلى التهديد بالقوة والعنف ورأينا الجولة الأولى التي كانت ثمارها مخيبة للآمال حتى للناس الذين قالوا إن المعركة ستكتب نهاية الدبيبة".

وختم البعجة بالقول، إن "الدبيبة بصدد خدمة أطراف دولية وإقليمية، خارج إطار المصلحة الليبية وما قام به في الأيام الأخيرة يؤكد أنه لا يصلح لقيادة ليبيا ولا يمكن أن يستمر الوضع الآن على ما هو عليه"، بحسب رأيه.

التصعيد مجددا

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي إن "المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا عسكريا حسب اعتقادي؛ لأن باشاغا لن يرضى بأن يظهر بمنظر المهزوم، خاصة أنها المرة الثالثة التي يفشل فيها في دخول العاصمة الليبية".

وأضاف المهدوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "باشاغا سيستخدم قوة عسكرية أكبر في المرحلة المقبلة، لديه قوات تحتشد على تخوم طرابلس سواء التابعة للجويلي أو معمر الضاوي أو علي أبوزريبة أو القوات القادمة من مصراتة وفي قيادتها العقيد سالم جحا".

وأردف أن "من سيحسم المعركة ويسيطر على العاصمة طرابلس هو الذي سيحصل في النهاية على الشرعية سواء الدولية أو المحلية؛ لأن المجتمع الدولي ينظر بترقب ما ستؤول إليه الأمور في العاصمة، ورأينا ضبابية الولايات المتحدة من خلال تصريحات سفيرها الذي يقول في كل تصريحاته لا تتصالحوا ولا تتقاتلوا".

وختم المهدوي بالقول، إن "المشهد السياسي والأمني سيئ جدا، وإحساس المواطن الليبي بالأمن متأرجح، وهناك حالة من الهلع خصوصا بعد الاشتباكات الدامية التي نتمنى ألّا تتكرر وأن يكون للمجتمع الدولي دور أكبر وأكثر فعالية".

وساطة

وأضاف معلى لـ"إرم نيوز": "يوم السبت، كانت هناك عملية انتهت بفشل، لكنها كانت عملية نوعية، ونعرف جيدا أن من يدافع عن مدينة ليس مثل من يهاجمها، حظوظ المهاجم دائما أقوى من حظوظ المدافع".

وتابع أن "الفشل وعدم القدرة على الدخول أمر عادي، طرابلس مدينة صعبة لكل من يعرف القواعد العسكرية، وبالتالي الكر والفر هو الحل لفتحي باشاغا لكن ليس الوحيد، هناك أبواب أخرى يمكن طرقها".

ورجح أن تتم مفاوضات في الأيام المقبلة في تركيا بوساطة من أنقرة، معتبرا أن "عدم وجود أي دور للقوات التركية في فض الاشتباك الأخير بين الميليشيات، دليل على فتح تركيا لباب الحوار بين الأطراف المتنازعة وهي لا تبحث عن الصراع الآن".

وختم معلى بالقول إن "تركيا تسعى لوجود سلطة قوية قادرة على إدارة المنطقة الغربية، فباشاغا لم ينجح في دخول طرابلس لكن الدبيبة أيضا لا يسيطر في المنطقة الغربية إلا على طرابلس".

وكانت وزارة الخارجية التركية، دعت الطرفين، في بيان نشرته السبت، إلى "ضبط النفس ووقف الاشتباكات".

وقالت الخارجية التركية، في بيان، إن أنقرة تابعت "بقلق بالغ الاشتباكات الدائرة في ليبيا والتي أسفرت عن مقتل مدنيين"، مؤكدة أن "الحفاظ على الهدوء يشكل أهمية كبيرة فيما يتعلق بأمن هذا البلد واستقراره ومستقبله".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com