تونس.. ماذا وراء تأسيس منشقين عن "النهضة" حزب "العمل والإنجاز"؟
تونس.. ماذا وراء تأسيس منشقين عن "النهضة" حزب "العمل والإنجاز"؟تونس.. ماذا وراء تأسيس منشقين عن "النهضة" حزب "العمل والإنجاز"؟

تونس.. ماذا وراء تأسيس منشقين عن "النهضة" حزب "العمل والإنجاز"؟

أثار الإعلان عن تأسيس حزب "العمل والإنجاز" الذي أسسته قيادات منشقة عن حركة النهضة الإسلامية في تونس، تساؤلات حول خلفياته الفكرية، وما إذا سيكون منافسًا لها، أم أنه سيكون واجهة جديدة للحركة يحمل أفكارها وتوجهاتها.

ويضم الحزب الجديد الذي أُعلن عن تأسيسه، الثلاثاء، وجوهًا قيادية سابقة في الحركة، أبرزها، الوزير السابق عبد اللطيف المكي، وزبير الشهودي.

وقال الشهودي لـ"إرم نيوز"، إن "نوعية القيادات، والسلوك السياسي، هما اللذان سيحددان هوية الحزب الجديد، وتمايزه عن النهضة".

وحول مرجعية الحزب، علّق الشهودي: "اخترنا له تموقعًا اجتماعيًا محافظًا، ولن تكون مرجعيته إسلامية، فهذا موضوع انتهى ولا مجال للعودة إليه"، لافتًا إلى أن "تأسيس الحزب يمثل أفضل رد على الادعاءات بأن الأحزاب لم يعد لها دور، في وقت يتم فيه بالعالم أجمع الإقرار بدورها، نحن ندافع عن الأحزاب، وتأسيسنا للحزب هو رد على الشعبوية التي تعرفها البلاد".

وأفاد الشهودي بأن "الحزب الجديد سيدافع عن مدنية الدولة، وسيكون في المعارضة، والاختبار الحقيقي هو أن نثبت للناس العمل السياسي من خلال قواعد جديدة، لذلك قمنا أولًا بميثاق أخلاقي لأننا نريد التأسيس لأخلقة المشهد السياسي حتى نطور في جودة القيادة، وثانيًا عملنا على ميثاق سنقدمه للنخب السياسية في البلاد"، مضيفًا: "سنتعامل مع الرئيس التونسي في ظل الوضع الراهن، فهو مازال رئيسًا، لكننا نعتبر أن سلوكه غير ديمقراطي، وما يقوم به خارج عن نواميس العمل السياسي".

وتتصدر حركة النهضة، جبهة المعارضين لرئيس الجمهورية قيس سعيّد، لكنها فشلت بعرقلة خططه لإحداث التغيير، خاصة بعد مضيه قدمًا نحو التأسيس لنظام حكم جديد بعد الاستفتاء المرتقب على الدستور، في 25 يوليو/ تموز المقبل.

وفي تعليقه على تأسيس الحزب الجديد، رأى سرحان الناصري، رئيس حزب التحالف من أجل تونس، أن "الحزب سيكون رافدًا من روافد حركة النهضة، ويمثل طوق نجاة لمنتسبي الحركة، وللإسلام السياسي".

وقال الناصري لـ"إرم نيوز" إن "قيادات الحزب تقول إنها ستقطع العلاقة مع حركة النهضة، لكن هذا غير صحيح لأن الأحزاب ذات المرجعية الدينية لا يمكن أن تنفصل عن الإسلام السياسي، ومن تربى على أدبيات حسن البنا، وسيد قطب، لا يمكن أن ينفصل عنها"، معتبرًا أن الحزب "مناورة سياسية جديدة لأن مستقبل حركة النهضة السياسي انتهى".

وحول فرص نجاح الحزب، أوضح الناصري أن "الحزب سيكون له رافد من الحركة، وستتم التعبئة له من خزانها البشري، وقد يكون له حضور، خاصة أن الإسلام السياسي لم ينتهِ بعد، لكن تأسيس هذا الحزب في هذا التوقيت لا يمكن أن يجد نجاحًا".

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد ذويب إن، "تأسيس بعض قيادات حركة النهضة لحزب جديد هو تكتيك جديد، لأن هذه المجموعة تأكدت أن النهضة بشكلها القديم قد فقدت شعبيتها، وقد تنتهي كليًا في صورة فتح ملفاتها القضائية، ومحاسبة بعض قياداتها في عديد الملفات الخطيرة، كالجهاز السري، والتسفير، والإرهاب، وتلقي تمويلات من الخارج، والفساد المالي".

وأضاف ذويب لـ"إرم نيوز": "أتصور أن الحزب الجديد لن يقع في أخطاء حركة النهضة نفسها، بل إن مؤسسيه سيحاولون تكييفه مع طبيعة المرحلة، ووفق التطورات التي شهدتها تونس، والوضع الإقليمي الذي شهد إنهاء الإسلام السياسي في كل الأقطار العربية بعد الطفرة التي شهدها بعد 2011"، لافتًا إلى أن "الإشكال في الحزب الجديد يبقى هو التمويل، لأن الجميع يعرفون أن أموال تنظيم الإخوان في تونس بيد راشد الغنوشي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com