محللون: غموض الموقف الدولي يؤجج الصراع بين الحكومتين في ليبيا
محللون: غموض الموقف الدولي يؤجج الصراع بين الحكومتين في ليبيامحللون: غموض الموقف الدولي يؤجج الصراع بين الحكومتين في ليبيا

محللون: غموض الموقف الدولي يؤجج الصراع بين الحكومتين في ليبيا

رأى محللون وسياسيون ليبيون أن الغموض الذي يتعاطى به المجتمع الدولي حيال الصراع السياسي بين الحكومتين القائمتين في ليبيا، يؤجج التوتر وينذر بمزيد من تعقيد الأوضاع في البلاد.

ودعت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في بيان مشترك أصدرته الجمعة، إلى الانتهاء سريعا من الأساس القانوني للانتخابات العامة في ليبيا، وتشكيل حكومة ليبية موحدة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات.

وقالت الدول الخمس في بيانها المنشور على موقع وزارة الخارجية الإيطالية، إنها ترحب بـ "التقدم المحرز في المحادثات بين اللجنة المشتركة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في القاهرة التي يسرتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وبدرجة التوافق التي تم التوصل إليها بشأن الاتفاق".

ورحب رئيسا الحكومتين المتنافستين في ليبيا، مساء الجمعة بالبيان واعتبر كلٌّ منهما أنه يمثله، لكن محللين اعتبروا أنّ هذا الموقف الغامض يزيد الأمور تعقيدًا.

واعتبر رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان أن هذا البيان يمثل استمرارا لحالة التشظي التي يعيشها الليبيون منذ 2011 وحالة الضبابية وعدم الحسم التي يتسم بها موقف المجتمع الدولي من الأزمة في ليبيا.

وأوضح الترجمان في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "المجتمع الدولي يثبت يوميا  لليبيين أنه لا يريد حل الأزمة في بلادهم، لأن الأزمة واضحة وحسمها ليس بالعسير، لكن هذه الدول تصر على ضبابية الموقف بمثل هذه البيانات التي يستطيع كل طرف تفسيرها بما يراه سواء حكومة باشاغا أو حكومة الدبيبة أو البرلمان أو مجلس الدولة وهما مجلسان لم يتفقا إطلاقا على أي شيء" وفق تأكيده.

وحمل الترجمان المجلس الأعلى للدولة المسؤولية قائلا "هذا المجلس المريض والذي يمثل الإخوان هو الذي يسعى إلى عدم الوصول لأي اتفاق ونقض أي اتفاق والانقلاب على أي اتفاق يتم التوصل إليه، منذ اتفاق الصخيرات وبعد الاتفاق مباشرة بعد إنشائه باعتباره مجلسا استشاريا قبل أن يصبح شريكا في الحكم بمساعدة الدول الغربية".

ودعا الترجمان الليبيين إلى الانتفاض كما حدث في 2011 لكن هذه المرة ضد المجتمع الدولي الذي لا يريد حلا للأزمة الليبية وفق تقديره.

وبدوره، قال الدكتور أكرم الفكحال المرشح للانتخابات الرئاسية ورئيس حزب النداء إن "البيانات والتصريحات من الأطراف الدولية عديدة ومتكررة وتحمل أكثر من معنى وقد اعتاد الليبيون ذلك".

وأضاف الفكحال في تصريحات لـ "إرم نيوز" أنّ المجتمع الدولي "لا يجهل أنّ الاستقرار النهائي مرهون بأن يختار الشعب رئيسًا لليبيا ويكون لمن سيختاره الليبيون الفسحة والمساحة ليبدأ الاستقرار ويحدِث التغيير والإصلاح والبناء الذي لا يحتاج إلا لشخصيات وطنية تبحث حقًّا عن ذلك".

وحذر الفكحال من أنه "إذا تركت المساحة لمن يتصدر المشهد اليوم لن يتغير شيء والأطراف الدولية تعلم ذلك ولا أستغرب تجاهلهم؛ لأن الوضع معقد، وأحد أسباب التعقيد هو أن العملية السياسية انحرفت عن مسارها الصحيح بشكل يصعب الرجوع عنه" وفق تقديره.

وأكد المرشح الرئاسي أنّه "لا سبيل إلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات إلا بإجراء انتخابات عامة (رئاسية وبرلمانية متزامنة) تُباشر من المرحلة التي عُطلت فيها انتخابات الـ24 من كانون الأول/ ديسمبر 2021 الرئاسية".

وفي المقابل اعتبر الباحث الدستوري والسياسي محمد محفوظ أن البيان لا يحمل الكثير من الغموض ويمثل استمرارا للنهج السابق بدعم خريطة الطريق والتأكيد على حكومة موحدة، وليس المقصود من البيان حكومة الدبيبة أو باشاغا.

وقال محفوظ في تصريحات خاصة بـ "إرم نيوز" إن "الإسقاط الذي قام به الدبيبة وباشاغا على هذا البيان بأنهما سيستجيبان له وكأن حكومة كل منهما هي الحكومة المقصودة، غير صحيح وهو محاولة لاستعطاف الناس وتقوية بعض المناصرين لهم".

وأوضح محفوظ أن "البيان يتلخص في نقطتين رئيستين الأولى المحافظة على المسار الأممي ودعم تكملة خريطة تونس – جنيف إضافة إلى التأكيد على وجود آلية لإدارة عوائد النفط ووضعها في حسابات خاصة بعيدة عن الحكومتين؛ وهو الأمر الذي تركز عليه الولايات المتحدة الآن" وفق تأكيده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com